أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - لا يُلدَغُ المرءُ من جحرٍ مرّتين















المزيد.....

لا يُلدَغُ المرءُ من جحرٍ مرّتين


ييلماز جاويد
(Yelimaz Jawid)


الحوار المتمدن-العدد: 5899 - 2018 / 6 / 10 - 10:42
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


أربعُ سنوات من عمر حكومة العبادي مرّت ، ما تمناها أيّ منصف ، لصعوبتها ، لعدوٍّ ، بلهَ لشخصٍ مثل العبادي الذي كان من الجُرأة والشجاعة والثقة بالنفس عندما أقدم على قبول تلك المهمة الصعبة وتحمّل مسؤولية تشكيل الوزارة ، في حين كان أكثر من ثلث أرض الوطن محتلاً من قبل داعش وأكثر من ثلاثة ملايين من أبناء الشعب مهجّرين عن ديارهم ومفجوعين بما أصابهم من جراء فقدانهم أعزاءهم بالقتل والإغتصاب والعيش بدون مأوىً ، وفي حين كان ، من الجهة الأخرى ، يعرف أن رفاقه الأعداء ، الذين باعوا الموصل ، بإصرار ، بقصد تأديب " المواصلة السنّة " هم له بالمرصاد وسيبذلون كل جهودهم غير الشريفة لإفشال مسعاه في إدارة دفة الحكم والوصول بالعراق إلى أمان في نهاية المطاف . حقّاً ، كانت خطوة جريئة من شجاع متميّز ، تمكن خلال أربعة سنوات أن يسيّر القارب في منعطفات خطرة جدّاً ، بحنكة فائقة ، ويحافظ على التوازن بين القوى السياسية المساندة ووحدتها ، للبقاء في الحكم ، وإنجاز المهمّات الصعبة التي واجهها ؛ وأولها تحرير الأرض والقضاء على آفة الدواعش ، على الرغم من كل العصي التي وضعت أمام مسيرته لتحقيق ذلك . واجه العبادي الكثير من اللوم بسبب سياسته في المجالات الأخرى ، وخاصة توفيرالأمن والخدمات على مستوى حياة الفرد العراقي ، ولكنه تمكن أن يتجاوز كل ذلك ، ويتحمّل ضغوط التظاهرات التي عمّت الساحات الرئيسية للمدن العراقية من جهة ، وكذلك ضغوط " رفاقه " الذين كانوا عوناً للدواعش على أمل إفشال مهامه وإسقاطه . كان هؤلاء " الرفاق " المتورطون بالفساد ونهب أموال الشعب طوال الفترة من 2003 وإلى 2014 يهابون وصول العبادي إلى وضع يمكنّه أن يحاسبهم لما إقترفت أيديهم من فساد ، فتوحّدت مصالحهم مع مصالح كل القوى المناوئة التي إستفادت في تلك الفترة وإغتنت بمشاركتها في إلتهام الكعكة .

أما وقد وصل قطار حكومة العبادي إلى المحطة الأخيرة ، وأجريّت الإنتخابات العامة ، وأعطى الشعب كلاّ من القوى السياسية كتابه ؛ وحصل البعض كتابه في يمينه ، والبعض في يساره ، وبانت خارطة جديدة على الساحة ، لم تكن حسبما إشتهتها القوى التي كانت تهيمن على الأوضاع لعقد أو أكثر . كانت قائمته بين القوائم الثلاثة الأولى التي حصلت على أعلى الأصوات والأعلى من مقاعد مجلس النواب الجديد ، أما الذين حكم عليهم الشعب بقراره السلبي ، فهاجوا وإستشاطوا ، وأطلقوا العنان لوسائل الإعلام التي يملكونها وأذنابهم من المرتزقة والمأجورين للإدعاء بتزوير الإنتخابات ، ونفخوا في هذه البالونة وضخموها حتى بانت بحجم يوهم البسطاء من الناس أن التزوير قد حصل بالحجم الذي يؤثر فعلاً في نتائج الإنتخابات التي أصبحت حقيقة واضحة للعيان .

مهما عمل المغرضون الخاسرون في الإنتخابات ، فإن الحقيقة المبشرة بالخير هي نضوج الوعي عند عامة الشعب وبلوغه المستوى الذي يعرف الجيّد من السيّء ، والصحيح من الخطأ ، وضرورة دفع العجلة إلى أمام ، إذ يكفينا ، نموذجاً لذلك ، أن الشعب إنتخب بنجاح خالد العبيدي ممثلاً عنه كعضو في مجلس النواب بينما أفشل سليم الجبوري .

على الرغم من مرور أربعة أسابيع على الإنتخابات دون أن تُعلن نتائجها بصورة رسمية ، تُكثّف القوى السياسية مشاوراتها لبناء " الكتلة البرلمانية الأكبر " التي ستُكلّف بتشكيل الوزارة الجديدة . وعلى الرغم من نشاطات الخاسرين في إطالة المدّة وتأخير تحقيق ذلك ، بقصد إدخال العراق في فراغ دستوري ، ولكن الواضح أن التشاورات بين تلك القوى تسير في مسارين ، مسار القوى الخاسرة والتي مبدأها الأساس الحفاظ على ما كان عليه الوضع وبالأخص نظام المحاصصة الطائفية الأثنية ، والمسار الثاني الداعي إلى التغيير وإنطلاق العراق في رحاب بناء دولة المواطنة والمساواة والإعمار .

