|
رداً على هروب شلغين
سامي ابو سلام
الحوار المتمدن-العدد: 1498 - 2006 / 3 / 23 - 09:37
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
منذ فترة بدأت تتناثر الرسائل الالكترونية والمقالات حول خيانة بعض السياسيين السوريين وقيامهم باجتماع مشبوه مع بعض كبار الساسة الامريكيين، وقد تمت الدعوة حسب الرسائل التي تلقيتها والمقالات التي قرأتها الى بعض السياسيين السوريين من يدعون المعارضة يوم الثامن والتاسع من شهر آذار الحالي الى باريس "معهد أسبن" وقد عرضوا عليهم افلاما واعطوهم دروسا عن كيفية قيام الانقلابات ونجاحها ، وفي النهاية نفحوهم مبلغ من المال قدره خمسة ملايين دولار. هذا ماقالته الرسائل والمقالات ولم يرد احدا من المتهمين على ذلك سوى المدعو د. أكرم شلغين وقد كان رده ضعيفا ومهلهلا ومضيعة للوقت ومحاولة للتتويه، وفيما يلي ردي على ماكتبه :
رداً على هروب شلغين
عزيزي د. أكرم شلغين
لقد قرأت معظم ماكتب عنكم ولقد قرأت ماكتبته أنت وللامانة اقول عدة مرات ماكتبه الاخرين عنكم كان جملة من اتهامات وليس اتهاما واحدا، وبعد ان قرأت ماكتبته حضرتك وجدت انها محاولة خجولة ساذجة غير واضحة وغوغائية للرد على هذه الاتهامات، وان كان قصدك ان تتوه القارئين وتغير اتجاه تفكيرهم عن التهم الحقيقية فقد اصبت بعض النجاح، اما ان كنت لاتعرف كيف يكون الرد فأنا سأوضح لك، وليس لشيء أو لأية غاية فأنا لا أعرفك بشكل شخصي ولكن هناك أسماء وردت واتهمت وأنا أحترم هؤلاء الاشخاص.
عادة مايجري في مثل حالتكم بأن أحد المنظمات الانسانية واسمها وتاريخ نضالها الانساني معروف للجميع أو بالتعاون بين عدة منظمات انسانية تتم الدعوة لاشخاص يمثلون منظمات انسانية مشابهة في بلادهم، مثلما يحصل الآن مع اتحادات العمال وممثليه أو ممثلي منظمات الدفاع عن حقوق المرأة في العالم او حتى في اسوأ الأحوال المنظمات المدافعة عن حقوق الاقليات القومية، وللعلم بينهم منظمات تعمل على تغيير نظام الحكم في بلادها، أو تحاول نسف الدستور المعمول به في البلاد لأنه يرتكز على أسس دينية أو قومية أو يدعم الاعتقال التعسفي على الشبهة .. ألخ . فهل هذا ماحصل معكم ؟ هل هذا المعهد من هذه المنظمات، وهل أنتم ممثلين لاحدى هذه المنظمات؟ أم أنكم مجرد أفراد متناثرين ارتأى البعض أنه من الافضل تجميعكم تحت مظلة واحدة، والسؤال هنا من هم هؤلاء البعض ؟ سأقول لك شيئاً آخر، ان معظم المناضلين المعارضين للسلطة وعلى الغالب من الفقراء، لذلك لايستطيعون دفع تكاليف السفر والاقامة لحضور مثل هذه المؤتمرات، عندها تقوم المنظمات الداعية بتحمل كامل تكاليف السفر والاقامة، خاصة في مدينة مثل باريس، حيث الاقامة ليوم واحد في فنادقها تعادل دخل مهندس سوري لشهر كامل. فهل هذا ماحصل معكم ودفع المعهد المذكور تكاليف السفر والاقامة ؟ أرجو ألا يكون أحدكم قد تحدث حول موضوع ما، لأنه في هذه الحالة يتوجب على المعهد أن يدفع له مقابل أتعابه عن البحث الذي قدمه، وهذا ليس سراً، فكل الباحثين المدعوين الى هكذا تجمعات يدفع لهم على ابحاثهم تبعاً لقيمة الشخص وقيمة البحث وهذه النقود تعود الى المنظمات التي ينتمي اليها الاشخاص. ان ماذكرته لك هو مايحصل معظم الاحيان، وخلال أيام المؤتمرتدور النقاشات وتبادل وجهات النظر وتنعقد المؤتمرات الصحفية واللقاءات التلفزيونية والاذاعية وفي الختام يكون هناك بياناً ختامياً مشتركاً يتحدث عما دار من نقاشات والنتائج التي تم التوصل اليها والتوصيات وخطوات العمل المستقبلية وأحيانا مواعيد اللقاءات في المستقبل، وهذا البيان يوقع عليه الجميع باسماء منظماتهم واسمائهم ، وان أردت امثلة فعليك أن تنظر على صفحات الانترنيت فستجد احداثاً مماثلة لما ذكرته لك، فهل هذا ما حصل معكم ؟!! أين جدول الاعمال والمجريات والنقاشات والبيان الختامي ؟ حدثنا عن ذلك باسهاب لو سمحت .
