أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان موسى - حلم نائم .....أم حلم يقظة















المزيد.....

حلم نائم .....أم حلم يقظة


غسان موسى

الحوار المتمدن-العدد: 1496 - 2006 / 3 / 21 - 10:48
المحور: كتابات ساخرة
    


قررت أن أروي لكم أيها السادة الأصدقاء ما حصل معي منذ بضعة أيام، بعد تردد وتساؤل عن جدوى من حكاية أو كتابة مثل الذي جرى، وخاصة أنني لست سوى لقيط يتحرك على هامش الحياة، أو لأقل لقد حولتني الحياة إلى لقيط، و لا أدري لما بت أحب أن أتحرك على الهامش. أبسبب الهروب من ضوابط الخطوط والنقاط؟ أم أن هذه الحياة لم تسمح لي سوى بالحركة على هامشها؟؟ لأنني غير مناسب لخطوط الحياة!
طبعا لن أخبركم كم هي الحياة مزدحمة على الهامش وأنا نفسي متفاجئا بذلك. ويحاول بعض الموجودون على الهامش الدخول على خط من خطوط الحياة، ولكن المفاجئة الأكبر أن بدايات الخطوط عندنا كلها نقاط ولمسافات متفاوتة. ولمعلومكم أن الحركة على النقاط صعبة فهي تتطلب فصل واتصال. سقوط .... وقوف . ...
عذرا لقد اشغلتكم أيها الأصدقاء الأعزاء بمشاكل قد لا يكون لبعضكم علاقة بها، وهذا ليس موضوعنا أصلا وأنا سأروي لكم ما حصل معي:
في ليلة منذ عدة أيام كنت جالسا. بل متكئا أشاهد برامج التلفزيون و أترقب بلهفة أي خبر أو أية معلومة ترشح عن اجتماع بعض أطراف المعارضة السورية والذي كان في بروكسل. وإذ بي أسمع على شاشة التلفزيون السوري – القناة الفضائية طبعا- ( حتى اللقطاء مثلي يملكون ما يسمى ستلايت ) نشرة الأخبار ، وما أدراكم ما هي نشرة الأخبار على التلفزيون السوري؟ ؟:
زار وزير داخلية حارة الجلادين حارة الحدادين والتقى وزير داخليتها وناقشوا التعاون المشترك وأصول التكامل بين بعضهم لتحقيق أفضل النتائج في محاصرة الناس.
- وزير خارجية حارة كل من إيدو ألو أستقبل الأمين العام لحزب قاطعي الرؤوس على الطريقة البربرية، عفوا الأكثر حضارة، بالسيف والذي يملك إختصاصا إضافيا بوضع الرؤوس المقطوعة على ظهر أصحابها ليحملوها معهم و إلا كيف سيواجه هؤلاء ربهم دون رؤوس؟؟
- طبعا أنتم تعلمون أصدقائي أن التلفزيون السوري ومنذ عدة أشهر مضت لا يملك أية أخبار مهمة، بل إن ترويسة نشرة الأخبار خبرا كان يوضع خامسا أو عاشرا. ولعلمكم ليس ذلك بسبب قلة الأخبار ولكن بسبب نمطية هذا التلفزيون المفعمة بالملل والضجر. ربما كحالي الآن.
طبعا لن أشغل بالكم بالتعليق على برامج التلفزيون السوري، ولا بالتعليق على مؤتمر الأحزاب العربية وخاصة الأخير والذي تمتع بدرجة عالية من الكذب بل من الوقاحة في الكذب والدجل حتى بات الكثير منهم يستحق درجة أستذة بالكذب والتضليل. ولكن سأقول لكم ما يثير العجب العجاب.
فبعد تناول زيارة المخاتير و وزراء خارجيتهم و داخليتهم وأحزابهم كانت المفاجئة:
- خبر أول: إعتصام عدد من المواطنين الشرفاء والمثقفين السوريين- الذين يقال عنهم في الشارع السوري ( الفدائيين) – أمام قصر العدل بدمشق وذلك بمناسبة الذكرى الثالثة والأربعون لإعلان حالة الطواريء. وكان باستقبالهم هذه المرة مجموعة من الشبان الأشاوس حاملين الورد والريحان، ورشوا عليهم مسكا وعنبرا وكل الأطايب. المشهد كان مؤثرا جدا، حتى أدمعت له العيون، بل سالت له الدماء.
- خبر ثاني: عاجل جدا .. الحكومة السورية توجه الدعوة إلى كل المعارضين السوريين وخاصة الموجودين في الخارج للقدوم إلى بلدهم و الإجتماع في أحد قصور المؤتمرات، بدل الإجتماع في بروكسل لأن ذلك مكلف .... بكل الاتجاهات .... ولأنكم أيها الأحباء جزء من الشعب السوري وقصور المؤتمرات تلك بنيت بمالكم وعرقكم ورزق أولادكم.
