أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عباس العنبكي - هرج الحرية ومرجها














المزيد.....

هرج الحرية ومرجها


عباس العنبكي

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 11:21
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عندما يسود الهرج والمرج تصير الثرثرة الخطابة الفضلى والسفسطة الصناعة الرائجة وتفقد المفاهيم ‏مصاديقها وتكون الالفاظ اوعية خاوية من معانيها، وتغترب الاشياء وتكون الالفاظ اسم بلا مسمى أو ‏هي مثل منديل البهلوان بقليل من الحيلة تضع فيه ما يحلو لك من الاشياء فالاحتلال تحرير،والمقاومة ‏ارهاب،والتقسيم وحدة، والطائفية والعرقية توافق،والتعذيب حق للانسان، ،والسرية شفافية،والاستعمار ‏إعادة إعمار،وتصادر ولاية المحاكم بتشكيل لجان وحق التقاضي بالاجتثاث، وتسلب العدالة باسم ‏الاصلاح ويحل التنابز محل الحوار وتضيق دائرة الوطن لتصبح فردا او فئة وتكون الغاية مبررا لكل ‏وسيلة والمقدمة الواحدة محملا لتبرير نتيجتين متناقضتين،عندها تصبح الحقيقة ضربا من الخيال ‏والصدق نوعا من الجنون ويغترب الحق. ‏
عندما يسود الهرج والمرج تتسيد الاصلة ويكون الجلاد أميرها والانتهازي قاضيها والمنافق مفتيها ‏والسارق حاميها والفاسد محتسبها والدجال وسيطها والغراب ناعقها الرسمي وتصبح التجارة الرائجة ‏مقايضة وطن بمنصب أو مال أو ارضاءأ لنزعة شريرة ويغدو الكذب إعلانا مدفوع الثمن والقضاء ‏ملهاة للنيل من الابرياء وحماية المذنبين.عندها لابد للموت أن يكون حكما والدمار منهجا والدم حوارا ‏والحقد موردا والرجم بالغيب دليلا والنفاق شاهدا والفساد نزاهة والفتنة ثقافة ويحترق أخضر الزرع ‏دون أن يمس يابسه الشرر ويكون المجرم مجهول وقصاصه هدر دم الناس أجمعين.أليس سفيها من ‏يريد توافقا بي نقيضين والجمع بين الحرية والديكتاتورية بيد واحدة وبعتقد سفاهة أن الادوات الفاسدة ‏تصلح فاسدا فهو لا يعقل أن الاصلة لاتلد الا افعى.‏
عندما يسود الهرج والمرج يصبح الكابوس واقعا بل لايمكن لاي كابوس أن يبلغه ولايمكن لاي بائس ‏أن يتخيله حتى في احلك الكوابيس،الموت فيه الاصل والحياة استثناء ثمن الكلمة طلقة غادرة‎ ‎وثمن ‏الخيانة المنصب والمال.الجلاد بحماية اسياده المحتلين والارهابين والشعب يحتفل في حقول الالغام دما ‏ودموعا وعويلا وترى انصار الماضي تجارا ووكلاؤهم المخبرين السريين حكاما لم يعد للارهاب أي ‏خط وبأي لون في تماديه بالدمار. الوطن صار زنازين اعدام والشوارع حبال مشانق شارع أبي نؤاس ‏مات،شارع النهر يحتضر،حدائق القناة أسيرة وشارع المتنبي معتقل يعاند جلاديه صارخا ليس العراق ‏علكا لتنتزعوه من بين أسناني ولن أستبدله بكل سياط حريتكم .‏
عندما يسود الهرج والمرج يسقط القانون وتفقد قرارات الحكم حجيتها بالادعاء المجرد وليس بالطعن ‏بتلك الاحكام بالطرق القانونية ويزور التأريخ ويصير القاتل ثائرا والشهداء مجرد جسر للعبور واللعب ‏على الحبيلين سنة متبعة والاسلاك الشائكة بدلة زفاف والكتل الكونكريتية باقات ورد وتصبح ‏الاحصائيات لهو تجتث منها لغة الارقام ولسانها لأن الارقام تعكر صفو الفرح الديمقراطي كما إنها غير ‏ذي جدوى لأن فائض القيمة يغدو دما وعبثا وليس عرقا وعمل‎ ‎وتتعهر السيادة كي تسترد بكارتها ‏المتهرأة فهي ليست زجاجة لتكسر أو قطرة غيرة فتسقط. حتى صح على ما آل اليه الوضع المثل ‏العراقي ضرط وزانها وضاع الحساب. ‏
عندما يبلغ هرج الحرية ومرجها ذروته ويبلغ افيون الخراب الالباب يقطع المحتفلون الوطن ‏بسكاكينهم إذ يغدو كعكة لحفلة المأفونين بالتحرير والديمقراطية وترى حرية المرأة وحق الإنسان بالحياة ‏والعدالة ومصالح العمال والفلاحين وحماية الطفولة وكل الاِشياء الجميلة مجرد العاب نارية تحترق ‏نفسها وتحرق مهرجيها والباحث عنها في هذا المستنقع أما مغفل يبحث عن تفاحته وسط بستان يحترق ‏أو هو دجال.ومن لا ينضم الى جوقة المهرجين ولا يصدق أن الاحتلال ديمقراطية والذبابة بقرة والفتنة ‏استحقاق والموت بالمفخخات حق والجهل تعقل وإن الدبس يستخرج من البصل والدم إسكنجبيل فهو ‏غريب الاطوار ولا يستحق أن ينعم بعسل الحرية. ‏
إن مايحدث ليس رجما بالغيب أو قول شاعر ولا ليلة من ليالي الف ليلة وليلة ،بل هو ليس خبرا ‏يحتمل الوجهين انما هو يقين لا يعمه عنه حتى المجنون المطبق. يحدث ذلك كله في العراق الجديد ‏جمهورية‎ ‎بوش وبلير‎ ‎الفاضلة.‏
‏ عباس العنبكي



#عباس_العنبكي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القاضي رزكار واوهام استقلال القضاء العراقي
- القضاء الجنائي الدولي كرنفال المنتصر
- العدالة حقيقة حال أم سحر مقال
- رحم الله قرقوش
- تحرير أم احتلال نكتة العقل العراقــــي
- المحاكم الخاصة
- انصروا العدالة
- مؤتمر رابطة القضاء العراقي
- إصلاح القضاء وإفساد العدالة -تعليق على مقال الاستاذ زهير كاظ ...


المزيد.....




- روبيو يحذر: على أمريكا التخلي عن جهودها إن لم تنته حرب أوكرا ...
- دولة جزرية نائية في المحيط الهادئ تحصل للتو على أول أجهزة صر ...
- بعد 4 أشهر من هجوم ماغديبورغ الدامي.. السلطات الألمانية تتبا ...
- أرمينيا تؤيد والولايات المتحدة ترفض قرارا في الجمعية العامة ...
- ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الأمريكية على منشأة رأس عيسى النف ...
- ميلوني تدعو ترامب إلى -إعادة العظمة- إلى الغرب
- أوزبكستان تناقش مع SpaceX إطلاق قمر صناعي خاص بها
- روبيو: الأيام المقبلة حاسمة لمسار السلام في أوكرانيا.. وإلا ...
- واشنطن تتهم شركة أقمار صناعية صينية بدعم هجمات الحوثيين على ...
- حماس ترفض -الصفقات الجزئية وتسليم السلاح-، ووزراء إسرائيليون ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عباس العنبكي - هرج الحرية ومرجها