فتحي علي رشيد
الحوار المتمدن-العدد: 5911 - 2018 / 6 / 22 - 03:04
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية ونهاية ثورة :
هل سمع أحد بثورة تنكرت لنضال شعبها ؟ أساسا هل يمكن لقادة ثورة أن تنتصرثورتهم إذا ماتنكروا لتضحيات من سبقوهم ؟ من يبدأهكذا يعتبر منتهيا قبل أن يبدأ ." . البداية الخاطئة لايمكن أن تؤدي إلا إلى نتيجة خاطئة " هذا ماقاله استاذي واستاذ الجميع المرحوم "نافذ حوراني " الذي كان من أوائل من أيدوا تلك الانطلاقة التي قامت بها فتح لتفسير سبب ابتعاده عنها .كان في البداية يعتقد أننا إذا ماوسعنا وطورنا العمليات الفدائية البسيطة فإنها يمكن أن تجبر الأنظمة العربية (خاصة سوريا التي كنا نعيش فيها ونأمل كثيرا في ثورتها )على تقوية جيوشها بما يمكنها من الدفاع عنا وعن حدودها وشعبها وبالتالي يمكن للعمليات الفدائية أن تجبر إسرائيل على الخضوع لشروط ومطالب الثورة . أما الترويج لفكرة أن العمل الفدائي وحده قادر على التحريرمن دون تنسيق مع الدول العربية الوطنية والقومية والقوى الدولية المؤيدة للحق الفلسطيني , فذلك وهم وخطأ استراتيجي قاتل ,وهذه كانت بداية اختلافه مع قيادة فتح .الموقف ذاته وقفه كلا من استاذي المرحوم خالد الجراح وابن بلدي نمر أبو النعاج اللذان مع ذلك لم يقطعا مع فتح بل أبقيا على خطوط التواصل , في حين أن شخصيات أخرى مثل الاستاذ اليساري عبد الله حوراني ( ذو الأصول البعثية )وكمال عدوان وكمال ناصروأبو يوسف النجاروغيرهم ممن استمروا مع عرفات ونهجه دون أن يصبحوا على وفاق تام معه على أمل التحسين .
وبما أن أغلب العمليات الفدائية كانت مبالغ فيها ,وبما أن الشمس لايمكن أن تغطى بغربال فلقد توصل كثير من الشرفاء ممن ساروا وسايروا فتح إلى أن الثورة التي تقوم على الكذب لايمكن أن تنجح ولايمكن لها أن تنتصر. فحبل الكذب قصير .لذلك قطعوا صلاتهم بفتح وبما تسمى "الثورة ", وراحوا ينقدون ويراقبون ويصححون .لكن الأمورلم تجر وفق ما يرون بل وفق ما أراده خليل الوزير ومن خلفه عرفات وصلاح خلف " النجاح في سياسة التوريط " .حتى جاءت الواقعة في حزيران 1967 . وكان هذا بمثابة نصر لقادة العمل الفدائي الذين اثبتوا أنهم أجدى وأقدر على مواجهة إسرائيل وإلحاق الأذى بها من الجيوش العربية المهزومة .وبما أن النظام الأردني كان يرغب باستعادة الضفة الغربية فلقد وافق على انطلاق العمل الفدائي من أراضيه , بدليل أن قواته شاركت في عملية التصدي للعدوان الإسرائيلي مع قوات الثورة على قرية الكرامة وحقق نصرا باهرا . وهذا ماجعل اسهم فصائل المقاومة ترتفع إلى أعلى سماء . و لما اغتر المقاتلون بقوتهم وسمعتهم بدأ الافتراق مع النظام الأردني ومن ثم مع بقية الأنظمة .بدأت النهاية بسرعة فائقة .
بداية نهاية العمل الفدائي :
الموقف من الجماهير والعمل الجماهيري :
أما نحن في المنظمة الشعبية فإن بداية افتراقنا مع المنظمات الفدائية كانت بسبب موقفها من ـ بل احتقارها ل ـ العمل التثقيفي والنشاط الجماهيري , حيث كنا نتقاتل بالكلام يوميا مع قادة ومنظري تلك الفصائل حول عدم صحة اعتبار الكفاح المسلح وبالضبط العمل الفدائي الطريق الوحيد لتحرير فلسطين .وكنا نؤكد على أنه يمكن الدمج , بل يجب أن يكون العمل السياسي والسلمي والفكري الشعبي مرافقا لخيار المقاومة المسلحة , وبأن ذلك سيكون أجدى لخيار المقاومة المسلحة ذاته وتهيئة له . ولهذا السبب رفضنا المشاركة في المجلس العسكري للعمل الفدائي وكذلك في المنظمة وفي كثير من مؤسساتها . لكن للأسف اسكتت قرقعة السلاح والانتصارات الزائفة المزعومة (التي كانت تنشرها وسائل الإعلام عن عمليات فدائية ملفقة ,زعم فيها قتل المئات من الاسرائيليين وإسقاط عددا من الطائرات وتدمير عشرات الدبابات والمصفحات )طغت على صوت العقل , وغطت على المنطق , كما يتم إسكاتهما اليوم على يد عباس والرجوب من منطلقات معاكسة تماما , تمجيد العمل السلمي وتسخيف ومحاربة أي عمل مسلح .
وأذكر في هذا المجال أننا في المنظمة الشعبية ( خاصة بعد عودتنا من الصين الشعبية عام 1967 ) عندما كنا نذهب إلى أغوار نهر الاردن لنتفهم مشاكل فلاحي شعبنا كي نساعد في حلها , وفي توعيتهم وتدعيم صمودهم (استنادا لما تعلمناه عن الحرب الشعبية طويلة المدى ) وعندما كنا نربي في قواعدنا بعض الشباب الذين كانت قيادة المنظمة الشعبية تهيؤهم لدخول الضفة الغربية وغزة ( أو تقنعهم للعودة بعدأن خرجوا منها بعدهزيمة حزيران ) ونعلمهم أساليب العمل الجماهيري تهيئة للعمل المسلح لاحقا عندما تنضج الظروف . كانت القيادات الفلسطينية الأخرى تحرض الشباب على ترك أعمالهم في القرى وتحضهم على الدخول في منظماتهم للقيام بعمليات فدائية . وكانت تهزأ بنا وبالعمل التثقيفي مع الفلاحين والعمال والطلاب الذين كانت قيادة العمل الفدائي ـ على العكس تحضهم على ترك مدارسهم مما قد يخلق وقد خلق فعلا جيلا من الجاهلين والتابعين . ولهذا راحوا يشككون بنا كوننا لم نقم بأي عملية فدائية منذ أن تشكل التنظيم ( حتى تاريخ انحلاله عام 1971 ) ولأننا كنا نرى بأنه يفترض بنا أن نعبئ جماهيرنا فكريا وسياسيا ونعلمها كيف تتمسك بأرضها وتدافع عنها في ذات الوقت . قبل البدء بالعمل المسلح .
بداية الانحراف :
من يترك أرضه ومدرسته وعمله ليلتحق بالعمل الفدائي لابد أن يتحول إلى أسير في معيشته لمن يدفعون له الراتب ويقدمون له السلاح والكساء . ومن هنا بدأ الانحراف بالتعدي على المواطنين لينتهي باغتيال قادة الثورة .وتسميم قائدها .
وهنا أذكر أننا في الوقت الذي كنا نطالب فيه القيادات الفلسطينية يوميا بضرورة وضع حد لتجاوزات المقاتلين الفاسدين الذين كانوا يعتدون على الناس و يتجاوزون على القوانين ويدوسون عليها . حيث كانت بعض التنظيمات الجديدة التي دخلت على خط الثورة ,تنهب المحلات التجارية وتعتدي على كرامات الناس .كما عفش اليوم بعض المنتمين لفتح الانتفاضة والقيادة العامة وجبهة النضال بيوت أخوانهم الفلسطينيين المدمرة في مخيم اليرموك وبعد مشاركتهم في تدميره في ذات الوقت التي تمر فيه ذكرى مرور سبعين عاما على النكبة كما لو كانوا يثبتون أنهم يحدثون نكبة جديدة . وكأن التعفيش بعد أن كان ظاهرة عام 68 بات ثقافة عامة .
