أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - النفوذ الإيراني والقضية العراقية














المزيد.....

النفوذ الإيراني والقضية العراقية


رشاد الشلاه

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 10:49
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


اتسمت التظاهرة الإعلامية التي مهدت ورافقت موافقة إيران و الولايات المتحدة على إجراء حوار مباشر حول القضية العراقية، اتسمت بإخراج باهت كاشفة مأزق الأداء الدبلوماسي لكلا البلدين من جانب، وحاجتهما الفعلية للحوار المباشر من الجانب الآخر بعد ما عجزت الأطراف الوسيطة العراقية والعربية والأوربية في تقريب وجهات النظر بينهما خصوصا في القضية العراقية وقضية الملف النووي الإيراني الشائكة، والقضيتان على أهميتهما و تعقيد تفاصيلهما لم يكونا بحاجة إلى اقتراح عبر التلفزيون من قبل السيد عبد العزيز الحكيم لتتم استجابة الطرفين لها في خلال عدد من الساعات اللهم إلا مبرر الكبرياء السياسي الفارغ لدى الطرفين، ولا يخفى أن تطوع السيد الحكيم بإطلاق الاقتراح في هذه الأيام، هو رسالة مفتوحة للإستقواء بالنفوذ الإيراني على القوائم المنافسة لقائمة الائتلاف الموحد وكذلك على الإخوة المؤتلفين داخل الائتلاف نفسه.
إن تطورا هاما كهذا في العلاقات الأمريكية الإيرانية المتأزمة منذ عقود، هو ثمرة تمهيد امتد شهورا من الجهود الوسيطة، عززتها حاجة داخلية ملحة في كلا البلدين، فالولايات المتحدة تريد استعجال تأكيد نصرها في العراق بالمساعدة على تحقيق الأمن فيه بعد العزلة المتزايدة للإدارة الأمريكية مع مؤيديها من الشعب الأمريكي تجسدت بالانخفاض المتصاعد لشعبية الرئيس بوش، وتنامي قوة ضغط الرأي العام الأمريكي المطالب بالانسحاب من العراق. وإيران التي تعتبر حق امتلاكها القوة النووية مطمحا قوميا مقدسا لا تنازل عنه، تضع الورقة العراقية الماسكة بها معبرا إلى تأمين هذا الهدف بعد أن تثبت لها أن الولايات المتحدة وحدها هي مصدر أي قرار دولي مؤثر صادر عن مجلس الأمن، أما الدول دائمة العضوية الأخرى في مجلس الأمن فإنها بالمحصلة النهائية لن تضحي بعلاقاتها الاقتصادية والسياسية الستراتيجبة مع الولايات المتحدة لصالح إيران رغم كونها دولة نفطية، فلماذا لا توفر الجهد وتكسب الوقت لتحاور صاحب النفوذ والقرار دون وسيط !!...
الأمين العام لمجلس الأمن القومي الإيراني علي لاريجاني مصيب بقوله " عندما يعجز الأميركيون عن حل مشاكل العراق يكونون في حاجه للحوار مع إيران"، فقد نجحت إيران الرسمية والشعبية في فرض نفوذها في مناطق الوسط الشيعي العراقي عبر مؤسساتها المخابراتية المباشرة أو عبر المتعاطفين معها من العراقيين مسلحين ومدنيين، وكانت تنتظر ساعة حاجة الولايات المتحدة إليها، وقد حانت هذه الساعة الآن وما عليها إلا استثمارها لحلحلة معضلة ملفها النووي على الأقل وتلتقي مباشرة مع الشيطان الأكبر متخطية خطوطها الحمراء التقليدية وهي تدرك أن الولايات المتحدة لديها أوراق هامة ضاغطة قادرة على استغلالها ضدها، منها تنوع و هشاشة التوليفة القومية والعقائدية للمجتمع الإيراني، وبالتالي إمكانية إثارة مشاكل أمنية جدية للدولة الفارسية عبر دعم الآمال الطائفية أو التوجهات الانفصالية كما هو الحال في المناطق المحاذية لأفغانستان ومنطقة الأهواز ذات الأغلبية العربية والغنية بالنفط.

