أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - منار مهدي - حركة حماس .. حالة اِستنهاض مُستعصية














المزيد.....

حركة حماس .. حالة اِستنهاض مُستعصية


منار مهدي
كاتب فلسطيني

(Manar Mahdy)


الحوار المتمدن-العدد: 5896 - 2018 / 6 / 7 - 06:33
المحور: القضية الفلسطينية
    


لم تنجح تجربة حركة حماس في الحكم والإدارة برفع الحصار والمعاناة عن قطاع غزة خلال العشر سنوات الماضية، بل أوصلت سياستها الأمور إلى حالة من الاِرتباك في المواقف، وخاصة مع ما طرأ من التغيُرات التي عصفت بالأمة العربية، ولا سيما بعد هزيمة الربيع العربي في مصر وتونس وسوريا التي كانت تعتبر الحليف الأقوى لحماس، والمُنظم لعلاقاتها مع محور الممانعة المُتمثل بإيران وحزب الله في لبنان.

وفي قناعاتي لم تكن حماس خلال هذه التجربة مُوفقة في تقدير حجم التكاليف المُحتملة، وفي حجم الخصُومة والعداء بهذه المرحلة التي كانت تُشكل عناصرُها قضية الملف الأسخن الذي يأتي في صدارة الملفات العالقة على طاولة قائد حماس في غزة "يحيى السنوار"، إذ نجد هنا أننا أمام حقيقة لا بد من الاِعتراف بها، وخاصة بعد اِتخاذ مجموعة من القرارات الخاصة بإعادة تصويب مسارات حماس السياسية بالاِتجاه التي يحفظ لها مُواصلة عملية مُعالجة الأزمات المُستعصية على الحل، إذن يمكن الجزم بالقول بأن إدارة السنوار الحالية لديها القناعة بالتغيير وتمتلك القدرة على المُناورة، وعلى اِتخاذ المواقف والقرارات المصيرية في حماس، والتي يمكن وصفها بالداعمة لعملية التقدم بمسيرة الإصلاح الرامية إلى إعادة البناء وتجديد الثقة مع الجماهير الفلسطينية من جانب، ومن جانب آخر مع تحالفات حماس القديمة في محور مُقاومة الاِحتلال الصهيوني في المنطقة العربية المُستسلمة تمامًا للمشروع الأمريكي الأكبر في تقسيم المنطقة وتجزئتها إلى كانتونات عرقية وطائفية صغيرة لخدمة المشروع الصهيوني الرامي إلى بناء تحالفات تهدد مصالح واِستقرار إيران.

لذلك نلمس في هذه المواقف تكرار مُطالبة حماس بتعديل الخطاب الخاص بالعلاقات مع النظام الإيراني، ولا سيما عندما تكون هذه الاِنتقادات مُوجهة إلى قائد حماس بشكل مُباشر يحيى السنوار، فإن ذلك يدعونا إلى الاِنتباه للخطاب المُتهالك الذي يحتاج إلى إعادة صياغة تحت عنوان "كيف نوضح أفكارنا"، وبعيدًا عن اِستخدام شعارات باهتة باتت لا تنطلي على الفلسطينيين، مع ذلك سيبقى في باطن هذا الخطاب المُنفتح على طهران حقيقة لا بد من معرفتها حول مضمون الرسائل المُرسلة من السنوار للدول العربية والإسلامية التي تعتقد أنها شريكة في التحالف ضد إيران مع إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية التي كانت على علاقات اِستراتيجية قائمة على الاِستفادة من المعلومات الأمنية مع طهران في أفغانستان والعراق حديثًا، بأن جبهة غزة لم ولن تكون في يوم من الأيام شريكًا مع الكيان الإسرائيلي في أي تحالفات حقيقية قادمة ضد إيران أو ضد أي دولة أخرى في الشرق الأوسط.

وفي خضم التطورات السريعة سنجد الفرصة للحديث عن العلاقات الفلسطينية، بحيث نُلاحظ التغيير الكبير في إدارة ملف الاِنقسام الداخلي والمُصالحة الوطنية، خاصة بعد تحقيق التوازن في الإدانة بين حركتي فتح وحماس، بما سيُساهم هذا التوازن بالخروج مؤقتًا لحماس من دائرة الِاتهام الدائم لها بأنها تتهرب من الاِستحقاقات المُترتبة على إنهاء الاِنفصال الفلسطيني، وهذا التغيير في حماس ليس وليد الصدفة، بل وليد تراكم كبير من المعرفة والخبرة في إدارة هذا الملف المُعقد.

إذ نُلاحظ أيضًا في قيادة السنوار لحماس قد تفرض واقعًا جديدًا في مُعادلة الحصار على غزة، عبر مسيرات العودة الكبرى التي عليها أن تستمر على الحدود الشرقية للقطاع أو من عبر مُواجهة محدُودة بين المُقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي لاحقًا، بحيث يمكن وصف هذا الاِصرار على التغيير بالقرار الذي يأتي متأخرًا خير من أن لا يأتي أبدًا في مسار العمل والفعل الوطني الفلسطيني من السنوار المُتسلح بإرادة الإيمان بعدالة قضيته التي يُقاتل من أجلها.

إذن المُعضلة ليست في مُحاولات حماس عام 2018م، بل في صفوف وقيادات البعض من بعض الفصائل الفلسطينية التي لا ترغب ولا ترحب مع قادة حماس المُرتبطة في المشروع القطري والتركي أحيانًا بأي إنجاز يُحسب لحماس غزة فيما بعد، نتفق أو نختلف مع السنوار، هذه هي الحقيقة التي ستفتح الطريق من جديد أمام التقاطع مع حركة فتح التي لا تزال ترى في أي تغيير سياسي يصب إنجازه في مسعى حماس، سوف يكون بمثابة الخطر الأكبر عليها من تهويد المُقدسات والأراضي الفلسطينية.

لذلك ستبقى حركة حماس أمام مُعادلات سياسية مُعقدة جدًا ستفرضها المُستجدات الإقليمية، والجيوسياسية الفلسطينية بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وظروف وأوضاع اِقتصادية معيشية واِنفصالية غير مسبوقة في المشهد الفلسطيني الذي قد يتسبب بفقدان الصبر قبل تحقيق فك طلاسم هذه المُعادلات غير القابلة للاِستجابة للحُلول حتى اللحظة.

منار مهدي
فلسطين




#منار_مهدي (هاشتاغ)       Manar_Mahdy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويبقى الأمل في وجه الله
- صفقة ترامب .. تصفية القضية الفلسطينية
- غزة ستبقى .. الشباب الثائر
- الشعب الفلسطيني صحوة بين الرماد
- الشجرة الجوفاء في مُواجهة العاصفة
- حركة حماس بين التفاؤُل والإحباط
- القاهرة تنتصر لفلسطين
- حماس في أجواء اِنفراجية بالقاهرة
- بين عباس ودحلان عَصا الرحى السنوار
- غزة قوة في أوراق السيناريوهات
- حتى لا تنحرف البُوصلة
- اللعب مع الكبار وصناع القرار
- الدور القادم لحلف راضعي ليفني ومرضعيها
- بين دُبي والقاهرة محمد دحلان
- الحُقوق المشروعة .. تُنتزع ولا تُوهب
- مروان البرغوثي قضية وطن
- أسئلة فتحاوية عاجلة
- تركيا في مواجهة المعادلة الصعبة
- فتح -محمود عباس- انتحار وطني
- من أجل فلسطين.. وطنًا.. وشعبًا


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - منار مهدي - حركة حماس .. حالة اِستنهاض مُستعصية