|
عاش الملك.. مات الشعب
عثمان لْكْعَشْمِي
الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 23:59
المحور:
كتابات ساخرة
عاش الملك.. مات الشعب
ثورة الملك والشعب، هل هي فعلا ثورة ؟
ثورة الملك والشعب هذه العبارة تثير في ضحكا وقهقهة لا متناهيين، يقذفان بها في العدم أي ثورة مع الملك ؟ ظنا في أن الملك و " شعبه " شيء واحد، تماما. لكن ما موقع الأسبقية للملك على الشعب في الثورة، في العبارة الأولى من النص ؟ الملك والثورة أية علاقة ؟ على اعتبار أن الملك مصارع طبقي على النهج الماوي أي ثورة هذه ؟ هذه اللّا ثورة. ***
المحتجّ..الملكيّ
ماذا يعني رفع صور الملك والعلم المغربي، في فعل احتجاجي معين ؟ معناه، إن الإنسان المغربي المحتج، يريد أن يقول : أنا أحتج لكي لا أحتج . هذا هو شعار كل محتج ملكي أنا أحتج على السلطة الجهوية! أحتج على الحكومة لا على الملكية! أنا مغربي وطني ولست انفصالي(خائن) هكذا يتكلم المحتج الملكي. *** الفعل الاحتجاجي و الفرجة
صار الفعل الاحتجاجي في المغرب، كما في غيره بمثابة فرجة مصورة وصورة فرجوية. وعلى هذا النحو أصبحنا أمام المحتج والمناضل-النجم، وليس المناضل العمالي الطبقي. بهذا يتحول المناضل إلى رمز للنجومية، والحالة هذه : مسيرة 8 أكتوبر 2017 ،الدار البيضاء. وإن كانت، كما تم تصويرها، مسيرة من أجل المعتقلين تعسفا : في احتجاجات الحسيمة، فإنها أساسا تعبر عن سيرورة احتجاجية : الإنتقال من الاحتجاج إلى الاحتجاج عن الحق في الاحتجاج. ماذا يعني التقاط صور مع أفراد من أسر المعتقلين-تعسفا، ونشرها -مشاركة في المواقع المسماة اجتماعية ؟ ماذا يعني التقاط صورة مع مقطع معين للمسيرة الاحتجاجية ؟ من بين ما يعنيه ذلك هو : تصيير الاحتجاج فرجة. وتلعب الصورة والتصوير والتوطين والمشاركة والنشر عبر الأنترنيت دورا مركزيا في تحويل الاحتجاج إلى فرجة. هل يعني ذلك أن المناضل تحول إلى صانع للفرجة ؟ ***
نقتل الوطن إحياء للشعب
الوطن، ما هو ؟ أو ليس بإيديولوجيا عمياء ؟ لا تنفك الدولة في الصراخ ب : أنا الوطن، أنا الشعب. إن الوطن شيء والدولة شيء آخر، فأن تكون وطنيا لا يعني أن تكون دولتيا. عادة ما نسمع أفواه تصيح :" نموت نموت ويحيا الوطن " " عاش الملك مات الشعب " ! أي وطن هذا، وأية وطنية هذه ؟ الوطن هو نحن : عندما تكون نحن مرادفا ل : " الشعب " الوطن هو الشعب الذي تشكله النحن : المتعددة، الوطن هو الدولة : عندما تعبر عن إرادة الشعب، حينها سيصرخ الوطن : أموت أموت ويحيا الشعب. بهذا تصير الوطنية : تحقيقا لرغبة الشعب في الحياة نقتل الوطن إحياء للشعب : الوطن، نموت لنحيا. ***
في الوطنية
يبدو أن هناك إشكال لدى الكثيرين في تحديد ما الذي نعنيه في المغرب بالوطنية كمفهوم. ماذا يعني اليوم أن تكون وطنيا، عندنا ؟
طالما ارتبطت الوطنية في المخيال السياسي للإنسان المغربي بالثالوث :" الله، الوطن، الملك ". لهذا فأي حديث عن الوطنية عندنا لا يستقيم إلا في استحضار ذلك الثالوث في الاعتبار. دون أن يعني ذللك، أن تلك المفهومات تقدم نفسها مرة واحدة في الفعل السياسي أو في استقلال عن بعضها البعض، بل يمكن القول أن هناك نوع من التراتبية بينها، تعطي الأولوية لأحدهما على الآخر، حسب نمط الفعل السياسي نفسه من ناحية، وحسب مجال(وزمان) ذلك الفعل من ناحية ثانية. على الرغم من تعالق تلك المفاهيم فيما بينها وسلم التراتبية الذي ينظم العلاقة بينها، فإن لمفهوم الملك دور المايسترو بالنسبة للمفهومين المتبقيين، فهو من يشرف على تدبير الإيقاع و التناغم بين النغمات، باعتباره المدبر أو لنقل السائس الأعلى لموسيقى الوطنية؛ سياسة الوطنية. فالملك باعتباره مفهوما مركزيا يعمل باستمرار على التجلي في الله تارة وفي الوطن تارة أخرى، مع العمل في نفس اللحظة على مسح آثاره كتجلي أو كمركز. لهذا، فإن لمفهوم الوطنية سياسته، تلك السياسة التي تعمل على تدبير الفعل السياسي دون أن تترك أي آثار لذلك التدبير. وهي في الحقيقة لا ترتبط بالسلطة بمعناها العمودي فقط، وإنما تلتصق بها كفعل شبكي ومنشبك في الممارسات الاجتماعية اليومية. لذلك ينغي علينا كمغاربة إعادة النظر في ماذا تعنيه الوطنية ومعها الوطن، من حيث هي صناعة سياسية تاريخية مركزية، من صنع دار الملك أو لنقل الملكية. باعتبار التحولات التي مست كينونة الإنسان المغربي، ألا يحق للمغربيّ؛ مغربي الهامش صنع بل إبداع وطنيته هو-ذاته بذاته، عوض أن يتكلم باسم الدولة ؟ ألم يحن الوقت بعد لكي يقول مغربي الهامش : أنا التاريخ، أنا السياسة، أنا السلطة، أنا الوطن، أنا الوطنية.
#عثمان_لْكْعَشْمِي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
-بندقية أبي-.. نضال وهوية عبر أجيال
-
سربند حبيب حين ينهل من الطفولة وحكايات الجدة والمخيلة الكردي
...
-
لِمَن تحت قدَميها جنان الرؤوف الرحيم
-
مسيرة حافلة بالعطاء الفكري والثقافي.. رحيل المفكر البحريني م
...
-
رحيل المفكر البحريني محمد جابر الأنصاري
-
وفاة الممثل الأميركي هدسون جوزيف ميك عن عمر 16 عاما إثر حادث
...
-
وفاة ريتشارد بيري منتج العديد من الأغاني الناجحة عن عمر يناه
...
-
تعليقات جارحة وقبلة حميمة تجاوزت النص.. لهذه الأسباب رفعت بل
...
-
تنبؤات بابا فانغا: صراع مدمر وكوارث تهدد البشرية.. فهل يكون
...
-
محكمة الرباط تقضي بعدم الاختصاص في دعوى إيقاف مؤتمر -كُتاب ا
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|