|
حول ضرورة التحزب االشيوعي والعمالي!
عادل احمد
الحوار المتمدن-العدد: 5885 - 2018 / 5 / 27 - 12:27
المحور:
التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
ان التحدث عن التحزب الشيوعي والعمالي في يومنا ضروري جدا بسبب الهجمة البرجوازية المستمرة على الطبقة العاملة ونضالاتها. تحاول الطبقة البرجوازية بكل امكاناتها ان تحرم الطبقة العاملة من الوسيلة والمؤسسة النضالية الفعالة في الصراع الطبقي وهي الحزب السياسي والطبقي. ان جميع المؤسسات البرجوازية الثقافية والعلمية والاقتصادية والسياسية تعمل كثيرا لابعاد الطبقة العاملة عن التحزب السياسي بشتى الاشكال والطرق وتصرف اموالا طائلة في هذا المجال لكي تحرم الطبقة العاملة من امتلاكها الحزب السياسي والطبقي. ان محاولة الطبقة البرجوازية في هذا المجال مفهوم و تعرف جيدا بان الحزب الطبقي والسياسي للعمال هي الوسيلة الهدامة لنظامها الراسمالي وتهدده يوميا برفع الوعي الطبقي العمالي بين الطبقة العاملة والجماهير الكادحة في المجتمع. ان هجوم الطبقة البرجوازية المستمرة على التحزب العمالي وهو جزء مهم وفعال في ادامة العمر للنظام الراسمالي. كلما تفتقر الطبقة العاملة الى هذا الجهاز النضالي الفعال، كلما تبتعد امكانية الطبقة العاملة بالظفر بالسلطة السياسية وانهاء النظام الطبقي. ان التاريخ اثبت بان الطبقة العاملة مهما يكون لديها من منظمات واتحادات ونقابات كبيرة وعملاقة فبدون الحزب السياسي تذهب كل مكتسباتها السياسية والاقتصادية في مهبة الريح وخاصة في زمن الازمات الاقتصادية والسياسية للبرجوازية. انظروا الى تاريخ العقد الاخير والى يومنا هذا كيف استطاع الراسماليون ان تسلب اكثرية المكتسبات التي حصل عليها الطبقة العاملة طوال قرن من الزمن في ازمته الحالية، على الرغم من وجود اتحادات ومنظمات عمالية عملاقة على مستوى العالمي. وان التحزب الشيوعي والعمالي اصبح عنصرا ضروريا وفعالا منذ تجربة كمونة باريس والى اليوم. واظهرت التجربة التاريخية ايضا بان حتى اذا كان هناك حزب العمال الطبقي ولكن ان يكون ضعيفا فليس بامكانه الظفر بالسلطة السياسية وراينا كيف تحول جميع الاحزاب العمالية في القرن العشرين الى احزاب الاصلاحية والديمقراطية.. واليوم الطبقة العاملة تحتاج الى الحزب الطبقي السياسي الفعال اكثر واكثر لان الهجمة البرجوازية على هذه الطبقة ازداد بمئات المرات.. انظروا كيف تحولت منطقة الشرق الاوسط الى مناطق حروب وبروز تنظيمات ومجاميع بربرية لا يعرف غير منطق القتل والذبح، ولا يعرف بغير استغلال التساء جنسيا و تحويل الاطفال الى المشردين بدون الاباء والامهات وتحويل المهاجرين الى العبيد.. وانظر الى الغرب الديمقراطي كيف تحول العمال الى عبيد الاجرة الراسمالية وتكافح يوميا وطوال عمره لكي تحصل على ابسط مقومات المعيشة رغم كل هذه التكنولوجيا والتطور والحضارة .. لا يوجد مكان في العالم لا تصل يد الطموح الربح والرأسمال البرجوازي وان تستغله.. ان هذا تؤكد على ضرورة ايجاد التحزب الشيوعي والعمالي في جميع انحاء العالم ضرورة ملحة. وان الاحساس بهذه الضرورة الطبقية لهذه الوسيلة النضالية الطبقية هي في وجدان وحسابات كل مناضل شيوعي وعمالي حقيقي . من هذا منطلق ومن ضرورة التحزب الشيوعي والعمالي في العراق نسطيع ان نقيم ما يجري في داخل الحزب الشيوعي العمالي العراقي بسبب استقالة الرفاق الاربعة ومقارنتها مع الواقع النضالي للصراع الطبقي في العراق. ان وجود الحزب الشيوعي العمالي بهذا التاريخ المشرف رغم جميع نواقصه وضعفه وتحديه لجميع السياسات البرجوازية من البعثية والى الامريكية والايرانية والطائفية والقومية والاسلامية وفضح محتوى غير الانساني لكل تلك السياسات البرجوازية العالمية والاقليمية والمحلية في العراق والمنطقة ووقوفها بكل امكاناتها مع الطبقة العاملة العراقية والجماهير الكادحة وحتى في المنطقة. ووقوفها في خندق النضال السياسي للحرية ومساواة المراة والدفاع المستميت عن الاطفال و المشردين والعمال المهاجرين والدفاع عن حقوق الانسان بكل معنى الكلمة ووقوفه بالضد من الحصار الاقتصادي على العراق والدفاع عن انهاء الظلم القومي على الشعب الكوردي.. ان هذا الحزب والدفاع عنه هي مهمة كل الشيوعيين والتحررين ودعاة المساواة وهي مهمة الطبقة العاملة ايضا ان تتمسك به وان ينظم كليا في صفوفه وتقويته ودعمه في جميع مراحل النضالية. ان تقوية هذا الحزب الشيوعي العمالي في الوقت الحاضر هي نابعة من الاحساس بالمسؤلية الطبقية في النضال الصراع الطبفي الحالي بين البرجوازية والعمال. ان من يدرك بضرورة النضال الطبقي وبضرورة النضال السياسي العمالي لا يمكن ان يغفل ولو بلحظة واحدة عن مسار هذا الحزب عالى الرغم من انتقادنا لجميع نواقصه وعيوبه. ان الطبقة العاملة العراقية لا ترى طرفا او احزابا حقيقية ان تكون بجانبه بغير الحزب الشيوعي العمالي العراقي ومن بين جميع الاحزاب فان الحزب الوحيد وقف بجانب العمال والكادحين طوال العقدين ونصف وهي هذا الحزب ولم يشارك في فرض الحصار الاقتصادي بل وكان ضده ولم يشارك مع الحرب والاحتلال بل وكان ضدها ولم يشارك في الحرب الطائفية والقومية بل وكان ضدها ولم يشارك في عمليات النهب واللصوصية بل وكان ضدها، ولم يشارك في انتهاك الحقوق الانسان العراقي بل وكان ضده و... اذا ولماذا تستقيل اربعة من كوادره القيادية؟ والاجابة لا يكون بغير تأثر هؤلاء الرفاق تحت نفس الهجمة البرجوازية على التحزب الشيوعي والعمالي.. لو كان الرفاق على الدراية بمهمة المرحلة النضالية للصراع الطبقي في العراق ودراية بضرورة التحزب الشيوعي والعمالي وكيفية الوقوف بوجه البرجوازية العالمية بالضد من التحزب، لم يكون الاختيار ترك الحزب وترك ما اهم وسيلة في هذا النضال السياسي والطبقي وهي الحزب الشيوعي العمالي العراقي. ان الرفاق الاربعة بدلا ان يختاروا تقوية التحزب الشيوعي اختاروا التشتت الشيوعي عن طريق التمسك برؤيتهم المحفلية الضيقة للعمل السياسي والحزبي. ان من لم يفكر بضرورة وحدة الحزب وكيفية تقويتها لا يوجد مكان لها في النضال السياسي والاجتماعي للطبقة العاملة. ان لينين والحزب البلشفي بقى داخل الحزب الديمقراطي الاشتراكي الروسي حتى السنوات قبل الحرب العالمية الاولى على الرغم وجود تنظيم منفصل وسياسة منفصلة ولكن كانوا على الدراية التامة بضرورة الوحدة والتمسك بالوحدة امام البرجوازية الروسية على الرغم من وجود انتقادات صريحة وواضحة على سياسات ومواقف المنشفيين. وعلى هذا الاساس اصبح البلاشفة الحزب الطليعي والطبقي الوحيد بوجه البرجوازية الروسية حتى النهاية واستلام السلطة. وان رفاقنا للاسف لم يسلكوا الطريق الشيوعي والعمالي لحسم امورهم السياسية وحتى التنظيمية. وان رفاقنا المستقلين لم يدركوا معنى التحزب الشيوعي والعمالي والواقعي بل و نظروا اليها من منظور الضيق المحفلي والتي لم تجني منه شيئا سوى تشائم مؤقت في صفوف قسم من فعالي الشيوعيين والطبقة العاملة. والتاريخ لن يعفر لاحد.
#عادل_احمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الازمة في القضية الفلسطينية!
-
حول كارل ماركس.. في الذكرى المئوية الثانية لميلاده
-
المرجعية والموقف من الانتخابات!
-
لنحول يوم العمال الى يوم النضال!
-
-لا- للانتخابات البرلمانية في العراق!
-
من هم الارهابيين الحقيقيين؟
-
الانتخابات في العراق ومصالح العمال!
-
الحكومة المجالسية هي البديل عن الأنتخابات الحالية!
-
داعش بين الحرب والدعم؟
-
يجب ان تتوقف الحرب في سورية فورا!
-
تعفن وتفسخ النظام الرأسمالي!
-
الارادة من كوباني الى عفرين
-
بمناسبة مرور سنة على رئاسة ترامب!
-
لعبة القوائم الانتخابية في العراق واستعداداتنا!
-
حول التظاهرات الاخيرة في ايران!
-
حول الاحتجاجات الجماهيرية في كوردستان العراق!
-
مهمة تسليح العمال المنظم
-
العبادي ودون كيشوتية الفساد والاصلاحات!
-
الارهاب والبربرية، صفات الراسمالية المعاصرة!
-
في الذكرى المئوية لثورة اكتوبر الاشتراكية!
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
نَقْد شِعَار المَلَكِيَة البَرْلَمانية 1/2
/ عبد الرحمان النوضة
-
اللينينية والفوضوية فى التنظيم الحزبى - جدال مع العفيف الأخض
...
/ سعيد العليمى
-
هل يمكن الوثوق في المتطلعين؟...
/ محمد الحنفي
-
عندما نراهن على إقناع المقتنع.....
/ محمد الحنفي
-
في نَظَرِيَّة الدَّوْلَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
هل أنجزت 8 ماي كل مهامها؟...
/ محمد الحنفي
-
حزب العمال الشيوعى المصرى والصراع الحزبى الداخلى ( المخطوط ك
...
/ سعيد العليمى
-
نَقْد أَحْزاب اليَسار بالمغرب
/ عبد الرحمان النوضة
-
حزب العمال الشيوعى المصرى فى التأريخ الكورييلى - ضد رفعت الس
...
/ سعيد العليمى
-
نَقد تَعامل الأَحْزاب مَع الجَبْهَة
/ عبد الرحمان النوضة
المزيد.....
|