كريمة مكي
الحوار المتمدن-العدد: 5883 - 2018 / 5 / 25 - 14:06
المحور:
الادب والفن
يا أبا العلاء ما العلّة فيك سوى
يأس طال لم يصادقه رجاء
يا أبا العلاء، لِمَ أنت يائس؟ لِمَ أنا ؟
أليس كل الأتقياء أشقياء ؟؟
أتدري، يا أبا العلاء لِمَ أنا و أنت في البؤس سواء بسواءْ
رغم دهر يفصلنا،،، هو المسافة بين ميلادك أنت و ميلادي أنا
رغم جنس يفرقنا،،، قد قسّم الإنسان إلى رجال و إلى نساءْ
رغم كلّ الفروق بيننا...نحن ككل البُسطاء
نجهل كيف يسعد بالبقاء أولئك و هؤلاء
***
لا تَسَلْ لِمَ نأسى، ليتنا ما جئنا.
قد جئنا، قُضيَ الأمر و صار انتهاءْ
يا أبا العلاء، حيرتُنا نصيبنا
قد كانت من قبلنا نصيبُ الأنبياءْ
غربتنا واحدة و إن كنتَ من عصر روّاد الشِعر
و كنتُ من عصر روّاد الفضاء
لم يبق لنا غيرُ الحرف سبيلا
قد رفعناه رايتنا البيضاء
فيه نفنى و منه نُبعث أحياء
يبقى الصدق و تذهب الغوغاءْ
***
يا أبا العلاء... أتشكو العَمَى
و أبًا... عليك قد جنى!!
كيف تكفرْ يا شقيا، بنعمةٍ كالعمى
و تُجرّم بريئا عليك قَطّ ما افترى؟
ماذا كنت سَتَرَى؟؟ ماذا نحنُ الآن نرى
سوى أجسادا و ضمائر تباعُ و تُشترَى
تناحرٌ، تقاتلٌ، دعارة...
توحّش يُسقِط حضارةْ تلو حضارةْ
يقولون تلك هي ......
((يتبع))
**أبو العلاء المعري الشاعر و الفيلسوف العربي الذي فقد بصره صغيرا و طلب أن يُكتب على قبره عبارته الشهيرة "هذا ما جناه عليّ أبي و ما جنيتُ على أحد".
#كريمة_مكي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