وعلى الرغم من أننا (في المنظمة الشعبية ) كنا نحذر من مغبة هذه الأعمال على شعبية العمل الفدائي ومستقبله في الأردن .إلا أن أيا من القيادات الفلسطينية لم تقم بأي تصرف يضع حدا لهذه التصرفات المشينة بل على العكس كنا نجد قيادات تابعة للجبهة الديمقراطية (منذ ظهورها على الساحة عام 1969) تشجع على التخريب والفوضى كجزء من سياستها الرامية إلى خلق حالة من الفوضى ,تبرر لها التصادم مع الجيش بما يمكنها من هزيمته ( بدل التعاون معه ضد إسرائيل ) وإسقاط الملك وتسلم السلطة بدلا منه ودعوتها لإقامة مناطق محررة حمراء .
وكان العمل التثقيفي لديهم يتم من خلال وضع صور لينين وكتابة اسمه على المساجد . مما جعل أغلب الجماهير الأردنية والفلسطينية تنفر من الثورة وتستنكر أفعال المقاومة وتقف مع الملك وجيشه ضد المنظمات الفدائية , وهذا مابرر للجيش لارتكاب أبشع المجازر ضدها عام 1970 و1971مما أدى إلى إخراج كل فصائل المقاومة من أطول وأهم ساحة للصراع مع إسرائيل .
ومن المؤسف أن نقول أن الأمر ذاته تكررعندما انتقلت أغلب كوادر وعناصر المنظمات الفلسطينيية إلى لبنان الأمر الذي أدى إلى تكرار تجربة الأردن وحصول تجاوزات أسوأ منها بكثير حيث أصبحت المنظمة دولة ( دولة الفاكهاني ) ضمن الدولة اللبنانية . مما يفهم منه أنها كانت سياسة ممنهجة وليست عفوية , وهو ما برر عام 1982 لكثير من الأحزاب والجماهيراللبنانية الوقوف إلى جانب قوات الاحتلال لإخراج فصائل المقاومة من لبنان .ومن ثم لنبذهم ومحاصرة أبناء شعبهم المقيمين في مخيمات لبنان كلها بعد أن تركوهم لشارون وللقوات اللبنانية ليرتكبوا بحقهم أبشع المجازر التي عرفها التاريخ في صبرا وشاتيلا .
النهاية الفعلية للثورة وبداية التخبيص :
نقل عن أبو إياد قوله لأبو داوود بعد الخروج من عمان عام 1971 " انتهت الثورة " على الأرض باعتبار أن الساحة الأردنية كانت تضم أكثر من ثلاثة ملايين فلسطيني ولديها على الأرض الأردنية حوالي ستين ألف مقاتل ,وتمتلك أطول جبهة مع إسرائيل , وبما أن النظامين السوري والمصري ـكما قال ـ لن يسمحوا لنا بالعمل إلا وفق ما يريدون فليس أمامنا إلا تشكيل خلايا للإغتيالات للانتقام من أعداء الثورة .
وهكذا بدؤوا باغتيال وصفي التل في القاهرة . وكان هذا سببا في اكتشاف ماعرفت بمنظمة أيلول الأسود التي كان أحد أعضائها صبري البنا المعروف بأبو نضال الذي كان يعمل في جهاز أمن الثورة وأمن عرفات المعروف بجهاز ال 17في بيروت قبل أن يصبح سفيرا للمنظمة في بغداد . وبعد تشكل جبهة الرفض التي قادها العراق عام 1974 ضد البرنامج المرحلي الذي تبنته فتح والديمقراطية .انشق عن فتح و شكل ما يسمى بالمجلس الثوري .الذي ارتكب أبشع عمليات الاغتيال التي طالت كما ذكر عاطف أبو بكر في عدة مقابلات ( 13 ساعة من المقابلات التلفزيونية ) أكثر من 1200 عضو من الأعضاء القياديين في الثورة الفلسطينية ومن المعارضين للأنظمة العربية أغلبهم من المثقفين الثوريين واليساريين منهم 72 من المجلس الثوري (انشقوا لمعارضتهم لعرفات ونهجه وانضموا للمجلس ) , وسبعين عضوا من تنظيم فتح عرفات و200 مواطن لبناني وسعودي وسوري ..