حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 11:37
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
نرى اليوم أن هناك من يريد أن يهيئنا نفسيا ، وبعد ذلك يفرض علينا ويزجنا في دوامة الصراعات والإنقسامات والمعارك العدوانية ، وصولا الى كارثة إشعال الحرب الأهلية في عراق التعدد والتنوع والتسامح والتآخي القومي والديني والمذهبي والسياسي منذ آلاف السنين .
نسمع هذه الأيام ، من بعض أصحاب القرار السياسي والحزبي والحكومي في العراق ، أن العراق مقبل على الحرب الأهلية ، وكأن هذا هو قدر شعب العراق ، حيث يخرج من دكتاتورية دموية ظالمة ويدخل إجبارا في نفق الحرب الأهلية ، كما يريدها ويتمناها البعض من السياسيين العراقيين والعرب والأجانب .
فهل أن العراق اليوم قد أصبح فعلا لعبة بيد مثل هؤلاء قارعي طبول الحرب والإرهاب والجريمة ؟ ، لا يمكن أن يتحقق ذلك أبدا ، لأن شعب العراق وقواه السياسية والإجتماعية الوطنية لا تسمح لمثل هؤلاء ، أن يحرقوا ويعبثوا بعراقهم الرائع الجميل والزاهي بألوانه المختلفة .
صحيح أن هناك من يدفع بإتجاه نشوب حرب أهلية في العراق ، من خلال تسعير نار الطائفية الكريهة والسكوت عن القتل الجماعي المخيف اليومي على الهوية في أغلب شوارع العراق وساحاته .
وأن هناك من يلجأ الى إنتهاك أماكن العبادة ، وحرقها وتدميرها ، وتبادل الإتهامات العدوانية بين بعض المذاهب المختلفة ، وإنتشار المليشيات المسلحة التابعة لهذا الطرف أو ذاك ، كل هذه وغيرها من الأساليب تصب في طاحونة هؤلاء دعاة الحرب والعدوان .
ولكن علينا أن نقول لهم ، أن كل أساليبكم العدوانية هذه سترتد عليكم حتما ، لأن وحدة العراقيين الوطنية ولحمتهم الأخوية ستقف بوجهكم مهما حاولتم للنيل منها ، أو دخلتم من هذه الثغرة الرخوة اليوم ستسد في وجهكم غدا ، لأن الشعوب هي التي ستقرر طريقة حياتها وشكل نظامها السياسي الإجتماعي التي تريد .
فإلى من يريد أن يقرع طبول الحرب الأهلية في العراق ، فعليه أن يفهم بأن شعب العراق بكل مكوناته المتنوعة والمتداخلة ، والتي تجسدها الكثير من البيوت العراقية ، حيث نجد في البيت العراقي الواحد ، أكثر من قومية ودين ومذهب وعشيرة ، وهذا هو التجسيد الحقيقي للوحدة الوطنية العراقية .
وأخيرا نقول لمن يريد أن يقرع طبول الحرب والدمار ، فأن أصوات طبولكم ستختفي ، أما أصوات طبول السلام والمحبة والتآخي ستسمع في كل أنحاء العراق .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