أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ظافر اكرم قدوري - زمن الحجاج تأبيد السلطة وصناعة الرعب














المزيد.....


زمن الحجاج تأبيد السلطة وصناعة الرعب


ظافر اكرم قدوري

الحوار المتمدن-العدد: 5889 - 2018 / 5 / 31 - 23:16
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


ظافر اكرم قدوري
زمن الحجاج تأبيد السلطة وصناعة الرعب
(ليس من طلب الحق فأخطاه كمن طلب الباطل فادركه) الامام علي بن ابي طالب (ع)
ومن لا يعرف الحجاج (ت95هجرية ) هذه الشخصية المثيرة للجدل حاكم العراق الدموي الذي ملا البلاد رعبا وخوفا . هذا الخوف الذي ترجمه يونس النحوي عند موت الحجاج قائلا (انا اعرف عرس العراق: فقيل له وما عرس العراق؟ قال موت الحجاج سنة 95 هجرية ) وكيف لا يكون عرس العراق بموت الحجاج وهو الذي احصيت فظائعه قتلا وحبسا وتعذيبا حتى استحدثت سجون خاصة للنساء في عهده وكان قد احصي من سجن في عصره ممن لا تهمة لهم في العراق فوجد انهم ثلاث وثلاثون الف عراقي قيل انهم لم (يحبسوا في تبعة او دين ) اما من كانوا من ضحاياه في السجون ومعتقلات ذلك الزمان فقد تجاوز عددهم المائة والسبعين الف من الرجال وثلاثين الف من النساء , وكان من سجونه التي ابتناها في واسط المدينة التي اسست لتكون مقرا لقيادته في العراق ذلك السجن الرهيب الذي بناه في هذه المدينة والذي عرفه العراقيون آنذاك واطلق عليه اسم (الديماس ) وهو في اللغة شديد الظلمة وقد بقي هذا السجن يتردد في الاخبار والاشعار وقد ورد قريبا للمعنى عند المتنبي ( امجاور الديماس رهن قرارة # فيها الضياء بوجهه والنور) ديماس الحجاج الذي وصفه ابن العديم في كتابه ( بغية الطلب في تاريخ حلب ) ان هذا السجن كان حائطا لا سقف عليه فاذا تنحى المسجون الى الظل رماه الحرس بالحجارة ليعود الى الشمس وكان من يسجن فيه يتغير شكله ولونه وهيئته ومما روي ان امرأة لم تعرف ابنها من كثرة تغير شكله . اما السجن الثاني للحجاج والذي يبدو انه ملحق بالديماس فقد كان على شكل حفرة يحبس فيها الجميع ويربطون بسلسة واحدة فاذا قام احدهم قام الجميع وكانوا ينامون ويأكلون سوية وكان ممن مات بهذا السجن الرجل الزاهد ابراهيم بن يزيد التيمي والذي منع عنه الطعام وارسلت اليه الكلاب تنهشه حتى مات .
هذه الصورة هي التي ابقت الحجاج قهرا حاكما للعراق معتليا كرسي الحكم لعشرين عاما من ( 75_95) هجرية وهي ذات الصورة التي جعلت العراقيين يقولون عند انتشار الطاعون في بلادهم ( لا يكون الطاعون والحجاج ) فأية امنية من اماني العراقيين آنذاك في ان لا يجتمع عليهم البلاء تلو البلاء واي بلاء حكم الحجاج وتفشي الطاعون .
ازهقت الارواح التي لا تحصى في عهده وقتل من العلماء سعيد بن جبير وقصة مقتله على يد الحجاج مشهورة تزخر بها كتب التاريخ كما قتل معبد الجهني ومن الشعراء قتل اعشى همدان ومن الرواة كميل بن زياد وكان من بقي من زمانه حيا ان عاش في خوف ورهبة صورته لنا كتب التاريخ فهذا ابراهيم النخعي احد علماء مدرسة الراي بالعراق سجد لله وبكى فرحا عند موت الحجاج يقول عنه تلميذه حماد " ما كنت ارى احدا يبكي من الفرح حتى رأيت ابراهيم يبكي من الفرح" اما الحسن البصري فقد عاش مرعوبا من الحجاج وقسوته وقال عند موته " اللهم انت قتلته فاقطع سنته" ولما مات الحجاج في واسط حرص اتباعه ان لا يكون له اثر من قبر فعفي قبره " واجري عليه الماء اذ كان اصحابه يدركون مدى نقمة الناس عليه فخافوا ان ينبش قيره وان تحرق جثته"
انتهى زمن الحجاج بموته وترك خلفه دمارا هائلا في سواد العراق خرب النفوس قبل خراب الارض والادهى انه ترك بعده ارثا من حكم العبودية والجور والظلم لا ينتهي فهل هذه هي اللعنة التي ابتليت بها هذه الارض واهلها ام ان الزمان يتيح نفسه مكررا في بلاد الله والمتكلمين باسم الله ابدا
وهل يسعنا الا القول ( والظلم من شيم النفوس فان تجد #ذا عفة فلعله لا يظلم)



#ظافر_اكرم_قدوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمرو المقصوص اوراق في زوايا تاريخٍ محرمٍ


المزيد.....




- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا ...
- متضامنون مع «نقابة العاملين بأندية هيئة قناة السويس» وحق الت ...
- التصديق على أحكام عسكرية بحق 62 من أهالي سيناء لمطالبتهم بـ« ...
- تنعي حركة «الاشتراكيين الثوريين» ببالغ الحزن الدكتور يحيى ال ...
- الحزب الشيوعي يرحب بمؤتمر مجلس السلم والتضامن: نطلع لبناء عا ...
- أردوغان: انتهت صلاحية حزب العمال الكردستاني وحان وقت تحييد ا ...
- العدد 584 من جريدة النهج الديمقراطي
- بوتين يعرب عن رأيه بقضية دفن جثمان لينين
- عقار -الجنود السوفييت الخارقين-.. آخر ضحاياه نجم تشلسي
- الاجرام يتواصل في حق عاملات وعمال سيكوم/سيكوميك


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - ظافر اكرم قدوري - زمن الحجاج تأبيد السلطة وصناعة الرعب