أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - امبرتو ايكو .. هل رواية واحدة تكفي ؟














المزيد.....

امبرتو ايكو .. هل رواية واحدة تكفي ؟


ابراهيم سبتي

الحوار المتمدن-العدد: 5903 - 2018 / 6 / 14 - 13:34
المحور: الادب والفن
    


امبرتو ايكو ، واحد من اهم الروائيين المعاصرين .. سجلت روايته الشهيرة " اسم الوردة " اعلى المبيعات حول العالم وباكثر من 40 لغة حية . ايكو الايطالي الفيلسوف الغائص بالبحث والتقصي في عالم الدلالات والاشارات والرموز واشكالية النص الديني والادبي ، هو عالم اللغة الذي لم يترك لحظة واحدة الا واستثمرها في تنقيباته في بطون الكتب ليكتشف اسرار ادهشت جمهور الفلسفة وعلماء السيمائية .. ايكو المتفرد في عوالمه ينفق خمسين عاما من عمره ليبرهن للآخر بانه يطمح بان يكتب التاريخ اسمه كناقد دلالي وعالم لساني ومختص بفلسفة العصور الاوربية الوسطى وليس كروائي .. ذاع صيته كمفكر وسيميائي ومنظر في متاهات ومغاور القرون الوسطى وخاصة علاقة الانسان بالاديرة والملكوت والخيال وغموض السبل واحلام الشخوص المستحيلة ودهاليز الشيطان المتمثل ببعض الاشخاص انذاك .. ايكو يفجر دهشة الجميع في ارجاء العالم باصداره اول رواية له " اسم الوردة " ، مفاجأة الاوساط النقدية والروائية ودور النشر واشتغلت المطابع طيلة سنوات تلت ، على طباعة ملايين النسخ وبلغات العالم القاريء في قاراته الخمس .. رواية توجت مسيرة ايكو لخمسة عقود من البحث والتقصي والكتابة كمثقف فيلسوف وناقد وسيمائي ومفكر .. فاصبح روائيا في سن الخمسين وقد غمرته السعادة والنشوة لبلوغه لقب روائي وهو ما كان يحلم به منذ طفولته .. " اسم الوردة 1980" هزت الاوساط المختلفة بجرأتها ودخولها الى عوالم كانت محظورة ، صدرت مكتوبة باللغة الايطالية وبعد ثلاث سنوات ترجمت الى اللغة الانكليزية ، مليئة بعوالم الفكر والاسرار والفلسفة الضائعة والغموض وجرائم القتل المتتابعة والخيال الحذر المشوق والمخيف .. رواية التحليل النفسي والغوص في بواطن النفوس وقراءة اسارير الوجوه لاكتشاف اسرار ما يجري في الدير - مكان الرواية الرئيسي - مبتعدة عن المعالجة التقليدية للحبكة .. اشتهرت الرواية وصارت ايقونة لامبريتو ايكو وعنوانا هاما يتصدر الاعمال الروائية الايطالية الاخرى وان ذكر ايكو ذكرت " اسم الوردة " فلاحقته الشهرة حدا صار لزاما عليه ان يتواصل مع معجبيه ويكتب روايات اخرى وهكذا اصدر عام 1988 روايته " بندول فوكو " ولحقها عام 1994 بروايته " جزيرة اليوم السابق " ثم اصدر رواية " باودولينو " عام 2001 و" مقبرة براغ " 2010 و" العدد صفر " 2015 .. الواضح ان رواياته التي اعقبت اسم الوردة لم تكن بشهرتها ولم تنسي القراء الرواية الاولى التي صارت هوية ايكو الادبية .. قد يكون هذا الحكم ظلما لايكو ولارثه الروائي ( توفي في التاسع عشر من شباط 2016 ) ، لانه انجز رواياته بنفس الهمة والحيوية التي انجز فيها اسم الوردة كما صرح اكثر من مرة .. لذا كان امبريتو ايكو ملتزما بخطه الروائي الذي عزم عليه وايقن بان رواياته قد تقربه من نوبل بعد ان اهملت الجائزة روايته الشهيرة الاولى مع انه رشح اكثر من مرة لنيلها ، الا ان الاكاديمية السويدية التي تمنح الجائزة لا يمكن لاحد ان يخمن ما تفكر به ولا على اية معطيات يتم اختيار الفائز بها وظلت التوقعات تتلاطم في موج الجائزة ولم يستطع احد من معرفة ما يجري وفقدت ايطاليا فرصة الحصول على نوبل عن طريق ايكو الذي لم يخف طموحه في الحصول عليها . وباعتقاد النقاد ، فان ايكو استطاع وبجدارة ان يكتسح العالم الروائي منذ سنة 1980 بعد ان ابصرت " اسم الوردة " النور وكانت رواية متكاملة وفيها نظرة فلسفية وتراتبية سردية متلازمة ناهيك عن احتوائها على رموز وعلامات ودلالات برع ايكو في مزجها وخلطها مع الاحداث التي حصرها في مكان واحد . وان ذهبنا لرأي بعض النقاد بان رواياته الاخرى كانت اقل شانا من الاولى ، فكانوا يطرحون سؤالهم المحير، الا كان بامكان ايكو الاكتفاء بـ " اسم الوردة " وبالتوهج والشهرة والنجومية والثراء التي حصل عليها سيما انه كان متفردا من قبل في بحوثه الفلسفية والسيميائية واللغة المقتدرة وصناعة النقد الفلسفي وغيرها من مواهبه الغنية بالنضج والتميز وخلق له اسما بارعا في النقد والفلسفة ؟ لكن ايكو يجيب بهدوء المبدعين بان الرواية هي تاريخ متكامل من الفن والسرد والاغواءات التي يسعى اليها جميع الروائيين . انها بلا شك كانت الشرارة التي عدها بداية موفقة لروائي واعد سجل اسمه منذ اول محاولة في سجل الروائيين الناجحين وحاول ان يستعيد الق الحكاية وذروتها في رواياته التالية وهو طموح كان يمور في داخله ليحصد الشهرة التي كان يسعى اليها وليشبع نهمه الروائي ، لذا كان ايكو يمهل نفسه عدة سنوات كي يصدر رواية جديدة وهو يرى بان الاستعجال في الكتابة قد يقضي عليه كروائي ناجح وصادم .. في عام 1986 تحولت الرواية الى فيلم سينمائي من بطولة الممثل الاسكتلندي شون كونرى الذي أشتهر بأداء دور جيمس بوند العميل البريطاني في الستينيات ومثل معه الممثل الاميركي كريستيان سلاتر واخرجه المخرج الفرنسي جان جاك آنو صاحب الفيلمين الشهيرين سبع سنوات في التبت عام 1997بطولة براد بيت وديفيد ذوليس ، والآخر الحربي الضخم عدو على الابواب عام 2001 عن احداث معركة ستالينغراد بطولة راشيل وايز وجود لو وجوزيف فاينس ، وقد نجح الفيلم في استقطاب الملايين لقراءة الرواية وعرف بها امام الجمهور.. رحل امبريو ايكو ولم يحصل على جائزة نوبل كما رحل قبله الروائي الايطالي ايتالو كالفينو الذي لم يحصل عليها ايضا فيما ذهبت الى الايطالي الكاتب المسرحي داريو فو عام 1997 وكان حينها ليس بشهرتهما ابدا ..
اشارة : قرأنا الرواية بترجمتين للعربية الاولى كانت عن دار سينا لكامل عويد العامري سنة 1995عن الفرنسية ، والاخرى عثرت عليها في شارع المتنبي في بغداد سنة 2014 وقد صدرت عام 1991 عن دار التركي للنشر في تونس لأحمد الصمعي عن الايطالية .



