أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - ولادة بقرة!! .. قصة قصيرة بيطرية














المزيد.....

ولادة بقرة!! .. قصة قصيرة بيطرية


محمود سلامة محمود الهايشة
(Mahmoud Salama Mahmoud El-haysha)


الحوار المتمدن-العدد: 5889 - 2018 / 5 / 31 - 05:28
المحور: الادب والفن
    


ظلَّت البقرة "تحذق" بين آونةٍ وأخرى، تضرب الأرض بأَرْجلها، تهزُّ ذَيْلها، تنظر إلى مؤخِّرتها، ظلَّتْ على هذه الحال طوال الليل.

في الصباح:
بدأ يسيل من "حياها" إفرازٌ "رمي" كَرِيه الرائحة؛ مما أزْعَجَ جاراتها في الحظائر المجاورة والمقابلة لغُرْفتها الخاصة بالمزرعة، فجاء لها بقرتان منهنَّ، دخلتا عليها فوجدتاها في حالة عصبيَّة شديدة، فلما رَأَتا عِجْلها الرضيع بجوارها، عرفتا أنَّها ولدتْ ليلاً، فقالتْ إحداهما للأخرى:
• آه، ولدتْ مساءً ليلاً، لم تستطعْ إخراج الأغشية الجنينيَّة من رَحِمها؛ لأنها هزيلة وضعيفة؛ فهي أوَّل مرة تحمل وتَلِد.
• هذا أكيد ويُمكن أن ولادتها كانتْ مُتَعسِّرة، أو حدَثَ ضَعف واختلال للانقباضات الرحميَّة.

فصاحتْ بهم البقرة التي تتألَّم من شِدة التَّعب والإعياء:
• تتحدثان معًا وتتركاني هكذا!

فالتفتتا إليها تسألانها:
• هل تناولْتِ السوائل الدافئة بعد الوضْع؟
• لا، لَم أتناولْ أيَّ شيءٍ، لكنِّي أشمُّ رائحةً كَرِيهة جدًّا، ولا أعرف السبب، أخاف أن تكونَ من عِجْلي الصغير.

فردَّتِ الأولى:
• لا تخافي، لَمَّا طال احتباس المشيمة داخل الرَّحم، بدأتْ في التحلُّل.

فاقتربت الثانية منها ووضعتْ رأسها على جِسْمها:
• ارتفعتْ درجة حرارة جسمكِ.
• هيَّا نسعفُها؛ لأنها سوف تُصاب بالتسمُّم.

فصاحتِ البقرة المتعبة:
• سأموت.
• اهدئي، لَم يمرَّ وقتٌ طويل على الولادة، الخوف إذا مَضَى 48 ساعة، فالتأخير يُسبِّب انقباضَ عُنق الرحم، وتَعذُّر إخراج المشيمة.

فتركتاها وخَرَجتا، ذهبتِ الأولى وبدأتْ تبحث في مَخزن العَلَف عن حبوب فول فلمْ تجدْ، لكنَّها عثرتْ على حبوب شعير، فقامتْ بغَلْيها، فحملتْ هذا المغْلِي ووضعتْه أمامها لتشربَه.

أما الثانية، فأحضرتْ من صيدليَّة المزرعة، قامتْ بِحَقْنها تحت جِلْدها.

فسألتها الثانية:
• لماذا تحقنينها؟ يَكْفي مَغلي الشعير.
• الحقنة زيادة في الْحَيطة؛ لنساعدها على نشاط الانقباضات الرحميَّة.

• هذه حُقنة الهيبوفيزين؟
• لا لَم أجدْه، بل هي حقنة بها 5سم3 من لوبوسترة.

• أين الطبيب البيطري؟
• سيأتي حالاً، فهو الذي أعطاني الحقنة، طلب منِّي حَقْنها حتى يَصِل.