- خبر ثالث: إطلاق سراح كافة معتقلي الرأي، والتعويض عليهم وعلى من سبقهم عن كل سنوات الإهانة والضياع والاعتذار عما حل بهم.
- خبر رابع: الغاء قانون الطواريء .
- خبر خامس: إلقاء القبض على بعض المديرين والمتنفذين التالية أسمائهم: س –ع- ص – ث – ذ - ... كدفعة أولى وتقديمهم للمحاكمة بتهمة الرشوى ونهب المال العام والفساد الإداري والوظيفي .
- خبر سادس: الطلب من البرلمان رفع الحصانة عن النواب التالية أسمائهم: م- ن – ب – س –ق -...... وذلك لتقديمهم للمحاكمة بسبب دورهم بتسهيل عمليات السرقة والنهب بل ومشاركة بعضهم بذلك.
- خبر سابع: دعوة كل المهتمين ومن يحب من المواطنين السوريين لمناقشة قانون أحزاب عصري. ونحن كحكومة نعتذر عن التعامل مع الموضوع بكثير من التسويف والمماطلة ومحاولة تمريره بطريقة لصوص الليل –عفوا بطريقة بوليسية - .؟؟؟
استيقظت فجأة.. نظرت إلى التلفزيون الذي ما زال يبث ؟؟طظ عفوا مسلسلا ....
آه .. إنه حلم .. يا لهذا الحلم؟؟؟ انزعجت.... تضايقت ..... حولت إلى قناة الجزيرة... هناك ... أدب السجون؟؟ من هؤلاء؟؟ إنهم كتاب ومفكرون سوريون. يتحدثون عن تجربتهم في المعتقل... بل عن تجربة المعتقل وبعض ما حصل معهم وما حل بهم ؟؟؟ طبعا ليس في السجون الإسرائيلية بل في المعتقلات السورية.
المفكر: ياسين حاج صالح. الشاعر: فرج بيرقدار. المخرج: غسان جباعي.
هذه الحلقة الثانية عن السجون السورية وأظن أن من الممكن أن يكون هناك آلاف الحلقات، و لا تستطيع أن تحيط بكامل الحالة( حالة الاعتقال والقمع ) في بلد تحول معظم شعبه إلى معتقلين. وبات لدينا جينا وراثيا جديدا: رجل بوليس في رأس كل وليد جديد. وحتى رجل البوليس هذا بات معتقلا في رأس أبناء جلدته ولا يستطيع الفكاك على ما يبدو ....
شكرا للمخرجة هالة محمد ليس فقط لأنها أول من تشجع وتطرق لهذا الموضوع، بل لطريقة تعاطيها مع الموضوع. لتقول لنا وللعالم: أن الشعب السوري كله تعرض للقمع والاضطهاد والإبعاد. فها هم مفكرين من درعا- السويداء- دمشق –حمص- الحسكة- الرقة –طرطوس-حماة – اللاذقية تعرضوا للقمع بنفس الشكل .
السؤال المطروح: لما أعتقل هؤلاء المفكرين وغيرهم؟؟ هل لديهم مخالفة للدستور والقانون؟ هل اعتدوا على حرمات البشر أو هددوا بالإعتداء عليها؟؟ هل سرقوا؟؟ هل نهبوا؟؟ أم أنهم أعتقلوا لأنهم حلموا بوطن جميل يشبه ويضاهي وينافس أوطان البشر وأوطان غير البشر ( الكائنات ) بالجمال وبالحيوية وبالحياة...
وربما لأنهم حلموا بصوت وأنتم أصدقائي تدركون أن بعض الناس تحلم بصوت؟
عجبا لما حلمت أنا هذه الليلة ؟؟ هل تكلمت وأنا أحلم ؟؟ هل سمع حلمي أي ...؟؟؟ لا أدري .. فأنا أقطن لوحدي.
وأخيرا أدعو لكم بجمال الحلم. وأن تحلموا دون أي صوت ... بل احلموا أصدقائي بصوت عال مرتفع
شكرا على طول صبركم..... وعذرا على إزعاجكم ...



#غسان_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العيد الرا بع والعشرون لتأسيس الجبهة ال ...الوط....الوطنية ...
- تساؤل مطروح على الدكتور بشار الأسد رئيس الدولة السورية
- السوريون القوميون ..........طوبى لكم
- .......وأخيرا...الدانمارك هي السبب والضحية
- إلى الداعين إلى الفعل الخارجي
- ابن العم رياض الترك .... نصيحة ببلاش
- عفواً ... -إعلان دمشق


المزيد.....




- -المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية ...
- أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد ...
- الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين ...
- -لي يدان لأكتب-.. باكورة مشروع -غزة تكتب- بأقلام غزية
- انطلاق النسخة السابعة من معرض الكتاب الفني
- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - غسان موسى - حلم نائم .....أم حلم يقظة