|
حصر السلاح
ماهر ضياء محيي الدين
الحوار المتمدن-العدد: 5909 - 2018 / 6 / 20 - 14:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تتزايد الدعوات في الآونة الأخيرة الدعوات والمطالبات من بعض الجهات بحصر السلاح بيد الدولة ، لان وجودها يشكل خطر وتهديد على امن واستقرار البلد ، وانتشارها على هذا النحو ستكون له تبعات قد تحرق الأخضر واليابس ، ومن يدفع الثمن الجميع وبدون استثناء ، لذا يتطلب الأمر معالجة المشكلة من قبل الحكومة ، أو إن هناك غايات وأهداف تقف وراء هذه الحملة . ظاهرة انتشار الأسلحة لم تكون وليدة اليوم أو الأمس ، بل هي موجودة ومنتشرة في كل الأوقات ، وفي عموم دول العالم ، ولم تستطع أقوى الحكومات وطبيعة الأنظمة الحاكمة السيطرة عليها ، لكنها استطاعت الحد منها من خلال تشريع القوانين والعقوبات الصارمة ، لكن في العراق لم تتمكن حكومات ما بعد 2003 السيطرة عليها ولأسباب كثيرة . لو فرضنا جدلا القيام بحملة وطنية لجمع الأسلحة من المواطنين ، عن طريق الشراء أو القوة أو دعوات من قبل جهات عدة تدعوا المواطنين للتبرع للدولة بما يملكون من أسلحة ، والهدف المعلن حصر تواجده بيد أجهزة الدولة ، وضمان الحد من انتشاره وعدم وصوله إلى جهات قد تكون إرهابية أو عصابات أو مجموعات معينة ، ليكون تسال المواطن البسيط ، ما أسباب انتشاره ، وهل الدولة قادرة على حماية المواطن وتوفير الأمن، ونحن نعيش في وضع لا نحسد عليه ،وما هي الضمانات الحقيقة لعدم تكرار مأساة سقوط الموصل ودخول داعش من جديد ، وانكسار القوات الأمنية هذا من جانب . ومن جانب أخر انتشار العصابات المنظمة من خطف وقتل وتسليب المواطنين في دورهم ، ولعل القادم قد يكون الأخطر ، في ظل عجز الأجهزة الأمنية من القضاء عليها ، ليكون السلاح البديل المفروض علينا جميعا للدفاع عن النفس والأهل والمال . مهمة حصر السلاح ليست مستحيلة وصعبة ، بمعنى أخر لو زالت المخاطر والتحديات الداخلية والخارجية ، وأصبحت أجهزتنا قادرة ومسيطرة على الملف الأمني ، دون حدوث خروقات او انفجارات او اختطافات على طريق كركوك مثال ، ستنحصر أو تختفي الأسلحة بنسبة أكثر من 70% ، على مستوى المواطن العادي ، واغلب فصائل الحشد المقدس ، لان سبب ظهوره قد زال ، ولا يوجد مبرر لبقائها ، وحتى المرجعية الرشيدة دعت بنفس هذا الاتجاه بدمج الحشد مع قواتنا المسلحة وحصر السلاح بيد الدولة . إما البقية فهي لا تشكل غير 25 % يمكن التعامل معهم بعدة طرق ، ولو وصلت الأمور إلى حد المواجهة المباشرة لا سامح الله ، ليكون الخيار الذي لابد منه من اجل امن واستقرار البلد ، وفرض هيبة الدولة على الجميع ، لان القانون فوق الكل . ولو تمكنت الدولة من حصر السلاح من الداخل ، هل تستطيع منع تدفقه من الخارج ، وهناك دول تقف وراء تجهيز بعض الأسلحة لجهات محددة وبدون ثمن في اغلب الأحيان ، وبدون علم الدولة وما يزيد الطين بله الحديث والمتطور منها موجودة لدى الجماعات المسلحة ، لأننا ساحة للصراعات الدولية والإقليمية والتدخلات الخارجية المستمرة، وانتشار الأسلحة يحقق لهم مشاريعهم ومخططاتهم ، لتكون المهمة المستحيلة على الحكومة ، ولو كانت صادقة بدعواها على الجميع الوقوف معها لمواجهة هذا التحدي الأكبر ، والملف الأصعب الذي يجب إنهائها مهما كان الثمن . حقيقة الأمر تقف وراء أسباب سياسية وانتخابية بحتة ، وحصر السلاح ورقة ضغط تستخدم ضد جهات معينة لتكون التنازلات حاضرة عند التفاوض والحوار ، لان دعاة حصر السلاح يعلمون جيدا صعوبة المسالة ، ولا يمكن تحقيقها في الوقت الراهن لأسباب معلومة من الجميع ، وهناك إطراف خسرت الانتخابات ألأخيرة تحاول خلط الأوراق وتعقيد المشهد السياسي والأمني ، وتحقيق غاياتهم من اجل السلطة والنفوذ وتقاسم المناصب ، وهي مستعدة لكثر من ذلك ، الأهم بقائهم في القمة .
#ماهر_ضياء_محيي_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
النظام الرئاسي العسكري
-
الحرب الاهلية
-
الوجه الاخر
-
بالحرف الواحد
-
ضد مجهول
-
بلاغ للراي العام
-
المقاطعة والخيارات البديلة
-
صفقة القرن
-
الى اين
-
كل الطرق تودي الى البرلمان
-
الاستاد الكبير
-
الكتلة الاكبر
-
درعا الخط الاحمر لامريكا
-
الانتخابات المقاطعون المشاركون الحاكمون الجميع فائزون
-
رسالة العراقيون الى الوالي
-
العاصفة
-
الخاسر الاكبر
-
الاصطفاف الاوربي بين التحديات والمصالح
-
اهل البلد
-
مفترق الطريق
المزيد.....
-
كييف تتحدث عن تقدم قواتها في كورسيك وموسكو تعلن التصدي لها
-
واقعة مثيرة للجدل داخل مستشفى في مصر.. ومسؤول يعلق
-
زاخاروفا: الهجوم على محطة زابوروجيه عمل إرهابي كشف خطورة نظا
...
-
حماس: موافقة واشنطن على صفقة أسلحة جديدة لإسرائيل تؤكد أنها
...
-
خبير عسكري أوكراني يحذر من سقوط مدينة هامة بيد الجيش الروسي
...
-
مقتل 5 فلسطينيين بقصف إسرائيلي على الضفة
-
احتجاز مواطن أمريكي في موسكو لاعتدائه على شرطي
-
إيلون ماسك يصف -الغارديان- بأنها -قمامة- وسائل الإعلام
-
الجيش الإسرائيلي يعلق على مقتل التوأم في غزة
-
مغامرة نظام كييف في كورسك بدأت فعليا في التحول إلى كارثة محق
...
المزيد.....
-
الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ
/ ليندة زهير
-
لا تُعارضْ
/ ياسر يونس
-
التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري
/ عبد السلام أديب
-
فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا
...
/ نجم الدين فارس
-
The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun
/ سامي القسيمي
-
تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1
...
/ نصار يحيى
-
الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت
...
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
هواجس ثقافية 188
/ آرام كربيت
-
قبو الثلاثين
/ السماح عبد الله
-
والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور
/ وليد الخشاب
المزيد.....
|