أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرية سلامة - وأماه














المزيد.....

وأماه


يسرية سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 5888 - 2018 / 5 / 30 - 11:40
المحور: الادب والفن
    


تحليل قصيدة "و أماه " للشاعرة يسرية سلامة
تندرج القصيدة الماثلة أمامنا قيد تحليلها والموسومة بعنوان " وأماه" ضمن شعر التفعلة عموما وتكسير البنية على وجه الخصوص الذي ظهر كخطاب تمردي على التيار الذاتي الرومانسي وتجاوز قيوده الإيقاعية ، حيث تحرر الشاعر الحداثي في تفعلة وأرواء وقوافي قصيدته وجدد في مضامينها بسبب عاملين تارخيين : انهزام العالم العربي سنة 1967 بالاضافة إلى نكبة فلسطين سنة 1948. إن لخطاب الشعر الحر ثلة من الشعراء الحداثيين الذين أسهموا في تبلوره وتطوره من خلال أعمالهم الشعرية ، كنازك الملائكة وبدر شاكر السياب وأحمد عبدالمعطي حجازي وفدوى طوقان ومحمود درويش ونزار قباني ويسرية سلامة صاحبة القصيدة قيد التحليل وهي شاعرة مصرية لها مجموعة من القصائد الأخرى. إذن ما مضامين مقاطع قصيدتها؟ وما خصائصها البنائية والفنية؟ وإلى أي حد استطاعت الشاعرة أن تمثل قصيدتها للخصائص الفنية للقصيدة الحداثية؟.
بانتقالنا إلى قراءة النص والبحث في معاني ودلالات مقاطع قصيدتها ، نجد أن الشاعرة تنادي وتناجي أمها التي طواها الدهر ورمى بها الزمان إلى ثرى قبرها وردى عمرها. فشاعرتنا راضية بقضاء الله وقدره ومؤمنة بسنة الرحيل ومغادرة دار الفناء إلى منزل اللقاء والبقاء لكن آلامها وجراحها ومعاناتها سكنت فؤاذها منذ اعلان مغادرة روح والدتها، كما ختمت قصيدتها بمناداة ملك الموت تسأله أسئلة استنكارية عن حال أمها في مرقدها.
إذا انتقلنا إلى تشريح النص وتفكيك ألفاظه ومعانيه نجد أن الشاعرة يسرى سلامة استقت ألفاظها من حقلين دلاليين الأول دال على الشاعرة وتمثله الألفاظ الآتية: قلبي- أمي – لن أسمع – أقف الآن – تجولت – عيني – أقرأ اسمك – لا تسأليني – مشيت ... إلى جانب الحقل الثاني المتجلي في الأم وتمثله الألفاظ والعبارات الآتية: أمي – أماه – وجهك – عيونك – شمسك – بها رحيم – يمض الوقت معك – تتألمين – ثبتها... إن الحقل المهيمن في النص هو الدال على الأم التي خلفت فراغا كبيرا في فؤاذ الشاعرة وتركت جروحا غائرة لن تشفى إلا بالدعاء لها، أما العلاقة بين الحقلين فهي علاقة ترابط وتكامل وانسجام لأن الشاعرة كانت متشبثة بأمها ومرتبطة بها في كل لحظة وحين.
إن الشاعرة وظفت في قصيدتها جملة من الخصائص الفنية والمتجلية في الصور الشعرية المتمثلة في الاستعارة الموجودة في السطر الرابع " اشتقت لوجهك الصبوح" فالشاعرة شبهت وجه أمها المحذوف بمستعار منه مذكور وهو الصبح الدال على الضياء والنور والتجديد على سبيل الاستعارة التصريحية لأنها صرحت بلفظ المشبه به وحذفت المشبه وهي الام كما وظفت الاستعارة المكنية المتمثلة في قولها "غربت الشمس" فهنا حذفت المشبه وهي الأم ولم تصرح بلفظ المشبه به وإنما بلازم من لوازم المشبه به وهي الغروب، كناية على الكآبة والحزن والآسى والقلق والتوتر الذي لحق منزل الشاعرة جراء موت أمها. كما أنها استعانت في التعبير عن فراقها لأمها عن طريق توظبفها للعديد من الرموز كالقطار الدال على السرعة وعلى نقل المسافرين الذي رحل أمها بسرعة البرق كما وظفت رمز اليتيم الدال على القهر والفراق والبعد كما وظفت اللون الأبيض الدال على الصفاء والنقاء والطهر الذي تمثله أمها من خلال مكانتها الاجتماعية ومن خلال حبها للناس جميعا.
لقد وظفت الشاعرة يسرى سلامة في قصيدتها بنية إيقاعية خارجية متجسدة في بحر المتدارك ونمثل له بتقطيع السطر الأول " وأماه لبت ربا دعاها" ففي تقطيعه العروضي نجد - - o-o- -o - o فنحصل على فعولن فعولن وهو من البحور الذي تنسج عليها القصائد الحرة بالاضافة إلى اعتمادها على روي متنوع كالهاء في السطر الأول والياء في الثالث والحاء في الرابع وهي الخصائص الإيقاعية التي تميز القصيدة الحرة. أما إيقاعها الداخلي فتميز بتكرار مجموعة من الحروف كحرف الباء والهاء في السطر الأول وحرف الباء والنون في السطر الثاني وحرف التاء والواو في السطر الرابع، كما وظفت تكرار الكلمات وتتجلى في أمي – عيونك – الشمس – تغيب – إلى جانب توظيفها لتكرار العبارات ونمثل لها ب يا عزرائيل إذن فتوظيفها لتكرار الحروف والألفتط والعبارات دلالة على تأكيدها على جراح فراق أمها ومعاناة بعدها عنها والفراغ الذي خلفه رحيلها من البيت.
إن شاعرتنا زاوجت في قصيدتها بين الأسلوب الخبري الذي هيمن على مقاطع القصيدة ونمثل له بقولها قلبي أبدا – اشتقت لوجهك – يمضي القطار كما وظفت الأسلوب الانشائي الطلبي وغير الطلبي ماذا تفعلين؟ أم هما سواء في القبور؟ كما جمعت بين ضمير المتكلم والمخاطب والغائب بحديثها عن الماضي والحاضر والمستقبل.
وخلاصة القول إن قصيدة يسرية سلامة قصيدة تنتمي شكلا ومضمونا إلى قصائد الشعر الحر حيث عبرت عن معاناتها من خلال فراق أمها وتغير حالها وواقعها بسبب غياب نبضة قلبها كما وظفت حقلين دلاليين الأول دال على الشاعرة والثاني على أمها بالاظافة إلى اعتمادها على المزج بين الاستعارة التصريحية والمكنية وبينها وبين التشبيه كما وظفت بنية إيقاعية خارجية تمثلت في بحر المتدارك وتنوع قوافي وأرواء القصيدة ناهيك على اشتمالها على التكرار والطباق والترادف علاوة على الرموز والأساطير مما جعل القصيدة تصنف ضمن القصائد الحرة الرائعة.
عبداللطيف عبدو من المغرب حللت القصيدة يوم الثلاثاء 29 مايو 2018



