أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير الخويلدي - حدود قراءة محمد شحرور للموروث














المزيد.....


حدود قراءة محمد شحرور للموروث


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 15:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


" القرآن عربي وأنزل بلسان عربي مبين ومن أجل فهم إعجازه البلاغي لابد من التعمق في فهم المنهج الوصفي الوظيفي مع تأكيد الوظيفة الابلاغية للغة عن طريق ربط البلاغة بالنحو على غرار ما فعله الجرجاني والزمخشري والسكاكي"1

تضمنت مداخلة محمد شحرور ضمن أنشطة منتدى الجاحظ التنويرية الكثير من الأفكار الحضارية المهمة التي تناولت بالتحليل والدرس مواضيع الدولة والدولة والمجتمع وفق مقاربة معاصرة تحاول قراءة التراث الإسلامي من خلال منهجية تاريخية تقطع مع التخلف والانغلاق وتؤسس للتقدم والتمدن. لقد شخص الدكتور الوضع الكارثي للدول العربية وحاول البحث عن أسباب انهيار المدن وسقوط الحضارة وتراجع التجارب التنموية ووجد في التاريخ الإسلامي بالعودة إلى التجربة النبوية نموذجا تفسيرا لذلك وأخذ الأسباب التي دفعت إلى هجرة الرسول من مكة إلى يثرب لكي يبين أن ضرورة الانتقال من المجتمع الأحادي إلى المجتمع التعددي ومن الوضع القروي إلى الوضع المديني هي التي أوجدت حلا للأزمة بقي المسلمون يعانون منها وأن التجربة السياسية الراهنة تحتاج إلى اعتماد منوال اجتهادي يقطع مع الأحادية والبداوة لكي يسهل له الانتقال إلى التمدن والتحضر والتعدد ويؤسس المدينة بدل أم القرى ويسمح لهم بتفسير النص بالمعرفة العملية ومن خلال الأدوات الفيلولوجية الضرورية والتحليل العقلاني.كما تناول قضايا إلغاء الرق والعبودية والحرية في الحضارة الاسلامية وتحريم الفواحش والغش وتحديد الملكية وإلزام الناس بكتابة العقود والمواثيق في مستوى العمل وتدبير المنزل والزواج وأوضح بصورة مبسطة قضية الميراث والمساواة بين الذكر والأنثى في الإرث والمسؤولية وأكد على أهمية العدل. من ناحية أخرى تناول موضوع المرأة في الإسلام ومنزلتها الفقهية ونقد بشدة الرؤية الفقهية التقليدية وأزمة الدولة العربية الدينية وقدم نموذجا فقهيا جديدا حول المهر والنكاح والطلاق والعقوبة في العلاقة الجنسية بين الرجل والمرأة والحق في العمل والمشاركة والتمثيل واللباس والسلوك الاجتماعي.بعد ذلك عرّج على مسألة مكونات الدين وميز بين الكتاب والقرآن والذكر والفرقان والسبع المثاني وكلمات الله وأم الكتاب وبين التفصيل والتنزيل والاعجاز البياني وعرج على الأعمار والأرزاق والأعمال ونصح بالوصية في التوريث وبفصل الدين عن الدولة في التشريع القانون وحاول إخضاع مفاهيم الشهوة الإنسانية لقواعد جالية وجعل الحدود في التملك والتكسب أسس النظام الاقتصادي.
يمكن مناقشة الاجتهادات التي اقترحها شحرورة بالإشارة إلى النقاط التالية:
- الثقة الكبيرة في المنهج الفيلولوجي وتطبيقه بطريقة مطلقة على النصوص هي مبالغة فيها ويجدر تنسيبها لأن هذا المنهج تمت مراجعته وتخطيه في دائرة العلوم اللغوية نفسها وهو منهج بسيط واقل علمية من القول الشعري والقول الخطابي الجدلي وظهرت مناهج لغوية أقوى منه وأكثر تفسيرية مثل التأويلية.
- لا يمكن اختزال الإسلام في الظاهرة القرآنية على أهميتها وتضمنها أبعاد اعجازية وإنما يوجد أيضا الحديث والسيرة والتجربة النبوية والتاريخ والتراث والتقاليد والفكر الإسلامي بأسرها يشيد بهذه العناصر.
-لا يجب النظر إلى الحديث والسيرة النبوية الصدق والخطأ كما تفعل المقاربة المنهاجية الوضعية بل اعتبارهما تجربة لغوية ثرية تظل تحتاج للدخول إلى حلقة تأويلية تتكون من التفسير والتأويل قصد تفهمهما على ضوء الوعي بتاريخية الوعي والتخلي عن البحث في السند إن كان قويا أو ضعيفا والاهتمام بالمتن ضمن بنيته الرمزية ووظيفته الايديولوجية وطاقاته اليوتوبية على الوعد والحلم والصفح والأمل.
- قيام القراءة الاختزالية والانتقائية للتراث بوظيفة سياسية براغماتية وخدمة مخطط معولم الغرض منه إفراغ الرأسمال الرمزي للأمة من مضمونه الثوري وتوجيه فضائه الدلالي نحو أفق تطبيعي مع الواقع.
- القراءة التي يقدمها للماضي تعد ضمن النظر العقلي الذي يحاول جاهدا بناء الواقع التاريخي من خلال عناصره التكوينية الأصلية دون تحيينها مع روح العصر وتحقيق المواءمة المطلوبة مع منطق الحاضر.
هذه المحاولة التجديدية تستحق المزيد من التحليل والتعمق والمراجعة والنقاش العلمي والتأسيس العقلاني.
فمتى يكون للتيار التنويري الغلبة الثقافية على الاتجاه النصوصي في الدائرة الحضارية التي تخصنا؟
المرجع:
1-محمد شحرور، الكتاب والقرآن، قراءة معاصرة، دار الأهالي، دمشق، سورية، الطبعة الرابعة، 1992. .ص819.

