فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 17:37
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
لم تعد نار الاحتجاجات الغاضبة التي تجتاح إيران تحرق أقدام الملالي الحاکمين في طهران بل إنها تمتد رويدا رويدا نحو رٶوسهم لکي تأتي عليهم تماما و تجعلهم عبرة لکل الطغاة و المستبدين، خصوصا بعد أن صار الشعب الايراني على يقين کامل بأن التخلص من هذا النظام المجرم کل کان أسرع کلما کان في صالحه و في صالح السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة و العالم.
نظام الملالي المتمرس في الجريمة و في معاداة الشعب الايراني و الانسانية، کان يتصور بأن تصعيد ممارساته القمعية و مضاعفتها من شأنها أن ترعب الشعب و تجبره على ترك الاحتجاجات و الرضوخ لظلمه و إجحافه المتناهيين، لکن الذي صار واضحا للملالي أنهم وکلما ضاعفوا من القمع ضاعف الشعب من إحتجاجاته و من مواجهته للنظام، بل وقد تيقن النظام ولاسيما من خلال تظاهرات کازرون و مراسم تشييع فنان الشعب الايراني ناصر ملك مطيعي، بأن الشعب لم يعد يخاف منه و يخشاه بل هيبة الاجهزة الامنية القمعية للنظام قد سقطت تماما في أعين الشعب.
اليوم، صار الملالي يعون جيدا بأن الشعب الايراني لايطالبهم بإصلاح أو إعتدال أو أي شئ من هذا القبيل حتى يقومون بإستغلاله و إطالة أمد بقائهم، وانما يريد رحيلهم و ترکهم للحکم الى غير رجعة، وهو عازم على ذلك ولهذا فإن النظام يشعر برعب کبير خصوصا بعد أن تيقن من إن الشعب يقف الى جانب المقاومة الايرانية صفا واحدا ضده، ولأن ماضيه الاسود ضد المقاومة الايرانية و سعيه المستمر من أجل القضاء عليها و حجب صوتها عن الشعب صار معروفا للقاصي قبل الداني، فإن الملالي يعلمون جيدا بأن يوم الانتقام و القصاص الکبير منهم قد صار قريبا.
التجمع السنوي العام للمقاومة الايرانية من أجل التضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية و الذي سيقام في 30 من حزيران المقبل في باريس، سوف يلفت أنظار العالم کله الى الذي جرى و يجري داخل إيران على يد نظام الملالي المجرمين الذين يسعون لکي يجعلوا الشعب الايراني يعيش في القرون الوسطى و يعزلونه عن العالم الخارجي و عن التقدم و الحضارة، ولاريب من إن هذا التجمع سيکون إستثنائيا بالمعنى الحرفي للکلمة لأنه يتزامن مع أوضاع و ظروف بالغة الصعوبة للنظام الذي صار العالم کله يرفضه و يرفض أساليبه و يتضامن و يقف الى جانب الشعب الايراني و المقاومة الايرانية و يدعو بقوة الى إيقاف کافة الممارسات القمعية و إتخاذ خطوات عملية في سبيل قطع الطريق على هذا النظام وعدم السماح له بالاستمرار فيها رغم إن العالم کله بات يعلم بأن أفضل شئ هو تغيير هذا النظام والذي لن يتم إلا بإسقاطه.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