أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعرة فيما تكتبه -نفن مردم-














المزيد.....

الشاعرة فيما تكتبه -نفن مردم-


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5897 - 2018 / 6 / 8 - 03:00
المحور: الادب والفن
    


تكمن أهمية الصور الأدبية في القصيدة لما تعطيه من فضاء للمتلقي، ولما تُحدثه من متعة، فالخيال والتمتع بالنص لهما مكانتهما عند القارئ، فمن خلالهما يمكنه أن يجد ما يعيد له التوازن، والخروج من حالة الضغط إن وجدت.
ومن السمات الأخرى الممتعة في النص تناول موضوع جديد، أو موضوع مطرح لكن بلغة واسلوب مغاير لما استخدم في السابق، الشاعرة "نفن مردم" تنحت الكلمات وتقدم لنا مجسم جميل:

"لغة أتقنتها جردتها
دونتها فوق الرمال
لغة تصقل ضباب الفصول"
تبدو لنا الشاعرة هي من أوجد الحياة بالكلمات، فهي من أتقنها وجردها ودونها، لكن الاجمل الفقرة الأخيرة والتي جاءت بصورة نادرة، "تصقل ضباب الفصول" فهذه التركيبة الاستثنائية لم تأتي من فراغ، بل كان لهما مقدمات من خلال ما سبق.
تقدمنا الشاعرة أكثر مما نحتته وشكلته فتقول:
"ترسم في حيز الوجع
آلاف الصور
تتوالد من جوف الدواخل
من رحم الصمت صرخة فزع"
هناك صورة مؤلمة، لكن اللغة والطريقة التي استخدمتها الشاعرة جعلت هذا الألم خفيف الوطأة على القارئ، فمن خلال فعل "تتوالد" ولفظ "رحم" جعلت هذا الألم يمر بسرعة خاطفة، ولا يحدث ضررا بالقارئ.
دائما الطبيعة تعد من العناصر المهدئة والمحببة، وعندما يتناولها الشاعر/الكاتب يعطي راحة وسلاسة للمتلقي:

"لتمضِ ريحاً في مفاصل غيمة
لتعتصر الهمس خمرا "
الشاعرة لا تكتفي باستحضار الطبيعة المجردة "الغيم والريح، فنجدها تدمج بين الطبيعة والفعل الذي تريده "لتعتصر الهمس خمرا " من خلال هذه التعبير الجميل يمكننا أن ندخل إلى عالم الشاعرة وما تحمله من ألم، ما تريد، وما تراه، قلنا سابقا أن استخدام الأحرف المكرر في الكلمة يشير ـ في العقل الباطن ـ إلى حالة هيام الكاتب/الشاعر، وكأنه من خلال تلقي هذه الحروف يريد أن يكون هو متماثل معها في التلاحم والتلاقي، الشاعرة تستخدم هذا الأمر، تقول:

"واقفاً على جرف زلة متهيباً
شلل السقوط
يا لغة عشش
في أذنيك أنَّ المُحال مخير
والمستحيل طريق مسير"

رغم القتامة التي جاءت في "شلل" إلا أن تحمل في داخلها ميول الشاعرة نحو التلاقي مع الآخر، وهذا ما وجدناه أيضا في "عشش"، وبعدها نجد الشاعرة تكرر حرفي الياء والراء في "مخير ومسير"، وهذا ما يجعلنا نأخذ هذا التكرار على أنه يمثل ميل الشاعرة نحو الآخر الذي تريده.
تكشف لنا الشاعرة حقيقة مشاعرها أكثر من خلال قولها:

"ضوء يذوب في ضوء
في شهيق ياسمين عبر
شهقة عطشى تستنفر المطر
في لغة الشعور المحير"
فهناك ضوء يذوب في ضوء، ونلاحظ أن الشاعرة لم تستخدم حرف التعريف لأنها تتعامل مع الطبيعة بشمولية، ولا تريد أن تكشف لنا طبيعة وحقيقة هذا ال ضوء، فهي تحرر نفسها من خلال الحديث عن حدث عام، وكأنه غير متعلق بها، لكن استخدام لفظ "شهقة، وعطشى، وتستفز المطر" كلها تشير إلى أن هناك ميل نحو هذه الأفعال وهذه الألفاظ عند وإلا ما كانت لتكون.
القصيدة منشورة على صفحة مجلة عشتار الإلكترونية



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التراث في قصيدة -سقط القناع- محمد سلام جميعان
- نابليون وأوردغان
- البداوة تنتصر
- دولة القبيلة والعشيرة
- تقنية السرد في -انهيارات رقيقة- هشام نفاع
- رواية - قلب جاسوس- أحلام قاسمية
- تجاوز المألوف في رواية -حارة المشتاقين- حسين عبد الكريم
- حالة البكر في مجموعة -البيت القديم- يوسف الغزو
- المرأة والمثقف في رواية -من يتذكر تاي- ياسين رفاعية
- أدب الحرب في رواية -قلعة عباس كوشيا- يوسف يوسف
- هيمنة السارد في رواية -أثلام ملغومة بالورد- -صابرين فرعون
- الدهشة في رواية -الرقص الوثني- أياد شماسنة
- الكاتب والنظام
- الانفعال في رواية -أثلام ملغومة بالورد- -صابرين فرعون
- الحدث في رواية -ضحى- حسين ياسين
- مناقشة رواية -أسطورة الأموات-
- الضحية والجلاد في رواية -الموتى لا ينتحرون- سامح خضر
- عندما يكتبنا الكاتب مالك البطيلي
- الأدوات السوداء. جواد العقاد
- الفكرة المجنونة في رواية -اعشقني- سناء الشعلان


المزيد.....




- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...
- تهديد الفنانة هالة صدقي بفيديوهات غير لائقة.. والنيابة تصدر ...
- المغني الروسي شامان بصدد تسجيل العلامة التجارية -أنا روسي-
- عن تنابز السّاحات واستنزاف الذّات.. معاركنا التي يحبها العدو ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعرة فيما تكتبه -نفن مردم-