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبو الحسن العامري بين الإبصار والإسعاد والإنقاذ
- الاحتفال بالفلسفة وحكمة تنظيم المهرجان
- الاستحقاق الفلسطيني في القدس
- تاريخ العلوم بين التجربة العفوية والتجربة الحاسمة
- تعقل بنية العالم الراهن طرف ألان باديو
- استطالة الأزمة وضرورة استدعاء البداية
- سياسة المعرفة مابعد الحديثة بين الاشتراكية والهمجية
- النزعة الانسانوية وفنومينولوجيا الكلام بين سارتر ومرلوبونتي
- نومادولوجيا الحدث وغراماتولوجيا الفرق بين دولوز ودريدا
- ميشيل فوكو بين أركيولوجيا المعرفة وميكروفيزياء السلطة
- فنومينولوجيا الحياة الدينية عند مارتن هيدجر
- راهنية الاقتصاد التعاوني وتبعاته الاجتماعية
- إسهام العمل النقابي في المجهود التنموي
- الكون صار بلا عالم في الكونيات
- شمس الفلسفة التحليلية مرئية بالنظارات الفنومينولوجية
- أسباب ظهور السلوكيات اللاإنسانية في الإنسان
- الفلسفة تنتصر لأنوار العلم ضد ظلام الجهل
- الفلسفة السياسية على نحو مختلف
- شروط الانعطاف المعرفي من الحس المشترك إلى الفهم السليم
- بماذا تطالب الفئات الاجتماعية المنتفضة؟


المزيد.....




- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...
- المغرب: إحباط مخطط إرهابي لتنظيم -الدولة الإسلامية- استهدف - ...
- حركة الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة في الميدان اعطى دفعا قو ...
- الجهاد الاسلامي: استشهاد القادة بالميدان اجبر العدو على التر ...
- أختري للعالم: هدف الصهاينة والأميركان إقصاء المقاومة الإسلام ...
- اسعدي أطفالك بكل جديد.. ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 ع ...
- شاهد: لحظة إطلاق سراح الأسيرة الإسرائيلية أربيل يهود وتسليمه ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زهير الخويلدي - حدود قراءة محمد شحرور للموروث