دقائق ودخل عليهم كبيرُ الأطباء البَيْطريين، وهو أكبر الطلائق الذكور بالمزرعة، قام على الفور بإزالة الأقذار وبقايا الرَّوث العَلِقة بالحيا والمناعم، بواسطة محلول مُطَهِّر "بوتاسيوم برمنجنات 1: 2000"، ثم طهَّر يديه وذِرَاعيه بعناية ودَهَنهما بالفازلين، أدخل يده بمنتهى الرِّفق في الرحم، وخَلَّص الأغشية من الفلفات الرحميَّة الواحدة تلو الأخرى.

فبدأتْ إحدى البقرتين بالاقتراب منه؛ لمساعدته في السحب، فقال لها:
• الْجَذْب دون عنف، الحذر؛ حتى لا يتمزَّق الرحم، أو يحدث نزيفٌ شديد.

بعد أن تأكَّد من سلامة الأغشية وعدم تمزُّقها، أو تَرْك جزءٍ منها داخل الرحم، غسَل الرحم بنفس المحلول المطهِّر الذي طهَّرَ به يدَه، دَفَع لبوس الإنتوزون داخل الرحم، ثم قال للبقرتين المعاونتين:
• تُحْقن في العضل لمدة ثلاثة أيام 5سم3 فيتامين أ د 3هـ.

• تمام يا دكتور، هل هناك أيُّ تعليمات أخرى؟
• تراقبْنَها، وتأخذن درجة حرارتها من وقتٍ لآخر، مع ملاحظة حالة الإفراز الرحمي.

• وماذا نقدِّم لها من طعام وشراب؟
• يجبُ أن يكونَ الأكل سهلَ الهضم نظيفًا، وتقدَّم لها الأعلاف الخضراء مع مُرَكزات الأعلاف؛ لتقوية الماشية، بالإضافة إلى الأملاح المعدنيَّة والأحماض الأمينيَّة.

هَدْهَد الطبيب على البقرة وهو يبتسم:
• حمدًا لله على سلامتكِ، أراكِ غدًا - إن شاء الله.

بقلم/ محمود سلامة الهايشة Mahmoud Salama E-Haysha
كاتب وباحث وأديب مصري ، [email protected]



#محمود_سلامة_محمود_الهايشة (هاشتاغ)       Mahmoud_Salama_Mahmoud_El-haysha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بالصور والفيديو। الاحتفال بانتصارات العاشر من رمضان با ...
- في ذكرى العاشر من رمضان نائب رئيس الموساد تعترف بالتجسس على ...
- نفوق الحيوانات!!.. قصة بيئية
- التطعيم بالشبيسي!! .. قصة قصيرة للطلائع
- من يشتكي ...؟! قصة للأديب محمود سلامة الهايشة
- توقيع ومناقشة ديوان -أتفحص فوضاي- للشاعر أشرف عزمي
- مسلسلات رمضان قد تصيب المشاهدين بالأمراض النفسية
- بالصور والفيديو। الشاعر عبدالناصر أحمد الجوهري: التجرب ...
- مداخل تضمين التربية البيئية في المناهج الدراسية المختلفة
- هل هناك علاقة بين الثورة/الثورات والإبداع بكافة أشكاله ؟!
- الأوبريت الغنائي الاستعراضي الرمضاني - مسحراتي الربيع العربي
- فضفضة ثقافية (415)
- الانتماء ماهيته وأهميته .. كندا نموذجاً
- فرض التعريفة الجمركية على الصُلب ثم تأجيلها .. والتأثير على ...
- نظرة معمقة لعملة البيتكوين في ظل حفاظها على مكانتها
- البيئة بين العلم والتربية
- الحسد والجسد .. ما بين كرة القدم والثانوية العامة!!
- فضفضة ثقافية (414)
- الأطفال وضرورة الاهتمام بما يكتب لهم
- فضفضة ثقافية (413)


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمود سلامة محمود الهايشة - ولادة بقرة!! .. قصة قصيرة بيطرية