#يسرية_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديسمبر
- يا ذا النون عُذرًا..
- الارهابي
- الارهاب
- أحلام سرمدية
- السيسي
- وحدة الشعب المصري فرض عين الآن
- حكاية تفاحة الاسكندرية الذهبية
- شركات المحمول رفقا بلغة الضاد
- إمرأة من بلاد الشرق
- الماكر القصير
- الإسكندرية: وصوت كوزموبوليتاني معاصر
- عرض لكتاب
- ترمواي الاسكندرية يأخذ زرقتها
- الاسكندرية وصوت كوزموبوليتاني معاصر
- الاسكندرية مدينة الله العظمى
- أنت
- المرأة البدوية تصرخ آملة في التغيير بعد ثورة25 يناير
- الشعب يُريد أن يُحب الرئيس..وصيتي لِيك يا ريس!
- رحلة قصيرة - ومالاقيتش فلوس اروح


المزيد.....




- صحفي إيرلندي: الصواريخ تحدثت بالفعل ولكن باللغة الروسية
- إرجاء محاكمة ترامب في تهم صمت الممثلة الإباحية إلى أجل غير م ...
- مصر.. حبس فنانة سابقة شهرين وتغريمها ألف جنيه
- خريطة التمثيل السياسي تترقب نتائج التعداد السكاني.. هل ترتفع ...
- كيف ثارت مصر على الإستعمار في فيلم وائل شوقي؟
- Rotana cinema بجودة عالية وبدون تشويش نزل الآن التحديث الأخي ...
- واتساب تضيف ميزة تحويل الصوت إلى نص واللغة العربية مدعومة با ...
- “بجودة hd” استقبل حالا تردد قناة ميكي كيدز الجديد 2024 على ا ...
- المعايدات تنهال على -جارة القمر- في عيدها الـ90
- رشيد مشهراوي: السينما وطن لا يستطيع أحد احتلاله بالنسبة للفل ...


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - يسرية سلامة - وأماه