كمال تاجا
الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 23:00
المحور:
الادب والفن
يحدث عادة
وعند مطلع الفجر
أن تقفز ريح طيبة
من غصن
إلى فنن
وتدور بين الفروع
في جلبة محمومة
لتهز جذوع الشجر
السكرى
فتدبك على وقعها
الغابة طرباً
كما في حفلة عرس
اتساع صدر
حقل
بالعطورالشاهقة
~
والنسيم يمد لسانه الطويل
ليتناول العليل
المتجاذب
من أكف
عبير الضوع
~
والهوادة
تقرع أجراس
جلجلة شقية
على قرقعة الأغصان
الضاحكة
عما يدغدغ خصرها
من لمسات نزق حانية
~
والسكينة
ترقص نشوى
في حفل تلويح
أوراق شجر
كراقصات تصفيق
للحفيف
~
وعلى الأشجار
يتسلق وجنة
الخلجة المظفرة
أغصان نزقة
تصفق له
بالحفيف
لتهدأ
من روعها
~
وبزوغ الشمس
يرسل
خيوط الضوء
لينسج
من تحسن الطقس
وروداً مشرئبة
تنشب شوكها
في أذيال هبوب
يطب على وجهه
من اشتداد الضوع
لعليل يسوق
قطيع الهوادة
ليجبر النسيم
على أن يطأطئ
ثملاً
ليحمل رحيقها
في سلاله المثقوبه
كعدة سفر
ليرشقها
على أرانب أنوف
تقفز بالفلاة
لتلتقط الضوع
برؤوس خياشمها
وحتى تشمخ برفع أنفتها عالياً
وإلى الأوج
~
ونحن المنهمكون
بالنهل
نتجرع كؤوس
تحسن الجو
وعن كل ما شبه لهم
من خمور
نسائم
ترد الروع
لنفس مغشياً عليها
وهي تترك مساحة
للبوح
عما يقرب بيننا
من توق
للخلود إلى الراحة
في بلاد الشام
~
ولذلك كنا نسكن
لتأنس نفوسنا
بين أجمات ياسمين دمشق
الوارفة بغلال
ضوع الشذى
حتى نحتفي
بعيش حياتنا
وعلى أكمل وجه
حث الندى
على رشق
وابل طل
وفي أحضان
طبيعة رائعة
#كمال_تاجا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