أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - قتله لكن فقراء














المزيد.....


قتله لكن فقراء


شوقية عروق منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5902 - 2018 / 6 / 13 - 17:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قتلة لكن فقراء
شوقية عروق منصور
" قتلة لكن فقراء " العنوان مصاب بمرض السرقة الفنية، حيث موسيقى الحروف تنطبق على شريط سينمائي، قد يشبه فلم " لصوص لكن ظرفاء " للممثل أحمد مظهر، أو غيرها من الأفلام والمسلسلات العربية التي تحمل سوداوية الفجيعة مع رائحة الاستخفاف والاستهتار والمواقف الكوميدية .
لكن أمام الفلم الاحتلالي والعنصري لا نستطيع دخول العرض أو الخبر إلا ونحن بكامل رؤيتنا التاريخية والظلم وغياب العدالة في قاعات المحاكم الإسرائيلية .
في 2 تموز عام 2014 ، اختطف الطفل المقدسي "محمد حسين سعيد أبو خضير" وكان عمره آنذاك 15 عاماً ، من حي شعفاط بمدينة القدس ، وذلك أثناء خروجه من صلاة الفجر في شهر رمضان المبارك ، وتبين بعد ذلك أنه تم اختطافه على يد ثلاثة مستوطنين، وقد قاموا بتعذيبه وحرقوه حياً، والقوا بجسده الطفولي في أحراش قرية دير ياسين المهجرة غربي القدس .
وقد وصفت وسائل الاعلام طريقة حرقه حياً وكان أشبه بفلم رعب مخيف ينضح بالغرابة والحقد الأعمى والوحشية ، وتفاصيل الحرق زعزعت الخيال للمشاهد والقارىء من بعيد ، فكيف انطبعت الصورة القاسية الموجعة في خيال اسرته، لا نعرف كيف سرت نار الحسرة الكاوية ، ولا نستطيع رسم حجم ومساحات هذا التصور الذي يصب حمماً بركانية في الروح كلما كانت الذكرى ، خاصة روح والدته ووالده .
أمام هذه الجريمة البشعة ، يصبح ميزان العدالة مائلاً ، تختفي العدالة المتوقعة ، وتركض لتحل محلها عدالة التخفي والتمييز والعنصرية ومسح رؤوس القتلة بزيوت الفخر والطبطبة ، وما على عائلة أبو خضير إلا دفن أبنها والبكاء سراً .
لكن من باب المقارنة تطالب عائلة " أبو خضير" بهدم منازل الإرهابيين اليهود الذين قاموا بالاختطاف والحرق حياً ، وهنا ترفض المحكمة هذا الالتماس ، مع أن أي عمل يقوم به الفلسطيني حتى لو حمل سكيناً لتقشير تفاحة ، يكون هدم بيته في مقدمة القرارات التي تسجلها المحاكم عقاباً ودرساً لكل من تسول له نفسه حمل السكين وتفاح الرفض والمقاومة .
ثم تعاود عائلة أبو خضير وتتقدم بدعوى للمطالبة بتعويض مالي عن الضرر الذي لحق بهم ، بهدف منع القتلة من الاستفادة من العفو الذي يحق لهم أن يطالبوا به من رئيس الدولة بعد خمس سنوات من فعلتهم الاجرامية ، وقد يعفو عنهم رئيس الدولة ببساطة ، خاصة أن تجربة عائلة أبو خضير في القانون والمحاكم قد رسمت فوق جلودهم ثقوباً سوداء ، من الصعب ردمها وجعلها علامات عابرة في تاريخ من الاحتلال البغيض ، فهي لم تنس تجربة أبنها الشهيد أيضاً " أمجد أبو خضير" حيث قام أحد المستوطنين بقتله بدم بارد وسط مدينة القدس القديمة ، وحكم على القاتل بالسجن لسنوات طويلة، لكن خرج بعد سبع سنوات.
أنهم لا يريدون أن تتكرر المأساة مرة أخرى، لذلك قاموا بتقديم طلب تعويض عن معاناتهم ، وذلك لمنع القتلة الخروج من السجن – ينص القانون الإسرائيلي على منع حصول من تسبب بضرر على إعفاء رئيس الدولة - .
لكن المحكمة الإسرائيلية تلتف على القانون وتصرح بأسلوب مسكين أشبه بمتسول على عتبة معبد " يا حرام .. هؤلاء فقراء .. قتلة محمد أبو خضير فقراء لا يوجد لديهم أموال أو ممتلكات مسجلة باسمهم ".
لنتذكر أن المحكمة ذاتها ، وتحت مجهر الاعلام تقوم بمد أصابعها الى جيوب الفلسطينيين وتطالب بالملايين من الشواقل التي تفرضها على العائلات التي يرتكب أولادها بعض الأعمال ، حتى عندما يستشهدون، وتبقى جثثهم في الشوارع الساعات الطويلة أو في الثلاجات أياماً قد تصل لسنوات ، يكون العقاب ضد العائلة التي لم تمنع ابنها الهدم والدفع، رغم أن الأبناء فقراء ولا يوجد ممتلكات باسمهم .
كثيرة هي الرسومات والصور التي تشير الى العدالة " بالميزان " لكن هناك بعض الصور التي تشير أيضاً الى المرأة التي تحمل الميزان معصوبة العينين لا تفرق ، لأنها تحمل العدالة ، لكن في هذا الزمن الذي سرق منا كل شيء ، حتى الإحساس والشعور بأننا نعيش بين قبائل الظلم وأيدينا ملطخة بوجع الدق على الأبواب .



#شوقية_عروق_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشهيد نجمة في السماء والاسم المجهول لى الارض
- قانون العنزة السوداء في حذاء نتنياهو
- عذراً من أقدام الشهداء
- الكاتوشوك لنا والمرايا لنا وليس لهم الا الصمت
- الشجاعة تؤدي الى المرحاض الذهبي
- ماذا سنقدم لمرغريت وفيكتور وفانيسيا
- انحني تقديساً لأم أحمد جرار
- خمس دقائق تلخص وجع وعد بلفور
- عهد التميمي ليست فلسطينية
- أموت في أمك يا تميم
- الموت وقبعات السحرة
- شادية وشوقية والجد حسن
- زمن ياسمين زهران
- رؤساء برائحة النفتالين
- تقبيل اليد التي ضربت الخد الأيمن
- ام كلثوم تصافح المرأة السعودية
- ابن الحارة الذي أصبح مخرجاً سينمائياً في هوليوود
- شرشف الشرف المنشور على حبال المجتمع
- الميدالية المزيفة وانتحار مهند
- الحديقة في روما والفزع من ياسر عرفات


المزيد.....




- شهقات.. تسجيل آخر محادثة قبل لحظات من اصطدام طائرة الركاب با ...
- متسلق جبال يستكشف -جزيرة الكنز- في السعودية من منظور فريد من ...
- المهاتما غاندي: قصة الرجل الذي قال -إن العين بالعين لن تؤدي ...
- الهند وكارثة الغطس المقدس: 30 قتيلا على الأقل في دافع في مهر ...
- اتصالات اللحظات الأخيرة تكشف مكمن الخطأ في حادث اصطدام مروحي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يشكر نظيره الأمريكي على رفع الحظر عن ...
- -روستيخ- الروسية تطلق جهازا محمولا للتنفس الاصطناعي
- الملك الذي فقد رأسه: -أنتم جلادون ولستم قضاة-!
- زلزال بقوة 5.8 درجة يضرب ألاسكا
- سماعات الواقع الافتراضي في مترو الأنفاق تفتح أفقا جديدا في ع ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شوقية عروق منصور - قتله لكن فقراء