|
بوتين يرسم الخطوط العريضة للجيوستراتيجية الدولية لروسيا
جورج حداد
الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 17:27
المحور:
العولمة وتطورات العالم المعاصر
إعداد: جورج حداد*
في 7 حزيران الحالي اجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين المقابلة التلفزيونية المفتوحة المسماة "الخط المباشر مع فلاديمير بوتين"، التي يجريها كل سنة، ويجيب فيها على اسئلة المواطنين مباشرة. وقد اكتسبت مقابلة هذه السنة اهمية خاصة نظرا للتحديات الكبرى التي تواجهها روسيا، والتوتر الشديد بينها وبين الكتلة الغربية، والمشاركة الروسية في الحرب على الارهاب في سوريا. وكانت قد شكلت لجنة عليا مختصة تقود جهازا اعلاميا ضخما لتلقي اسئلة ومكالمات واتصالات المواطنين الروس من داخل روسيا ومن كل ارجاء العالم، وبكافة وسائل الاتصال. وقد بلغ عدد الاتصالات اكثر من مليونين، تناولت جميع حقول الحياة الاجتماعية والثقافية والصحية والاقتصادية والسياسية والامنية والعسكرية لروسيا. وقامت اللجنة المختصة بغربلة وتصنيف الاتصالات، واختارت منها ثمانين سؤالا نموذجيا اجاب عليها بوتين في خلال 4 ساعات ونصف الساعة. ونورد فيما يلي اهم ما جاء على لسان بوتين فيما يخص الجيوستراتيحية الدولية لروسيا: روسيا... "يا جبل ما يهزك ريح!" اجاب بوتين على سؤال حول اسباب ونتائج الحصار والعقوبات والحملة العدائية الغربية المتواصلة ضد روسيا. فقال ان هدف هذه الحملة هو بالاساس لاضعاف وابعاد روسيا كمزاحم اقتصادي للغرب. ولكن هذه الحملة "غير فعالة وذات نتائج عكسية". ولاحظ بوتين ان عددا متزايدا من البلدان يأتي الى هذا الاستنتاج. وقال: ان العقوبات والاتهامات المتوالية ضد روسيا هي وسيلة لاحتواء روسيا. وهذا ما يفكر به اولئك الذين يلجأون الى هذه الوسائل. ولماذا يفعلون ذلك؟ لانهم يرون ان روسيا تمثل تهديدا لهم وتصبح مزاحما لهم. ووصف مثل هذه الافعال بأتها "سياسة خاطئة". وحسب تعبيره: ان كل دولة لها مصالحها الخاصة، ولكن لا ينبغي حل القضايا "بمساعدة الوسائل الانانية" في السياسة والاقتصاد. لا ينبغي كبح اي بلد، بما في ذلك روسيا، بل انشاء تفاعل بناء، وحينذاك فإن التأثير العام على الاقتصاد العالمي سيكون ايجابيا تماما. وأكد بوتين على فشل العقوبات الاقتصادية ضد روسيا وانه بعد مرور 4 سنوات على تطبيق العقوبات فإن تأثيرها على البنوك الروسية هو طفيف جدا.