وإذا قدر للمحادثات الإيرانية الأمريكية الوصول إلى ما يرضي الطرفين وحققت بعضا من أهداف المتحاورين، أو فشلت في تحقيق ذلك، فأن العراق في الحالتين، أضحى باعتراف اكبر لاعبين في حاضره وربما مستقبله القريب ورقة رهان بيديهما، فهل سينفي حكامنا التدخل الإيراني بالذات أو سيطالب القادة الإيرانيون بإبراز الدليل على هذا التدخل؟.

إن من الوهم الاعتقاد باستمرار نجاح مراهنة إيران على استنساخ نظام ولاية الفقيه في العراق أو وضع بعض مناطق الوسط والجنوب الشيعي تحت سيطرة أجهزة مخابراتها أو وكلائها، ومن الصعوبة في الوقت نفسه أن تضع الولايات المتحدة نفسها دائما في موقع العراب لجميع القوى السياسية العراقية عبر تقوية هذا الطرف أو إضعاف ذاك استنادا إلى نظرية المغامرة المحسوبة، واستمرارا لترسيخ مبدأ حاجة الجميع إليها الذي تفرضه بسياسة العصا والجزرة مع القوائم الفائزة في الانتخابات النيابية الأخيرة ومع باقي التنظيمات السياسية العراقية. نقول ذلك لان الواقع السياسي العراقي الحالي هو واقع ما بعد الحرب المتحرك، ولم يصل بعد الى حالة من الاستقرار، وهو استثنائي و طارئ ومشوه. والمؤكد استنادا إلى وقائع تاريخ العراق السياسي الحديث و الخبرة السياسية المتراكمة للأحزاب والمكونات السياسية العراقية الأصيلة لا الطارئة، فان الشعب العراقي لن يرضى بالهيمنتين الأمريكية و الإيرانية أو أية هيمنة خارجية أخرى وتحت أية ذريعة أو مبررات، فهل يتعظ ويقر الماسكون برقبة العراقيين اليوم بذلك؟.



#رشاد_الشلاه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في الذكرى الثالثة لاجتياح العراق مَن الأوْلى بالتوبيخ ؟
- التستر على الفتنة الطائفية لا يلغي وقوعها
- القرقوش العراقي
- كفى هدرا للوقت
- الشخصية الفهلوية و الانتخابات النيابية
- بشارة الرئيس بوش في العام الجديد
- من يستحق الثناء في الانتخابات النيابية؟
- الأشراف الدولي على الانتخابات النيابية مطلب ملح
- الانتخابات النيابية اختبار لحسن النوايا والأفعال
- الحوار المتمدن صحيفة رصينة للتيار اليساري الديمقراطي
- توارد خواطر حول ستر العورة
- تفجيرات عمان انتصار أم علامات اندحار؟
- المواطن العراقي؛ واجبات مستحقة و حقوق مؤجلة
- التصويت بنعم لمشروع الدستور... أفضل أسوأ البدائل
- أبا ظفر....ذكراك خالدة في الذكرى الحادية والعشرين لاستشهاد ا ...
- من ينقذ العراق من الإرهاب و الطائفية
- أسبانيا الشقيقة وخير الله طلفاح
- إنها حرب مذهبية فما أنتم فاعلون؟
- لماذا يحرض خالد مشعل على استباحة دم العراقيين؟
- هيئة الرئاسة العراقية وأمانة مسئوليتها


المزيد.....




- رصد طائرات مسيرة مجهولة تحلق فوق 3 قواعد جوية أمريكية في بري ...
- جوزيب بوريل يحذر بأن لبنان -بات على شفير الانهيار-
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين -حزب الله- والجيش الإسرائيلي في ...
- لحظة هروب الجنود والمسافرين من محطة قطارات في تل أبيب إثر هج ...
- لحظة إصابة مبنى في بيتاح تكفا شرق تل أبيب بصاروخ قادم من لبن ...
- قلق غربي بعد قرار إيران تشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة
- كيف تؤثر القهوة على أمعائك؟
- أحلام الطفل عزام.. عندما تسرق الحرب الطفولة بين صواريخ اليمن ...
- شاهد.. أطول وأقصر امرأتين في العالم تجتمعان في لندن بضيافة - ...
- -عملية شنيعة-.. نتانياهو يعلق على مقتل الحاخام الإسرائيلي في ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - رشاد الشلاه - النفوذ الإيراني والقضية العراقية