أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد الشطري انموذجا














المزيد.....

التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد الشطري انموذجا


وجدان عبدالعزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5894 - 2018 / 6 / 5 - 21:16
المحور: الادب والفن
    


بما ان الفنون بمثابة مرآة للانسان تنعكس على صفحاتها أحواله الاجتماعية، والاقتصادية ومعتقداته الدينية وغيرها من رؤاه الحياتية الاخرى ، وحينما ندخل عالم التجريد ، نجد ان المعنى الاقرب له في الفن التشكيلي ، هو محاولة تجريد المحيط من الواقع ، واعادة صياغته برؤية فنية جديدة فيها تتجلى حس الفنان باللون والحركة والخيال ، اي محاولة لتجريد الطبيعة من عناصرها التفصيلية، والاكتفاء بالتعبير عن الجوهر، لاستبقاء ما هو جوهري وأساسي أو ما هو ثابت وباقي، فالموضوع أو الطبيعة محوّرة أو مصاغة بصياغة جديدة مجردة من تفصيلاتها الأساسية للوصول إلى التعبيرات الجوهرية للبناء الشكلي، دون أن تفقد الأشكال دلالاتها الطبيعية. وبنظرة تاريخية فاحصة ، نجد إن التجريد قد وجد في الفنون التشكيلية على مر العصور ، فقد أتجه الفنان منذ عهوده البدائية إلى التجريد في إنتاجه الفني؛ هروباً من قسوة الطبيعة وما يعانيه من ضراوتها المتسلطة على وجوده ، حيث كان اتخاذه لتلك الأوضاع الهندسية التجريدية بمثابة الابتعاد عن المباشرة في التقاط المعاني ، كما أشار التجريد في العصور الإسلامية إلى نزعة صوفية وجدانية تهدف إلى ما وراء الطبيعة للوصول إلى المطلق، بينما أتجه الفن الحديث للتجريد تعبيرا عن الخلاص من المظاهر الجمالية وقيمتها التي أسقطتها مبادئ الفن المعاصر؛ والهروب من واقع الحياة الأليم بالبعد عن كل ماله صلة بمظاهر الطبيعة وأشكالها العضوية في مختلف صورها إلى عالم من التجريد. وتأصل هذا الفن وتمخض عن مدرسة فنية اهتمت بالأصل الطبيعي، ورؤيته من زاوية هندسية، حيث تتحول المناظر إلى مجرد مثلثات ومربعات ودوائر، وتظهر اللوحة التجريدية أشبه ما تكون بقصاصات الورق المتراكمة أو بقطاعات من الصخور أو أشكال السحب، أي مجرد قطع إيقاعية مترابطة ليست لها دلائل بصرية مباشرة، وإن كانت تحمل في طياتها شيئاً من خلاصة التجربة التشكيلية التي مر بها الفنان. ويعني ذلك أن العمل الفني هو صورة مختلفة في بعض جوانبها وتفاصيلها عن الأشكال الأصيلة في الطبيعة فالموضوع أو الطبيعة تمثل نقطة البداية عند الفنان وتمثل الانطلاقة، كما تمثل النهاية أيضاَ, غير أن بعض الاتجاهات التشكيلية مثل التكعيبية، قد تلخصت واختزلت الأشكال إلى درجة كبيرة وابتعدت بها عن دلالاتها المعروفة, مما يصعب معه التعرف على صلتها بالطبيعة، فجعل نقاد الفن يطلقون عليه مصطلح (أشكال نصف تمثيلية أو نصف تجريدية). وهنا في مقالتنا القصيرة ، نأخذ انموذجا من الفنانين الشباب الجادين في تحميل اللوحة حرارة الحياة ، واعطاء الحداثة مسحة الوعي والقصدية فان الثابت في اللوحة هو اللون والخط والشكل أما المتغير هو قدرة الفنان التشكيلي في مزج الألوان والتعامل مع المساحات ، لنقل رؤاه إلى داخل اللوحة ونستشهد بقول باشلار: (بان جماليات المكان تؤجج حنينا وعاطفة وذاكرة) ، واستشهادنا بهذا القول يأخذ منحاه في أننا نتناول بعضا من أعمال الفنان التشكيلي اسعد الشطري الذي تمسك في معظم لوحاته بالمكان وأخذت حفرياته فيه مداها ، لنجد إن إبداعه تكرس في مراقبة الكون بمفرداته المرئية وغير المرئية ، وبحالات التجريب تارة والتجريد أخرى وأحيانا بالتسجيل الانطباعي ، ونحن إذ نلاحظ على الفنان الشطري استغراقه في الخطوط والمسطحات والكتل خالقا منها فراغات تحمل الكثير من رؤاه ، فهو يعمد إلى مزج الألوان الثنائية التي يتكون مزيجها من لونين أساسين ، وهما البرتقالي والأخضر ، أي انه لايعمد كثيرا إلى الألوان الأساسية ، كالأحمر والأصفر والأزرق محاولا الإيحاء بإرهاصاته الكامنة والتي تحركه ، لتكوين فلسفته الخاصة ورؤى فنية متجذرة في ماضي المكان وحاضره ، لذا حاول بكل صبر وروية التجسيد والترميز بفهم عصري غير مقطوع الجذور ..



#وجدان_عبدالعزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشكيلي مظفر لامي، وحالة البحث الموجع عن الجمال ..!
- الشاعرة آمال عواد رضوان، وأنموذج المثقف الباحث عن تأصيل هويت ...
- الشاعر امير ناصر، مسار شعري وتجربة ..!!
- الشاعرة اسماء الرومي، بين التيه وبين نسبية القيم المتحققة .. ...
- شعر الشكوى ..عند الشاعر عبدالسادة البصري ..!!
- الشاعرة ليلى الزيتوني، بين الحب والشبق العشقي ..!
- الشاعر علي الشيال، يعزف الحان الحياة على سرير بارد !!
- الشاعرة اسماء القاسمي، عندها الشعر هو الجمال المدل على الخلو ...
- الشاعر مصطفى الشيخ، ووعي العلاقة بين الذاتي والموضوعي ..
- الشاعرة مفيدة الوسلاتي، وحالات القلق من اسئلة الوجود ..!!
- الكاتبة فاديا الخشن، وصراعها الجمالي بين الأنا والآخر ..!!
- الشاعرة نرجس الجبلي، والانفعال الذاتي الجمالي ..!
- الشاعرة مسار حميد الناصري، رغم الاوجاع تُسرج حلمها تحت سنبلة ...
- علي الفواز مثل حضورا فاعلا في الواح الغياب
- ليلى القواس في المحكمة الشعرية !!
- وسكتت شهرزاد، لكن الشاعر حبيب السامر لم يسكت !! /ديوان(شهرزا ...
- الكاتبة ذكرى لعيبي، الغياب وصراع البحث عن الذات ..!!
- الشاعرة اسماء صقر القاسمي، بين التراث ومحاكمة الذات ..!
- الشاعرة مها ابولوح، تتبنى الحزن المُبرر ..!
- الشاعرة ساناز داودزاده فر، تصنع حوارا شبه سري مع الاخر ..!!


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - وجدان عبدالعزيز - التجريد افتراق ولقاء لتأصيل الوعي الفني .. لوحات الفنان اسعد الشطري انموذجا