#ابراهيم_سبتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اندريه كروكوف.. حارس السجن الذي أمتع العالم برواياته
- مهارة الرواية اليتيمة
- فرجينيا وولف .. سباق الرواية مع الموت
- مقاربة روائية عراقية
- الشاعر كمال سبتي في ذكراه العاشرة
- صمويل بيكيت في عزلته الروائية
- كتاب الثقافة
- ما يتجنبه القاص في سرده!
- غياب الشاعر .. حضور الشعر
- فرجينيا وولف .. نصف رواية متبقية
- الثقافة بقلب نابض
- ثقافة المذيعين والأخطاء المكشوفة
- هل يصنع السياسي مجدا لنفسه ؟ ‏
- القصة القصيرة جدا وتقرير المصير
- هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟‎
- بمناسبة الذكرى الخامسة لرحيل الشاعر كمال سبتي .. موت الشاعر ...
- الروائي منتحرا .. فرجينيا وولف الساحرة
- هل يوجد نجم ثقافي في العراق ؟
- عن قاص عراقي
- الشاعرُ مؤنثٌ كالوردة


المزيد.....




- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...
- انطلاق فعاليات معرض الكويت الدولي للكتاب 2024
- -سرقة قلادة أم كلثوم الذهبية في مصر-.. حفيدة كوكب الشرق تكشف ...
- -مأساة خلف الكواليس- .. الكشف عن سبب وفاة -طرزان-
- -موجز تاريخ الحرب- كما يسطره المؤرخ العسكري غوين داير
- شاهد ما حدث للمثل الكوميدي جاي لينو بعد سقوطه من أعلى تلة
- حرب الانتقام.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 171 مترجمة على موقع ...
- تركيا.. اكتشاف تميمة تشير إلى قصة محظورة عن النبي سليمان وهو ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم سبتي - امبرتو ايكو .. هل رواية واحدة تكفي ؟