لقد أفرزت نتائج الإنتخابات ، المعلنة لحد الآن ، أن ليس هناك قوة واحدة يمكنها ، لوحدها ، تشكيل الحكومة ، وبالتالي فإن النشاط يجب أن يصب في بناء إئتلاف يمكنه من ضمان تأييد ما لا يقل عن مائة وخمسة وستين نائباً من نواب البرلمان البالغ عددهم ثلاثمائة وتسعة وعشرون نائباً ، ليتمكن من تشكيل الحكومة ، ولذلك نرى محاولات القائمين في إدارة المسارين أعلاه لبناء إئتلافهم الخاص ، الذي يتوافق مع برامج المؤتلفين فيه .

لا شك أن قائمة العبادي التي حصلت على عدد كبير من مقاعد البرلمان تمثل " بيضة القبّان " في أية معادلة لتشكيل أي إئتلاف في أيٍّ من المسارين ، ولذلك فإن الحفاظ على وحدة نواب تلك القائمة وتفادي تشرذمها بسبب تجاذبات التفاهمات مع القوى السياسية الأخرى يبقى جوهر ما يتمكن العبادي أن يفعله ، و لا بدّ أن يكون في هذه الوقفة الحرجة في أعلى مستوى من الحكمة والشجاعة ، وأن يبقى يتذكّر : أن لا يُلدغ من نفس الجحر مرّة أخرى ، وأن لا يعيد تجربة الأربع سنوات الماضية ، بأي حال ، بل عليه طمأنة المتخوفين من الحساب أن لاينالهم ضرر في حال المضي إلى أمام .

خارطة عراق الغد المشرق تُرسم بالوصول إلى برنامج الحد الأدنى المشترك ، كمرحلة أولى للأربع سنوات القادمة بين القوى السياسية التي تؤمن بضروروة الخروج من المأزق الحالي ووضعه على طريق بناء العراق الموحّد الذي يتساوى فيه مواطنوه في الحقوق والواجبات ويتمتعون بالأمن والإستقرار في ظل سيادة القانون . هذه الخارطة لا ترسمها إلاّ قوى تؤمن بالعراق وشعبه ، ولذلك من الضروري فرز المهام الثانوية من برامجها للوصول إلى جوهر ما نحتاجه في المرحلة الدقيقة الحالية .

إن الكتلة السياسية التي لا بد أن تحصل على دعم مجلس النواب طوال الأربع سنوات القادمة ، وتبني حكومة قوية قادرة على تنفيذ ما تتخذ من قرارات ، لصالح العراق والشعب ، وتفادي أية معوّقات قد يتصنعها معارضوها ، لا بد أن تمتلك ، بالأساس ، أكثر من مائة وخمسة وستين مقعداً نيابياً ، ومن هنا تأتي مسؤولية القوى السياسية الشريفة ، وقادتها ، وبالأخص المسؤولين في قائمة النصر ، أن يتحلّوا بمستوى عالٍ من المرونة للوصول إلى إئتلاف يسير بالعراق إلى أمام .

في رأيي المتواضع : إن بناء الإئتلاف المنشود ، الذي سيرسم البسمة على وجوه العراقيين ، ويملأ بالفرحة قلوبهم ، لا بد أن يكون من قائمة النصر وسائرون والوطنية والديمقراطي الكردستاني والحكمة ، ويضاف إليهم أعضاء من الإتحاد الوطني الكردستاني والديمقراطيين الآخرين الذين سيكوّنون العدد الذي يزيد على المائة والخمسة والستين . وسيكون أبطالُ هذا الإئتلاف هم بناة مستقبل العراق .



#ييلماز_جاويد (هاشتاغ)       Yelimaz_Jawid#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحنُ عملنا شيئاً ، فتُرى ماذا عملتُم ؟
- لِمَن يَعقلون
- جبهة للإنتخابات
- لِمَ
- خطابٌ إلى - مثقّفينا -
- خِطابٌ لأولئك
- يَومَ يُكنَسون
- مَرَّ شهرٌ على الإستفتاء
- رَدُّ مُداخلة
- صَرخَةُ أمّة
- القمارُ السّياسيّ
- الديمقراطية في العراق
- الديمقراطيّة - جزء 2
- الديمقراطيّة - جزء 1
- نداءُ تحذير
- برهم صالح أم مستقبل العراق ؟
- تظاهَر يا شَعَب .. وإستَعِدّ .
- هَل يُحَوّل ترامپ العالم
- نَينَوى بعد التَحرير
- عودة الصدر ليسَت غريبة


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - ييلماز جاويد - لا يُلدَغُ المرءُ من جحرٍ مرّتين