أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - المهام والسلطات الثقافية في المجتمع














المزيد.....

المهام والسلطات الثقافية في المجتمع


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 1495 - 2006 / 3 / 20 - 12:17
المحور: الادب والفن
    


هناك أنماط متعددة للثقافة لكل منها مهام وسلطات محددة في المجتمع لكنها تختلف باختلاف الدول والمجتمعات، ففي الدول المتخلفة تفرض السلطات هيمنتها على كافة أنماط الثقافة وتقسرها على إتباع توجهاتها وبالتالي فإنها تفرض على المجتمع نهجاً محدداً.
ولاتقتصر الهيمنة على قادة الكيان الحزبي الحاكم وأنما ينسحب على قادة الكيانات الحزبية المعارضة التي تتخذ من الفكر ستاراً لإخفاء جهلها بشؤون الدولة والمجتمع، وتجيير سلطتها لإحكام السيطرة على الأنماط الثقافية الأخرى.
وبخلافه في البلدان المتقدمة حضارياً هناك تحديد للمهام وفصل للسلطات بين الأنماط الثقافية، فالسلطات السياسية وأحزابها تعي مهامها وحدود سلطاتها كونها تنطلق من أرضية مؤسسية يحكمها القانون. وتضم في صفوفها نخب متعددة التخصص، لإدارة شؤون المؤسسة ولا مكان للجهلة والأميين في صفوفها.
يعتقد ((أدونيس))"أن الثقافة العربية المهيمنة هي مجموعة من المؤسسات الاجتماعية- الأخلاقية-السياسية، إنها ثقافة بلا ثقافة".
تعود الأزمة الثقافية في الدول المتخلفة إلى تداخل مهام وسلطات الأنماط الثقافية، وهذا التداخل لم يفرضه الواقع الاجتماعي وأنما فرضته العناصر الدخيلة (الجهلة والأميين) على الشأن الثقافي بأساليب قسرية من خلال انتسابها للكيانات الحزبية وتحت يافطة (فكرية!) لاتعيها. وفيما بعد تتسلق السلالم الحزبية لتصل إلى قيادة الكيان الحزبي فتستخدم آلياتها في إقصاء نخب المجتمع وفرض الهيمنة على الأنماط الثقافية الأخرى وتفويض سلطاتها، وتجييرها لخدمة الكيان الحزبي وقيادته من الجهلة والأميين.
هذه الإشكالية المبتذلة من العمل السياسي يمكن لمسها بوضوح في أغلب الدول المتخلفة وكذلك في الكيانات الحزبية الشمولية التي تمتطي الفكر لاستغفال العامة من الناس لتحقيق أغراضها الخاصة. وقد أسهمت الكيانات الحزبية الشمولية تحديداً في الإساءة للثقافة والمثقفين لأن أغلب قادتها لايعي ماهية الفكر الذي يمتطيه كيانه الحزبي، فلم يتم انتقاءهم اعتباطاً فهناك أيدي خفية تمتحن جهلهم ودونيتهم وطاعتهم لتنفيذ سياسات دولية متعارضة مع مصالح وطموحات شعوبهم!.
يرى ((بول ويليس))"أن إحدى الوظائف العامة والأكثر خطورة في ممارسات الايدولوجيات، إنها تعمل على تكريس الحلول الثقافية غير المؤكدة والهشة وما ينتج عنها في ذهنية المجتمع واعتبارها بديهيات طبيعية وسائدة".
لايكمن العيب في الفكر ذاته في الكيان الحزبي بقدر ما يكمن في ذات قادته من السياسيين الذين لايعون ماهيته ويسعون من خلاله لتحقيق مصالحهم الذاتية، وتعينهم على ذلك أيدي خفية لها أجندتها على الساحة الدولية خاصة أنهم غير قادرين لوحدهم على خوض التنافس الحر في المجتمع لتحقيق ذواتهم الجاهلة فيتبادلون المصالح مع جهات دولية وعلى حساب مصالح المجتمع.
ولا تعتبر تعرية هؤلاء السياسيين وتوجهاتهم دعوة لنبذ العمل السياسي وأنما هي دعوة لنبذ الحزبية وكياناتها وتوجهاتها لأنها أشكال مبتذلة من العمل السياسي، تحكمها توجهات دولية غير معينة بالتوجهات الوطنية. إنها دعوة لفضح الكيانات الحزبية وتوجهاتها لأجل بناء مؤسسات سياسية ذات توجهات وطنية تضم في صفوفها نخب المجتمع من مختلف الاختصاصات للشروع ببناء الدولة والمجتمع على أسس سليمة تحقق الطموحات المشروعة لأبناء الأمة.
يقول ((توفيق الحكيم))"لم يخطر في بالي أن أعزل الفكر عن أي نشاط سياسي أو اجتماعي...فالعزلة التي دعوت إليها هي العزلة عن السياسيين لا عن السياسة وعن الأحزاب لا عن المجتمع".
إن تحديد مهام وفصل سلطات الأنماط الثقافية، هو عمل مؤسسي يهدف لتحديد مسؤولية كل منها في المجتمع وإقصاء الأشكال المبتذلة والطارئة على الثقافة ذاتها. وبالتالي فإنها دعوة لفصل السلطات على مستوى الدولة والمجتمع في إطار قانوني يحد من أساليب الهيمنة والتسلط التي تسعى إليها الكيانات الحزبية السائدة في المجتمع.
النضال من أجل إقامة نظام مؤسسي في الدولة والمجتمع، هو مطالبة لرفض الثقافة السائدة لصالح ثقافة عصرية تقر بتحديد المهام وفصل السلطات بين الأنماط الثقافية، وإقصاء الأنماط المبتذلة من الثقافة السياسية السائدة الساعية لفرض توجهاتها على الدولة والمجتمع.



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مساهمة الثقافة في الإرث الحضاري للأمة
- صراع الأجيال في الوسط الثقافي
- نضوب الإبداع عند المبدع
- العمل الإبداعي وآلياته
- الكاتب والمجتمع
- الإبداع والفن في الأدب
- الأديب والموقف الإنساني
- الأسلوب الأدبي
- مهام الأدب
- ماهية الأدب
- آليات الإبداع عند الكاتب
- مواصفات الكاتب الجيد
- مهام الكاتب
- ماهية الكتابة
- نفسية الشعراء
- دور الشعر في النقد الاجتماعي
- الشعر والدين
- الشاعر والسياسة
- زائرة بعد منتصف الليل
- شعراء الهجاء والذم


المزيد.....




- إطلالة محمد رمضان في مهرجان -كوتشيلا- الموسيقي تلفت الأنظار ...
- الفنانة البريطانية ستيفنسون: لن أتوقف عن التظاهر لأجل غزة
- رحيل الكاتب البيروفي الشهير ماريو فارغاس يوسا
- جورجينا صديقة رونالدو تستعرض مجوهراتها مع وشم دعاء باللغة ال ...
- مأساة آثار السودان.. حين عجز الملك تهارقا عن حماية منزله بمل ...
- بعد عبور خط كارمان.. كاتي بيري تصنع التاريخ بأول رحلة فضائية ...
- -أناشيد النصر-.. قصائد غاضبة تستنسخ شخصية البطل في غزة
- فنانون روس يتصدرون قائمة الأكثر رواجا في أوكرانيا (فيديو)
- بلاغ ضد الفنان محمد رمضان بدعوى -الإساءة البالغة للدولة المص ...
- ثقافة المقاومة في مواجهة ثقافة الاستسلام


المزيد.....

- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صاحب الربيعي - المهام والسلطات الثقافية في المجتمع