رسائل الحرب والسلام
وجوابا على احد الاسئلة قال بوتين: "ان انسحاب اميركا من الاتفاق حول منظومة الصواريخ المضادة للصواريخ، هو محاولة لكسر معادلة التوازن الستراتيجي. ولكننا نحن نرد على ذلك. وفي رسالة لي انا قلت: ان الانظمة الحديثة لتسلحنا، التي تم انجازها، اصبحت في الخدمة الفعلية، وهي بالتأكيد تحفظ معادلة التوازن". وبهذا الخصوص دعا الى اقامة الاتصالات بين موسكو وواشنطن. وقال: "لقد آن الاوان للجلوس الى طاولة المفاوضات، وليس فقط للتفكير، بل لوضع المخططات لضمان الامن الدولي والاوروبي". "علينا ان نفهم ان حربا عالمية ثالثة يمكن ان تؤدي الى نهاية الحضارة الحالية، وهذا ينبغي ان يردعنا عن الاقدام على افعال متطرفة وتشكل تهديدا للحضارة المعاصرة". وفي هذا السياق كشف بوتين لاول مرة عن سر ستراتيجي خطير وهو ان روسيا تحضّر لأن تجري حتى سنة 2022 تجربة على صاروخ فائق الوزن، بدون رواد فضاء او طيارين. وبعد سنتين من ذلك ـ اي حتى سنة 2024 ـ سيجري تطوير هذا الصاروخ العملاق كي يصبح حاملا لرواد فضاء ـ طيارين، يعملون على سبر الفضاء الكوني. وركّز بوتين الانتباه على ان روسيا تتابع ابحاث سبر الفضاء. "وليس من الصدفة انه لهذه الغاية انفقنا الكثير من الاموال والموارد لاجل بناء مطار فضائي جديد "كوسمودروم" في شرقي بلادنا، وهو الكوسمودروم الشرقي. ونحن سوف نطوره كي يصبح مكوِّنا مدنيا في نشاطاتنا الفضائية". واشار الى انه بالرغم من جميع التعقيدات في العلاقات مع الولايات المتحدة الاميركية، فإن العلماء الروس لا يزالون يعملون في تعاون وثيق مع زملائهم الاميركيين. "ولدينا برامج جديدة، مثلا برنامج "سفيرا" (sphere او الفضاء الكوكبي). وبموجب هذا البرنامج فإن نوعية الاتصالات ستتحول بشكل يتم فيه استبدال الاتصالات بواسطة الكابلات، وهذا سيمثل اختراقا علميا فذا ويمكن ان يؤدي الى ثورة مطلقة في حقل الاتصالات". الوجود العسكري الروسي في سوريا وجوابا على سؤال حول الوجود العسكري الروسي في سوريا ومتى ستسحب روسيا ابناءها من سوريا، اجاب بوتين: ان القوات المسلحة الروسية وجدت في سوريا لمساعدة الشعب السوري وبطلب من السلطة الشرعية السورية، وبما ينسجم مع المصلحة القومية العليا لروسيا. واكد ان القوات المسلحة الروسية ستبقى موجودة في سوريا طالما ان ذلك هو لمصلحة روسيا. وقال: ان رجالنا الذين سقطوا في ارض المعركة في سوريا انما فعلوا ذلك دفاعا عن الشعب الروسي. وكان من الافضل ان نقضي على الارهابيين في سوريا على ان ننتظر كي يأتوا ويقوموا بالعمليات الارهابية على الارض الروسية. واشار بوتين الى نقطة هامة جدا وهي ان القوات المسلحة الروسية اشركت في المعركة اسلحة روسية متطورة جديدة. وعلق على ذلك بالقول: هذا لا يعني اننا استخدمنا الارض السورية كحقل تجارب لاسلحتنا. بل يعني اننا خضنا المعركة بكل جدية، وشاركت اسلحتنا الجديدة في القتال في ظروف ميدانية فعلية، وهو ما يساعد علماءنا وخبراءنا على دراسة واستخلاص النتائج لادخال المزيد من التطوير على اسلحتنا. واخيرا قال بوتين: ليس لدينا خطط للانسحاب من سوريا. وليس لدينا خطط للبقاء الدائم في سوريا. ان قواتنا المسلحة ستبقى في سوريا طالما ان ذلك يحقق مصلحة روسيا! XXX ويعلق بعض الخبراء على اعلان بوتين عن قرب اجراء التجربة على الصاروخ العملاق الجديد بما يلي: أ ـ ان روسيا تملك في الخدمة منذ سنوات عديدة الصاروخ النووي الثقيل توبول ـM (الذي يسمى في الغرب “SATANA” ـ الشيطان) ووزنه 100 طن. وفي السنة الماضية وضعت روسيا في الخدمة الصاروخ النووي "سارمات" الذي يزن 200 طن. واذا كان الرئيس بوتين يصف الصاروخ الجديد بأنه "فائق الوزن" فهذا يعني ان وزنه يفوق 200 طن. كم؟ هذا ما ستكشف عنه المراجع المختصة الروسية في وقته. ب ـ ان الاعلان عن هذا الصاروخ يحمل في طياته رسالتين: الرسالة الاولى حربية ومفادها: لا تلعبوا معنا! اننا قادرون في اي لحظة على سحقكم سحقا تاما. ولكننا لن نكون معتدين. الا ان اي محاولة عدوان على روسيا هي جنون تام. لان صاروخا واحدا فقط من ترسانتنا يكفي لمحو اميركا الشمالية من الخريطة. وصاروخا واحدا فقط يكفي لمحو اوروبا الغربية من الخريطة. والرسالة الثانية سلمية ومفادها: بعد التأكد من فشل جميع اشكال الحقد والعداء ومركبات النقص العنصرية ضد روسيا... اننا نمد يدنا لجميع دول العالم بما فيها اميركا وكتلتها الغربية للتفاعل البناء والتعاون لما فيه خيرنا، وخيركم، وخير الانسانية جمعاء! كي نعيش في عالم واحد، سلمي، متقدم، وننطلق معا في سبر اغوار الفضاء الكوني! ـــــــــــــــــــــــــــــــــ *كاتب لبناني مستقل الصاروخ الروسي العملاق الجديد الذي سيدخل في الخدمة سنة 2022 ويزن اكثر من 200 طن
#جورج_حداد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السعودية تدمر اليمن بالنيابة عن اميركا
-
اميركا تتدحرج نحو الاختناق في العزلة الدولية
-
هل تعترف واشنطن بسيادة اسرائيل على الجولان المحتل؟
-
اميركا: الدولة الارهابية الاولى في العالم
-
بداية الحرب الاقتصادية الاميركية ضد تركيا
-
تركيا تتأرجح بين الناتو وروسيا
-
احتمالات عواقب الحصار والعقوبات ضد ايران
-
سياسة الهيمنة الدولية لاميركا وخطر انفجار حرب تجارية عالمية
-
اميركا تتراجع امام الصواريخ النووية من كوريا الشمالية
-
أميركا ترامب... الى الوراء در!!!
-
الحملة الغربية ضد البرازيل لاسقاطها من مجموعة بريكس
-
الصين تحذّر اميركا
-
مع هزيمة الداعشية اميركا تلعب كل اوراقها ضد روسيا
-
تشريح اولي للتحول المافياوي لتركيبة الامبريالية الاميركية ال
...
-
سقوط -الداعشية- سيغيّر الجيوستراتيجية الدولية برمتها
-
محمد بن سلمان في احضان العم سام
-
بريطانيا دمية لاميركا
-
المخابرات الاميركية تعترف بفشل سياسة العقوبات ضد روسيا
-
الاسلحة المتطورة الروسية تحدد المسار الاساسي للسياسة الدولية
-
العلاقات الاميركية الروسية من سيئ الى أسوأ
المزيد.....
-
فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني
...
-
إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش
...
-
تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن
...
-
الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل
...
-
تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
-
بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
-
تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال
...
-
-التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين
...
-
مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب
...
-
كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة
المزيد.....
-
النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف
...
/ زهير الخويلدي
-
قضايا جيوستراتيجية
/ مرزوق الحلالي
-
ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال
...
/ حسين عجيب
-
الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر )
/ حسين عجيب
-
التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي
...
/ محمود الصباغ
-
هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل
/ حسين عجيب
-
الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر
/ أيمن زهري
-
المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع
/ عادل عبدالله
-
الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية
/ زهير الخويلدي
-
ما المقصود بفلسفة الذهن؟
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|