مصطفى عزت
الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 08:33
المحور:
الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
قرر محافظ العريش اللواء أحمد عبد الحميد تجميل مدينة العريش لتصبح مدينة متطورة وحضارية ! . ولذلك بدأ مشروعه الحضاري بإزالة كل الأشجار المحيطة بالبيوت في كل مناطق العريش " الضاحية " ، و " المساعيد " و " الريسة " وغيرها ! وهي الأشجار والحدائق الصغيرة التي غرسها السكان على حسابهم ، واعتنوا بها سنوات طويلة لتنمو ، وتضفي على المكان جمالا ، وتجدد الهواء ، وتمنع الزوابع الرملية التي يحركها البحر من الوصول للبيوت ! . وقد نفذ اللواء الجزء الأعظم من مشروعه ، بحيث لم يبق في العريش على شجرة ! . وكان سكان تلك المناطق قد غرسوا الأشجار بتصريح سابق من المحافظة ، ووفق مواصفات محددة ، بحيث لا تتجاوز مساحتها مترين . الآن شرع المحافظ اللواء مد أرصفة تحيط بكل البيوت مما يستدعي اقتلاع تلك الأشجار التي رعاها السكان في الصحراء لزمن طويل ! . وقد لا يدري اللواء أحمد عبد الحميد أن العريش تقع في صحراء سيناء ، وأن كل شجرة في هذه الصحراء الرملية عمل يستحق التحية والتقدير ، وليس الإزالة والاقتلاع . لكن المحافظة ترى أن الجمال والحضارة في الأسفلت الذي يستغرق مده يوما ، وليس في الأشجار التي تحتاج لسنوات لكي تنمو . وقد تذكر الناس طويلا اسم الشيخ زايد شيخ الإمارات ، لمجرد أنه زرع مليون شجرة في صحراء الإمارات ، أما في مصر فإن علينا أن نتذكر طويلا اسم اللواء أحمد عبد الحميد بصفته المحافظ الذي اقتلع مليون شجرة من صحراء سيناء ! لقد ضج الناس واشتكوا : ألا يمكن مد الأسفلت بعيدا عن الأشجار المحيطة بالبيوت مترين فقط ؟ ألا يمكن أن ترحم جرافات المحافظة الخضرة في الصحراء ؟ أم أن دور المحافظة هو مد المزيد من الصحارى وتوسيع نطاق الرمال ؟ هل من قوة قادرة على وقف مجزرة الأشجار ؟ . يبدو أن كل شئ عندنا يسير عكس كل منطق . لك الله يا مصر !
مصطفى عزت
مواطن مهموم
#مصطفى_عزت (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