عبد الوافي العزوزي
الحوار المتمدن-العدد: 5906 - 2018 / 6 / 17 - 18:32
المحور:
كتابات ساخرة
الحقيقة حلوة
عكس ما يقال على أن الحقيقة مرة أقول بأن الحقيقة حلوة .
إذا تذوقنا ثمار الحقيقة لن نقول عنها ابدا انها مرة. فما هي الأسباب التي تجعلنا نتذوق مرارة الحقيقة ونحكم عليها على أنها مرة؟ أليس هذا القول سبب في إخفاء العديد من الحقائق؟
في سبيل البحث عن الحقيقة الحلوة لابد أن نشير إلى قول آخر يتنافى مع القول الأول . ألا وهو قول " الصراحة راحة " أيهما أصدق في هذين القولون الحقيقة مرة ام الصراحة راحة؟.
الكثير منا متخوف من قول الحقيقة، وفي نفس الوقت تجد هذا الكثير هو نفسه محب
للصراحة، فكيف يمكن أن نوفق في العيش مع هؤلاء؟
يمكن أن أنعت هذا المجتمع بالانفصامي في شخصيته. أو أنه مجتمع متناقض مع ذاته. هل الحقيقة مرة فعلا؟
إذا كان الجواب بنعم، فلماذا الكل يبحث عنها والكل متشوق لمعرفتها؟
يمكن الجزمة على أن هذا التناقض هو وريث ما كانت تفعله الكنيسة لتظليل المجتمع عن الحقيقة في العصور الوسطى عندما كانت تحجب عنهم كل شيء بذريعة الرب والحق الإلهي في تملك المعرفة والحقائق.
هذه الحقائق التي كانت الكنيسة لا تملكها اصلا . وكلما طلب منها كشف الحقيقة تدعي على أنها مرة. كما كان رجال الدين عندهم يقولون بأن الصمت حكمة. وغالبا ما كانوا لا يتكلمون ليس لأن الصمت حكمة كما يدعون بل لأنهم كانوا فارغين من الداخل لا يجيدون كلاما ولا يعرفون شيئ يمكن لهم أن يتكلموا فيه.
واخترعوا هذه الكذبة على أن الصمت حكمة ليتفادو الحرج أمام الجمهور. لأنهم كانوا يعرفون جيدا انه من الكلام يعرف المرء ومستواه.
إنهم كانوا مدركين جيدا لعبارة "تكلم حتى أراك "
ونفس الشيئ كانو يتعاملون مع قضية" الحقيقة المرة "
فإذا نحن الآن محبين للحكمة فعلينا أن نتكلم. لا أن نصمت وإذا كنا محبين للحقيقة فعلينا أن نؤمن بأنها حلوة لا حقيقة مرة . وإذا كنا مقتنعين بأن مجتمعنا منافق فعلينا أن نقر بذلك ونؤمن بمقولة "الصراحة راحة "
#عبد_الوافي_العزوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