أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - ثقافة ابن بهانة ..في ملسا














المزيد.....


ثقافة ابن بهانة ..في ملسا


محمد القصبي

الحوار المتمدن-العدد: 5890 - 2018 / 6 / 1 - 19:22
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتذكر هذا .. انهار الجسر الذي يربط بين قريتنا والمدينة المجاورة بفعل الأمطار الغزيرة ..عمر الواقعة 60 عاما ،لكنها لم تبرح ذاكرتي ..
ليس للحدث المروع ..ذلك أن حدثا آخر أعقبها .. كان أكثر كارثية ..حين قال متولي :لا ..!!!
أهالي القرية اجتمعوا في المسجد الكبير ..الهدف جمع تبرعات لإصلاح الجسر ..
..كالعادة ..ومنذ البدء انشطر المجتمعون -لاأتذكر الأسباب- إلى خنادق ..صراخ ،تهديدات و..أخيرا اتفقوا .. المبلغ المطلوب من كل بيت يتراوح مابين خمسين قرشا إلى جنيهين ..حسب المقدرة ..
لم يكن اجماعا ..بل أغلبية ..إلا أن المعارضين ..وكل له أسبابه ..التزموا برأي الأغلبية ..إلا شخص واحد ..رفض الاتفاق ..رفض أن يدفع ..!
ورأى كثر أن تلك كارثة ..ألا يلتزم متولي ابن بهانة -هكذا كان يناديه أهل القرية - برأي الأغلبية حتى لو كان له رؤية مغايرة ..
رأي الأغلبية ينبغي ان يكون ملزما للمعارضين قبل المؤيدين ..درس تعلمته في الديموقراطية في أبلغ صورها ..وأنا في الخامسة من عمري ..من أهل قريتي الفلاحين الأميين ..، وليس من كتب جون لوك أو فولتير أو جان جاك روسوا وألاف الكتب التي قرأتها بعد ذلك ..
ولماذا يتوهج هذا الحدث الذي انقضى عليه ستة عقود في ذاكرتي الآن ؟
بعض ..من جيراني في عمارات ملسا ، إحدى أرقى مناطق القاهرة اتخذوا من ثقافة متولي ابن بهية نهجا لهم ..!
المنطقة مقبلة على مشروعات أمن وتجميل ،والأهم تطهيرها من الكلاب التي في يوم قريب قد يتجاوز عددها عدد السكان !..بالطبع بوسائل انسانية.
والمشاريع في حاجة إلى مال ..مجلس اتحاد ملسا حدد مبلغ 50جنيها شهريا لكل شقة ..
وبالطبع ثمة خلافات وصراعات تفوق ما حدث في المسجد الكبير بقريتي منذ 60 عاما ..لكن شتان..ماحدث آنذاك وما يحدث في ملسا الآن..امتناع متولي ابن بهانة حينها عن الدفع فضيحة ظلت تطارده ..رغم أنه في مواقف أخرى لاحقة التزم برأي الأغلبية ..
وفي ملسا ..أساتذة جامعات ومهندسون كبار وصحفيون وأطباء وخبراء في الطاقة ، وضباط وبرلمانيون ..لاأحد في ملسا ليس نخبويا ..ويعرفون ربنا "كويس جدا" ..هذا ما يبدو من حرصهم على الحضور بالالاف لأداء الفروض والتراويح في المساجد الأربع المجاورة.. وكما هو حال كل المسلمين .. لايكفون على مدار الساعة عن تبادل الأدعية والأذكار ..والصلاة على النبي ..
لكن عندما يطلق النفير لبدء حملة تبرعات تصب في صالح المنطقة ....تجميل ..نظافة ..تأسيس منظومة أمنية .. يتطاير شرر الصراعات ..فإن اتفقت الأغلبية على شيء ..لايلتزم بها المعارضون ..تماما مثل متولي ابن بهانة بياعة البيض .
لكن متولي إن كان لم يلتزم بقرار الأغلبية إلا أنه حضر اجتماع مسجد القرية ..المشكلة الآن في ملسا ليست مزنزنة فقط فيمن يحضرون ولايتلزمون بقرارات الأغلبية ..بل ثمة من يرفضون حتى الحضور!!
رغم أن المطلوب في حدود 50جنيها فقط شهريا على كل شقة .
فإن التقينا ،وكان الحديث عن هموم الأمة .. ارتدى كل منا عباءة جون لوك ..وصاح : الديموقراطية ,مفيش غيرالديموقراطية ..حكم الأغلبية ..دا هينقذنا من الجهل والفقر اللي احنا فيه !!
فإن ارتد بنا الحديث إلى ملسا .ومبلغ ال50 جنيها المطلوبة شهريا ..ستجد وجوها احتقنت ..وعلا الصراخ ..وزعق أحدهم .. :على جثتي !



#محمد_القصبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إعادة هيكلة دماغ المصريين ..من أين نبدأ؟
- زحمة ضحاياها.. بروليتاريا الأدب !
- د. طارق شوقي ..أنا معك ..إلى أن تصبح وزيرا للمعارف ..لا وزير ...
- سلماوي في السجن ..من يصدق ؟!!
- صفاء النجار.. شكرا ..أقاصيصك دعم لرؤيتي حول أدب الاستروجين
- السينما تجمعنا ..الشعار الحاضر الغائب في مهرجان مسقط السينما ...
- الوزيرة ..آخر من يعلم !!
- نداء من مواطن إلى المجتمعين في 11حسن صبري .
- تحصين العقول قبل تحصين الشوارع
- كافح السباعي وإحسان والحكيم لتأسيسه في مطلع الخمسينيات / ناد ...
- أسئلة ربع الساعة الأخير !
- قاطعوها... تخريب فضائيات رجال الأعمال لدماغ المصريين ..سوء ن ...
- مؤتمر أدب الطفل.. خال من الفيروسات !
- وعد بلفور ..قرن الرمادة !!
- الحكمي أميراً للشعراء ، و الصميلي وصيفاً وعامر ثالثا
- خبل أديب ليلة هزيمة قلاش ! عدنا ...!!
- ثلاثة شعراء من مصر وموريتانيا والسعودية يصعدون إلى المرحلة ا ...
- شاعرات العرب ينافسن بقوة على لقب - أمير الشعراء -
- أنوثة بجراحات مؤبدة...
- مهاجر على ضفاف الهجير: يتساءل...


المزيد.....




- بطراز أوروبي.. ما قصة القصور المهجورة بهذه البلدة في الهند؟ ...
- هرب باستخدام معقم يدين وورق.. رواية صادمة لرجل -حبسته- زوجة ...
- بعد فورة صراخ.. اقتياد رجل عرّف عن نفسه بأنه من المحاربين ال ...
- الكرملين: بوتين أرسل عبر ويتكوف معلومات وإشارات إضافية إلى ت ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في كورسك
- سوريا بين تاريخيْن 2011-2025: من الاحتجاجات إلى التحولات الك ...
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يناقش مجددا تجريد هنغاري ...
- -نبي الكوارث- يلفت انتباه العالم بعد تحقق توقعاته المرعبة خل ...
- مصر.. مسن يهتك عرض طفلة بعد إفطار رمضان ويحدث جدلا في البلاد ...
- بيان مشترك للصين وروسيا وإيران يؤكد على الدبلوماسية والحوار ...


المزيد.....

- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد القصبي - ثقافة ابن بهانة ..في ملسا