إلخ .وأكد أبو بكر أن لديه قائمة بالأسماء موثقة توثيقا رسميا . ومن أبرز هؤلاء القادة الذين اشترك جهاز أبونضال في اغتيالهم مع الموساد بقيادة باراك . كان أبو إياد نفسه وابوحسن سلامة وأبو العمري وأبو داوود ,ومن قبلهم أبوجهاد. وبما أن باراك اشترك في عملية الفردان التي تم فيها اغتيال الثلاثي كمال عدوان وكمال ناصر وابو يوسف النجار الذين بدأوا يشكلون تيارا مناقضا ومنافسا لتيارالثلاثي عرفات ـ أبو إياد ـ أبوجهاد , من خلال تعاون وثيق مع الحرس الخاص بهم , سواء في بيروت أو تونس .وبعد ذلك تم اغتيال كلا من اليساري الفذ "ماجد ابو شرار" والمناضل الشرس "سعد صايل " ..وغيرهم كثيرين . وبعد أن انتقلوا إلى تونس جرى اغتيال وتصفية كثير من الشخصيات المعارضة لعرفات حتى طالت أخيرا عرفات نفسه .وإذا كان صحيحا أن لإسرائيل ضلع في جميع هذه الاغتيالات إلا أنه من المستحيل لأجهزتها الأمنية أن تنفذ تلك الاغتيالات والتصفيات من دون أن يكون لها عملاء داخل الأجهزة الأمنية الفلسطينية مما يفهم منه أن جهاز أمن الثورة كان مخترقا منذ البداية .وهذا ما يشير إليه المثل الشعبي " دود الخل منه وفيه " ومازال فيه . بدليل أن أغلب من اشتركوا في الاغتيالات وعمليات التصفية بعد أن تم كشفهم هربوا إلى المناطق التي تسيطر عليها اليوم السلطة الفلسطينية . ومما تجدر الإشارة إليه أن أحد أهم شروط اتفاق اوسلوا كانت تجبر السلطة على عدم التعرض للجواسيس والعملاء , بل واشترطت إدخالهم في الأجهزة الأمنية المتعاونة مع إسرائيل لحفظ الأمن وقيل أن أعدادهم تزيد عن ثلاثة عشر ألفا .وهكذا فنحن إذ نفتح ملف الثورة فليس لنفتئ الجراح ونثير الضغائن بل لنقول طالما أن من قتل هؤلاء ومن ضمنهم عرفات لم يعرفوا ولم يقدموا للمحاكمة فنحن في خطر وعلينا الحذر .
تدمير مخيمات اللاجئين :
ونحن إذ نشير إلى أن القيادات الفلسطينية عندما ركزت على العمل الفدائي من الخارج لتحرير فلسطين كلها من البحر إلى النهر.نقول أنها بعد أن انقلبت على ذلك الهدف الذي قامت على أساسه وبعد أن استغلت ذلك الخارج أبشع استغلال وجعلته يقدم التضحيات الجسام تنازلت عن فلسطين (لعدوها الغاصب ) التي جاءت لتحريرها منه واكتفت بما يمكن أن يقدمه لها من الضفة الغربية وغزة فقط . ولهذا فقد انقلبت على هذا الخارج وراحت تركزعلى الداخل الذي كانت تهمله بل وتنبذه إضافة لتشكيكها بالفلسطينيين المتبقين على أراضي عام 1948 .فتجاهل فلسطينيي الشتات وقضيتهم كان مسألة مبيتة من قبل اتضحت رسميا عام 1974 , ولم يكن ذلك بسبب توقف العمل الفدائي عام 1981(قبل الخروج من لبنان من خلال اتفاق غير مباشر مع إسرائيل يقضي بوقف العمليات الفدائية )ولا بسبب فقدانها لقواعدها وجماهيرها خارج الوطن ـ بخاصة بعد أن دخلت إلى الوطن عام 1994بل نتيجة لسياسة ممنهجة .فالانقلاب على الخارج الفلسطيني والتضحية به ,وتجاهله كليا كما لويكن غير موجود والتركيز على الداخل فقط ليس مسألة اعتباطية .
