عندما تنفلت الامور

رياض الفخري

الحوار المتمدن-العدد: 1497 - 2006 / 3 / 22 - 08:59
المحور: حقوق الانسان
    

عندما تنفلت الامور ويصبح الحوار حوار طرشان

في العراق الان انفلات امني كبير ، يتخطي كل الاعراف الانسانية والبشرية ، يمتاز بان كل فرد قادر على ممارسة الديمقراطية الكاملة ، الديمقراطية المشبعة بكل المفاهيم التاريخية والانسانية ، انها الديمقراطية الطازجة التي لم تدخل مطابخ السياسيين بعد لأنها هناك ستضاف لها المطيبات والمحسنات فتارة تضهر على الطريقة الانكليزية وتارة على الطريقة الامريكية وهناك من يرغب بها ان تكون على الطريقة الفارسية واخر ينادي لتكون على الطريقة الاسلامية او العربية او الهمجية او او او او وبالنتيجة فأن اغلب المواطنين العراقيين قابعون في زوايا القدر الاحمق يتربصون وينتضرون ويضنون انهم الاذكى حين يقتنصو الفرصة ليضع في جيبه اذا لم نقل في بيته فرصة العمر في ما يستطيع ان يغتنمه من غنائم ارث هذا البلد القتيل وكأن العراق قتل ورمي على ناصية الشارع ليمر المشردون كل ينتزع منه ما يستطيع ان يستفيد منه

من هذا نجد ان الديمقراطية ستكون وبالا علينا اذا لم تمزج بالقيم التاريخية والاجتماعية والدينية وترصع بمجوهرات تاريخنا الحافل الغني بالعبر والانجازات التي علمت الانسانية والحضارة ، لا ننتقص من قيمنا ولا نستهين بما يحمله جنسنا في كروموسومات العراقي وجيناته لأن فيه الاصرار والشرف والحق والقيادة ولكن فاتتنا التربية الاجتماعية وحب فعل الخير واحترام حقوق الاخرين

افلأن كان فينا طاغية اصبح مباحا لنا ان نفعل ما نريد ان ننسى قيمنا وتقاليدنا ونبدأ بتبرير افعالنا واخطائنا وكلما ضهر جرم ما نقول لنمرر ذلك لأن النظام السابق كان اقسى ، هل اصبح النظام السابق قدوة او مرجع او مقياس لأفعالنا . ان عزائنا الوحيد في ذلك هو ما تربينا عليه لأن كل فرد سيتصرف وفق ما تربى عليه ويبداء الاناء ينضح بما فيه وستضهر الصبغة السائدة لأخلاق شعبنا ومجتمعنا فاذا كانت غالبية اخلاق شعبنا اجرامية فستطغي اجرامية الافراد على بعضهم البعض وخصوصا اذا ما كانت التأثيرات والاغراءات كثيرة فأنها ستزيد وتزيد من الاجرام الا انها ستكون كزبد البحر تأخذ وقت قليل ثم تصحو التقاليد والقيم الصحيحة لتطغي على قشور الاحداث القريبة واذا لم تأخذ حقها ويصح الصحيح فأننا نكون في مواجهة حقيقة كون غالبيتنا والصبغة السائدة عنا اننا غوغاء مجرمون

كنا نسمع ان العراقي والمسلم يقدم غيره على نفسه حين يقدم قدح الماء الى الاخرين بينما العطش يأكله من الداخل هل لا زالت نفس العراقي الان تقدم وتفضل الاخرين قبل نفسها.

#رياض_الفخري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات