أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناجح شاهين - التدين الشعبي والأخلاق














المزيد.....

التدين الشعبي والأخلاق


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 5895 - 2018 / 6 / 6 - 15:55
المحور: كتابات ساخرة
    


بين التدين الشعبي والأخلاق
"يا اللي بصلي الأحد ويا اللي بصلي الجمعة
وآعد يسرح فينا عطول الجمعة" (زياد الرحباني)
ناجح شاهين
الدين الشعبي أو التدين الشعبي لا علاقة وثيقة له بالأخلاق. بل إنه لا يلتزم بمحتويات الدين إلا بشكل انتقائي تماماً. على الأغلب يركز التدين الشعبي الإسلامي على الصلاة والصيام، ويلي ذلك الحج. خلاف ذلك، يستبيح المسلم في سياق هذا الفهم "المحرمات" المختلفة، خصوصاً تلك المتصلة بالجوانب المالية- الاقتصادية. الرجال عموماً يتهاونون في فيما يخص الجانب الجنسي و"حقهم" في إقامة العلاقات العاطفية بدون أية ضوابط...الخ
كانت جدتي المولودة أيام الحكم العثماني أمية لا تقرأ ولا تكتب. وكانت تظن أن محمد علي كلاي عربي (=مسلم) وأنه إلى الجنة لأن أمة محمد كلها الى الجنة.
ومهما ارتكبت جدتي من "معاصي" فإن ذلك لا ينفي حقها المفروغ منه في الجنة بسبب انها من أمة محمد، وأنها تصلي وتصوم. ولذلك لم تكن جدتي تتورع عن القسم بالله بأغلظ الأيمان، ان الفاكهة أعلى الصندوق نفسها أسفل الصندوق (وجه البكسة زي قاعها) كانت تكذب عمداً من أجل تحقيق بعض الربح المالي عن طريق خداع المشتري. في المقابل ما كانت لتجرؤ على خداع المشتري اليهودي (الاسرائيلي) لأنه كان سيمتنع عن الدفع إن اتضح ان البضاعة لا تطابق المواصفات المتفق عليها.
جدتي كانت تبيع العنب للخمارة مع أن الخمرة حرام، لكن بيع العنب ليصبح خمراً ليس فيه من مشكلة. مجاملة شخص يشرب الخمرة و"يكفر" بالدين ليست شيئاً مزعجاً إن كان سيشتري منها بضعة صناديق من الفاكهة. رحلت جدتي وهي تكذب بشكل طبيعي تماما، وتحنث باليمين، وتغش الناس في المعاملات مثلها مثل بقية أفراد المجتمع الذي "يخطب" عن الأخلاق طوال الوقت، و "يردح" للغرب المنحل، ولكنه ينتهك قواعد الأخلاق كلها.
التدين الشعبي ليس حكراً على البسطاء: يمكن أن يكون الشخص في مستوى مدرس جامعة أو معلم مدرسة، أو مهندس، ولكنه مع ذلك يمارس التدين الشعبي الذي يسمح له مثلاً أن يخدع أقرب الناس إليه ويكذب عليهم في الأول من رمضان من أجل أن يحقق ربحاً تافهاً لا يسمن ولا يغني من جوع.
هذا النوع من الناس للأسف يظل مع ذلك تربة خصبة لجماعة "الدين السياسي" لأنه على طريقة جدتي يرى نفسه بوصلة الدين بينما يرى أن حسن نصر الله وولده الشهيد كافران لأنهما من الشيعة. فالمهم هو الالتزام بالدين السني المعروف وبعدها يمكن أن نفعل أي شيء: الكذب، السرقة، الغش، التعاون مع الاستعمار، ....الخ ذلك أن الإيمان بهذا الفهم الطائفي هو المهم وليس الفعل مهما كانت أهميته.
في سياق رمضان واقتراب عيد الفطر، كل عام وأخواتي وإخوتي في الإسلام بخير بمن فيهم الشيعة الإسماعيلية والشيعة الزيدية والاثني عشرية...الخ والسنة الوهابية والأشعرية والطحاوية والحنبلية والتيمية ...الخ وكذلك المرجئة والمعتزلة، وخصوصاً الأغلبية اللطيفة من فئة التدين الشعبي التي تفعل الموبقات كلها لكنها "تتكل" على عفو الله. كل عام وانتم بخير، وتقبل الله طاعاتكم.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة الأردن
- دكتوراة لكل فلسطيني
- الاقتصاد السياسي لقتل الابداع في المدرسة في فلسطين
- في حب الكلاب
- بين مشعل وترامب
- المثقف بين قطر والإمارات
- بين إبراهيم نصر ومحمد بن زايد
- تركيا والسعودية
- في يوم الشهداء العظيم
- المحلل السياسي أبوأحمد فؤاد
- أعراس الديموقراطية العربية
- فلسطين بعد المجلس الوطني
- المجلس الوطني وحركة الجمهور
- ابتزاز السعودية
- الكلبة والعنف الجننسي
- عهد والتحقيق الوحشي
- جرائم بشار الأسد في غزة واليمن
- المال والشعر والمبادئ
- سوريا وكوريا بين الصين الصاعدة وامريكا الهابطة
- سوريا ووهم الديمقراطية


المزيد.....




- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
- حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - ناجح شاهين - التدين الشعبي والأخلاق