وهنا وقعت الكوارث التي يرفضون الاعتراف بمسؤوليتهم عنها . فهم بتركهم أبناء شعبهم في مخيمات كلا من الاردن ولبنان وسوريا دون حماية يكونون دون قصد ـ ربما ـ تركوا الباب مفتوحا للأعداء ليرتكبوا أبشع المجازر بداية في صبرا وشاتيلا ,ومن بعدها حصارمخيمات اللاجئين في صور وصيدا وبيروت ونهر البارد, حيث لم تفعل شيئا لإيقاف المجازر وعمليات التدمير الممنهجة التي قام بها الجيش اللبناني . وهنا نسأل من جند فتح الاسلام وأدخلهم مخيم نهر البارد ؟ من شجعهم على قتل ضباط وشرطة لبنانيين ؟ولماذا ؟ من سلم مخيم اليرموك لأبابيل حوران وجند الشام ؟ اليس من تولى وحده حمل السلاح للدفاع عن المخيم ؟ من أدخل جبهة النصرة ومن ثم داعش للمخيم ؟ هل كان يتطلب إخراج مائتي عنصر تدمير المخيم؟ مع العلم انه كان بإمكان مائتي مقاتل يزعمون أنهم مجندون لتحرير فلسطين اخراجهم !!ولماذا أخرجوهم بعد تدمير المخيم سالمين إلى مناطق أخرى ؟ هل تختلف سياسة من هم في السلطة عن سياسة من هم في الخارج إزاء شعبهم المعتر ؟
وهنا لابد أن نذكر بأن ما قامت به السلطة (العميلة !) من حصار وتجويع وقطع الرواتب والكهرباء والمساعدات عن أبناء شعبنا في غزة ومخيماتها لا يختلف البتة عما قامت به الفصائل التي تزعم أنها مقاومة وممانعة !ضد مخيم اليرموك وغيره من المخيمات في سوريا وبخاصة في ريف دمشق . ومع أن الروس تدخلوا لمنع العفيشة من تعفيش بيوت اللاجئين بما يندى له حتى جبين المغول .إلا أن منظمات المقاومة والممانعة لم تنبس بنت شفه لمنع ذلك ولم تقم بأي عمل لإيقافه , ولم تصدر حتى بيان استنكار . و باستثناء "عربي عواد "الأمين العام للحزب الشيوعي الثوري ) فان ما يظهر حقيقة وسوء تلك القيادات التي تربعت على قيادة العمل الفدائي والمنظمة منذ عام 1968وحتى اليوم . فكشفت بعد أن نفذت مهمتها عن وجهها الحقيقي والقبيح القديم الذي كان يغطى بقناع المقاومة والتحرير .وهكذا أثبتت اليوم أنها كما كانت منذ البداية متآمرة وليست مع هذا الشعب ولا منه ,(لكن أعيننا كانت مغطاة بالأمل والثقة ) . وما يثبت ذلك انها جميعها لم تسكن المخيمات ولم تعاني ماعاناه ويعانيه أبناء شعبهم فيها . لذلك هانت عليهم معاناة ابناء المخيمات .ولهذا كان لابد كيلا تظل تسوق فينا وتستمر في جرنا إلى كوارث جديدة أن نعرف الجميع بأنها كما كانت منذ البداية غير جديرة بقيادة هذا الشعب ولا التحدث باسمه هي اليوم أكثر .خاصة بعد أن فشلت في مواجهة عمليات التهويد والصهينة والحصار والتجويع والإبادة التي يتعرض لها شعبنا ولا نقول في تحرير شبر واحد من الأرض التي زعمت أنها جاءت لتحريرها .
ونحن إذا ما ربطنا بين سكوت هذه القيادات على عمليات تدمير المخيمات ومسحها وتهجير شعبها كخطوة لابد منها من أجل توزيعهم وإقامتهم في مناطق متباعدة وإعطائهم جنسيات وإقامات دائمة وخفض تمويل الأونروا كمقدمة لإنهائها ,كخطوات لابد منها لإنهاء وشطب قضية اللاجئين كما تريد إسرائيل . يتضح لنا حجم المؤامرة التي تشترك فيها هذه القيادات ( في الداخل والخارج )في عملية تصفية القضية نهائيا , وكيلا نقع في المحظور كان علينا أن نفضحهم وننبذهم حتى يسقطوا تلقائيا,وليُحاكموا لاحقا .
#فتحي_علي_رشيد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