أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - قبطيات أرثوذكسية














المزيد.....

قبطيات أرثوذكسية


كمال غبريال
كاتب سياسي وروائي

(Kamal Ghobrial)


الحوار المتمدن-العدد: 5884 - 2018 / 5 / 26 - 04:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يعتبرها من قبيل التواضع والتقوى والروحانية، أن يبدأ الواعظ كلامه بأن يطلب من الرب أن يضع على لسانه كلمة، لأنه كما يقول ضعيف وخاطىء وغير مستحق. ثم يثني بالطلب من أجل المستمعين، أن يعطيهم الرب فهما مقدسا في اسمه. . كلام ولا أروع.
لكن النتيجة أن يأخذ الناس ما يقال، ليس باعتباره كلام المتحدث أيا كانت شخصيته، وإنما هو كلام الرب، الذي لا يفكر أحد طبعا في نقده أو معارضته. أيضا لأنه سبق وطلب من الرب والروح القدس أن يعطيهم فهما، فأي شك أو عدم فهم معناه الوحيد أن المستمع إما جاهل وغبي، أو أن إيمانه ضعيف، بحيث لم ينصت للروح القدس الذي يعمل داخله.
هكذا يغيب العقل في مستنقع مسيج بسياج فولاذي من شروط الإيمان والتقوى.
الأرثوذكسية القبطية من حيث محور وهيكلية الفكر دين قائم بذاته، وإن اتفق مع سائر الطوائف أو الأديان المسيحية في قليل أو كثير من الملامح.
تقوم الأرثوذكسية القبطية على عبادة إله متعال في السماء، بجانب عبادة أعداد مفتوحة من القديسين، بعضهم مات أو انتقل للسماء،
والبعض الآخر مازال يقود الكنيسة على الأرض. . عبادة الكهنة إذن بمسماهم وهم أحياء، وعبادة القديسين بمسماهم بعد موتهم،
هي جزء لا يتجزأ من العبادة القبطية الأرثوذكسية، التي هي هكذا كما لو عبادة لعملة واحدة ذات وجهين:
الله
والقديسون (أحياء أو أموات).
نقول هذا ليس من قبيل الاستنكار، ولكن فقط للتحليل والرؤية الواضحة.فمن أراد أن يعبد إلها متعاليا وحده فليعبد، ومن أراد أن يعبد بجانبه قديسين فله هذا، ومن أراد ألا يعبد أو يتعبد على الإطلاق فهذه حريته وقراره.
الخرافة لم تتسلل خلسة لفكر وممارسات الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. هي لحاء العمود الفقري لأفكارها. فتجسيد الروحيات في ماديات عن طريق أسرار الكنيسة السبعة، نتج عنه توجه مادي لنوال البركات الإلهية. فكانت تلاوة الصلوات من الكتب بطريقة التعاويذ،
وليس الابتهال الروحي بمعانيها تواصلا مع الإله مانح البركات.
تحولت الكلمات المنطوقة أو التي يجري التمتمة بها هكذا إلى مادة لها القدرة على تحويل المادة الجاري الصلاة عليها إلى مستودع للبركة، سواء كانت المادة ماء أو زيتا أو خبزا وخمرا.
ويعضد هذا النحو ما أشاعته الكنيسة بين الناس، أن استحقاق الكاهن لا دخل له بالتحول الذي يتم بصلوات القداس وسائر الطقوس،
فلا يتبقى والأمر هكذا غير فاعلية الكلمات المنطوقة ذاتها، لتقوم هي باستحضار الروح القدس، ليحل في الماء والزيت والخبز والأيقونات.
على ذات النحو المادي أيضا، يصبح القديسون مجرد رفات نتمسح بها، وليسوا سيرة مقدسة نقتفي أثرها ونقتدي بها. بل ويصبح القديس في شرعنا هو فاعل الخوارق، وليس صاحب السيرة العطرة المقدسة. من نسميهم قديسين وننسب لهم بعد وفاتهم معجزات، هم أبرياء من أكاذيبنا، وان لم يكونوا أبرياء من جريمة نشأة كنيستنا الأرثوذكسية على الأكاذيب والخرافات، بترويجهم لأكاذيب معجزات لمن سبقوهم، ممن تحولوا بعد موتهم لأصنام معبودة.
يأتي على ذات الخط المفهوم الكتابي: "الكلمة صار جسدا وحل بيننا" الأمر ذو وجهين، تشريف وسمو للجسدانيات بحلول الروح الأعظم، وانكفاء للجسدانيات على نفسها، كما هو حادث للأقباط الآن.
الفجوة أو الهوة بين الأفكار البالية الموروثة وبين ما تفرضه حقائق الحياة، تدفع قلة لأن تطور أو تغير أفكارها لتناسب واقع الحياة،
وتحاول قلة قسر الحياة والعودة بها لتناسب أفكارها، وهؤلاء من نقيمهم كمتعصبين ومتخلفين وربما إرهابيين. أما أغلبية المؤمنين فيعيشون وفق ما تقتضيه حقائق الواقع، ويلجأون لتجسير هذه الفجوة سيكولوجيا، بالإقرار الداخلي السري وأيضا العلني إذا ما لزم الأمر، بأنهم آثمون خطاة وسيتوبون يوما ما.



#كمال_غبريال (هاشتاغ)       Kamal_Ghobrial#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية علمانية للرهبنة المصرية
- الصلب والقيامة في الأناجيل الأربعة
- العراق والشام واليوم التالي
- خيار التعامل مع قطر
- في مخاضة تيران وصنافير
- عودة القذافي
- القدرات الحضارية للعقل والشخصية
- البحث عن السبب
- الأمل غير المنظور
- مصر والمصير
- عندما يرأس أمريكا سمسار سلاح
- رؤية حالكة السواد
- تلك الليبرالية اللعينة
- مصر لن تموت
- رزكار عقراوي وأنا
- معاً لدوام التخلف
- ماذا تريد النخبة من سيادة الرئيس؟
- لماذا أصف البرادعي بالغباء
- رأيت فيما يرى النائم
- في ذكرى ثورة منكفئة


المزيد.....




- بعد اجتماع الكرادلة.. الفاتيكان يُعلن موعد جنازة البابا فرنس ...
- الفاتيكان يعلن موعد جنازة البابا فرنسيس
- هآرتس: التعليم العالي الأميركي يدمر باسم اليهود
- اغتيال قيادي في الجماعة الإسلامية بغارة إسرائيلية على جبل لب ...
- البابا فرانسيس .. وداعا!
- الفاتيكان ينشر أول صورة للبابا فرنسيس في نعشه
- حدث الآن تردد قناة طيور الجنة بيبي على نايل سات وعرب سات وفر ...
- مسيحيو غزة -يتامى- بعد وفاة البابا فرنسيس
- الفاتيكان: البابا فرنسيس توفي إثر سكتة دماغية وفشل في القلب ...
- ميسي يودع بابا الفاتيكان برسالة مؤثرة


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كمال غبريال - قبطيات أرثوذكسية