وها أنا أجدك بشكل متناثر تتحدث كيف ان اجواء الاجتماعات طغى عليها الحديث عن القضية الفلسطينية وكانت مفعمة بأجواء التسامح الاسلامي... هل تحاول هنا استجرار عطف القوميين والاسلاميين، عن اية قضية فلسطينية تتحدث ؟ أهي نفسها التي يتحدث عنها البعثيون وادبيات حزب البعث ؟ واي تسامح اسلامي هذا ... هل هو نفس التسامح الذي يتعاملون به السنة والشيعة في العراق. لعلمك ان هذه لعبة سياسية قديمة ابتدعتها الاحزاب القومية ، تبدأ بالزعيق والصياح حول نضالها من أجل قضية قومية حارة وساخنة في المنطقة وتخدع بها الجماهير لفترة وعندما تبرد يلجؤون للدين، وهذا مافعله صدام وحافظ وبشار وهتلر وعبد الناصر والقذافي وغيرهم والاسماء كثيرة، فهم يبدؤون بلقب قائد الامة وينتهون بالرئيس المؤمن ، وقد زاد عليهم هتلر بمحاولته تأسيس دين جديد ولكنه مات قبل ان يكمل كتابة انجيله أو قرآنه لست ادري. وفي ردك ترسل الاتهامات والشتائم للجميع بانهم موالين لبشار أو يحسدونكم ويتمنون لو كانوا معكم أو أنهم فضوليون تقتلهم غريزة المعرفة. ألا تنفي بذلك وجود أناس حقيقيون يرغبون ان تسير الامور للأمام دون الانزلاق في مستنقعات الامريكان او القوميين او الاسلام السياسي.
عزيزي د. شلغين، ان كان مافعلتم سيئاً ومشيناً، كان من الافضل ألا ترد اساساً على أي من الاتهامات بدلا من ان تتهجم غلى الاخرين وتتذاكى على الفاهمين، وان كان مافعلتموه عظيما وفي ضوء النهارفعليك انت ومن معك ان ترد رداً واضحاً وبيناً كما يفعل جميع السياسيين الشرفاء وكما شرحت لك من خلال هذه الرسالة، وهذا ليس لأانك مدين بالرد وانما ترد فقط لكي تجد من يؤمن بكم ويتبعكم ويدافع عنكم في المستقبل. من حقك أن ترد بأي شكل حضاري تختاره، ولكن ليس من حقك أن ترد على الاتهامات بالشتائم فهذه ليست أخلاق السياسيين الشرفاء، بل هي أخلاق السوقة.
#سامي_ابو_سلام (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ندوة مؤتمر حرية العراق في تورونتو
المزيد.....
-
لحظة بلحظة.. كاميرا ترصد انتشال سائقة من داخل سيارة محترقة
-
ألمانيا: سياسيون من الحكومة والمعارضة ينتقدون دعم إيلون ماسك
...
-
أسرار اللحظات الأخيرة: ماذا عُرض على الرئيس العراقي الراحل ص
...
-
تبادل للاتهامات بعد مقتل الصحفية شذى الصباغ في مخيم جنين، وع
...
-
مصر.. تحرك جديد للحكومة تجاه دول القارة الإفريقية
-
لافروف والصفدي يبحثان تطورات الأوضاع في سوريا
-
مراسلتنا في لبنان: الجيش الإسرائيلي ينفذ عملية نسف كبيرة في
...
-
إسرائيل ترفض تزويد السلطة الفلسطينية بالسلاح لدعم عملية جنين
...
-
رئيس الوزراء الجورجي: الغرب يعاقب تبليسي لرفضها فتح جبهة ثان
...
-
الشرع يمنح ترفيعات في الرتب لعدد من الضباط بينهم وزير الدفاع
...
المزيد.....
-
المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية
/ ياسين الحاج صالح
-
قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي
/ رائد قاسم
-
اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية
/ ياسين الحاج صالح
-
جدل ألوطنية والشيوعية في العراق
/ لبيب سلطان
-
حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة
/ لبيب سلطان
-
موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي
/ لبيب سلطان
-
الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق
...
/ علي أسعد وطفة
-
في نقد العقلية العربية
/ علي أسعد وطفة
-
نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار
/ ياسين الحاج صالح
-
في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد
/ ياسين الحاج صالح
المزيد.....
|