أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - التخلف الدينى والتنوير (4)














المزيد.....

التخلف الدينى والتنوير (4)


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 5881 - 2018 / 5 / 23 - 19:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء الأخير:

عصر الأنوار فى أوربا بدأ مع أفكار واقعية ترفض سيطرة الإكليروس ورجال الكنيسة وتحالفهم مع الملك وحكمه الدكتاتورى، لمعت أسماء فلاسفة تنويرسسن مثل: مونتسكيو الذى نادى بالفصل بين السلطات، وفولتير الذى نادى بالحقوق والحريات المدنية والدفاع عن حرية العقيدة وأكد على كرامة الأنسان والمساواة وتفعيل تلك الحقوق والحريات، وكانت لأفكاره التأثير الكبير أثناء قيام الثورة الفرنسية إلى جانب بقية المفكرين والفلاسفة مثل نيوتن وحون لوك وهوبز وجان جاك روسو، وأدى أنتشار أفكار هؤلاء المفكرين إلى زيادة الوعى السياسى رغم أرتفاع نسبة الأمية لأكثر من خمسين فى المئة فى فرنسا، وعندما شعر الملك لويس السادس عشر بالحراك الإجتماعى الثورى، دعى ممثلى الأمة الفرنسية حسب التصنيف الطبقى أنذاك من ممثلى الطبقات الثلاث: طبقة الملك وحاشيته الحاكمة والنبلاء وطبقة رجال الدين ثم طبقة الشعب من العمال والفلاحين لعقد إجتماع فى قصير فرساى المناقشة وسائل الإصلاحات المطلوب عملها والقيام بها.

لكن هذه الإصلاحات لم تحول بعد بضعة أشهر إلى قيام الثورة الفرنسية التى رفعت شعار حرية مساواة إخاء، هنا أحب التوقف لتأكيد الفرق الكبير بين أفكار مفكرينا منذ أنتهاء حداثة محمد على وحتى يومنا هذا، ويتجلى هذا الفرق فى تباين الوعى الإنسانى الموجود فى الغرب والذى ينعدم فى بلادنا نتيجة التخلف الدينى المسيطر على المفكرين التنويريين دون أن يشعروا بذلك، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر: الطهطاوى والأفغانى والكواكبى والإمام محمد عبده والإمام الغزالى وأحمد أمين وذكى نجيب محمود وخير الدين التونسى، جميع المفكرين العرب عندما يفكرون فى التنوير لابد أن يكون الدين حاضراً فى أفكارهم وهناك أمتزاج وتلاحم فى أفكارهم خوفاً أن يصيب دينهم شيئاً من أفكار الغرب الكافر.

إذا كان الجميع والذين ننعتهم بصفة تنويريين يرفضون التفريط فى قيم التخلف أى رفض التفريط فى الدين الذى هو هويتهم الأولى، فكيف نتكلم عن مشروعات تنويرية أو مراحل تنويرية أو مفكرين وقادة تنويريين؟
إذا كانت أفكار التنوير مقيدة بوثاق يربط المفكر التنويرى بفكر المجتمع المتخلف والذى يرفض هو الآخر التنازل عن قيمه وهويته الدينية ويرفض المواطنة المدنية، فكيف إذن يستطيع أى مفكر عربى أن يرفع شعار عدل مساواة إخاء؟

يكفى القارئ أن يفكر فى النصوص الدينية التى تطالبه بأن لا يتخذ اليهود والنصارى أولياء ومن يتولهم منك فهو منهم، أى عدم تولية اليهود والنصارى وأهل الشرك المناصب الكبيرة الهامة وعدم إظهار المحبة والود والصداقة لهم وإلا أصبح منهم أى أشرك بالله، بتبسيط أكبر أن أصحاب الدين الغالبية هم درجة أولى أى الذين فى أيديهم الحكم والسلطان والمناصب الحيوية أما أهل الشرك والنصارى فإنهم درجة ثانية أو ثالثة حسب مزاج الحكام.
إذن مع هذا النص الدينى هل يمكن أن يقول مفكر عربى أو مصرى أو تونسى أو سعودى أن هناك عدل ومساواة وإخاء؟

نأتى أصدقائى القراء إلى السؤال: هل من الممكن البدء فى إرساء مبادئ وقواعد منظومة تعليمية حداثية وإنطلاق التنوير؟
أعرف أنكم تستطيعون التكهن بالإجابة فمثلاً: رئيس الجمهورية فى مصر زوجته محجبة، هل أنتظر منه تنوير وعدل ومساواة وإخاء إلا مجرد مظاهر من الكلام عن الوحدة الوطنية؟

عندما يترك المسئولين فى الأزهر والأمن المصرى ومؤسسة الرئاسة الإخوان المسلمين وأتباع السنة والسلف الصالح، أن يقوموا بتحجيب غالبية نساء مصر، هل أنتظر التقدم والتنوير أو سيبقى التخلف مستمراً؟
التنوير لا يريده حقيقة إلا من ألحد وترك تخلف الأديان وهؤلاء كم عددهم ومن بينهم يمكن أن يقود ويمسك بشعلة التنوير؟
عندما يقول البعض أن مشروع التنوير لم يفشل لكنه تعثر، أليس هذا نفاق ويكذبون على أنفسهم ومن يقرأ لهم؟
يتبقى لنا الأمل فى النخبة الثقافية المصرية والعربية أليس كذلك؟ أليسوا متمسكين أديانهم؟ أليسوا متمسكين بتخلفهم؟ نعم, يصرخون بأعلى الأصوات ويكتبون بأفخر الأقلام الفرنسية والأنجليزية والوهابية والقطرية والأمريكية، أليسوا إذن منافقون مخادعون يحافظون على تخلف شعوبهم ويطفئون شمعة التنوير؟

أعتقد الآن أن كل واحد منا قد وصل إلى قناعة كاملة سواء بما تم طرحه فى تلك المقالات أو بما لديه من قناعات مخالفة لها، الشئ المهم أن يكون لدينا أسئلة نبحث عن إجاباتها بأستمرار ولا نجلس ننتظر الإجابة من الآخرين، عليما أستكشاف العالم من حولنا ولا نكتفى بما يحكى لنا فى المدارس والجامعات وفى أجهزة الإعلام وعلى الأنترنت ونصدق الجميع، وكفى المؤمنين شر القتال!!
فى عالمنا العربى خصوصاً سيستمر الصراع بين التخلف الدينى والتنوير حتى يصل كل إنسان بنفسه إلى قناعة ملخصها: أن الأديان هى مجموعة أساطير وهناك الكثير من الأدلة المادية والعلمية التى تثبت ذلك، وأن تلك الأساطير تسقط فجأة على بشر بل كان تعيش بين جدران كتب الحضارات القديمة وفى كتب الأديان الحديثة، يكفى أن نتوقف قليلاً نبدأ البحث بأنفسنا ليزداد إيماننا أكثر بأدياننا أو يزداد إيماننا بأنها أساطير صدقها البشر وخلقت منهم أشباه المتخلفين عقلياً وأنا شخصياً كنت واحداً منهم!!

أقوال تنويرية:
( ليس على الارض انسان له الحق في ان يملي على الاخر ما يجب ان يؤمن به او يحرمه من حق التفكير كما يهوى.)
سلامه موسى



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التخلف الدينى والتنوير (3)
- التخلف الدينى والتنوير (2)
- التخلف الدينى والتنوير
- 92 عاماً يفوز فى أنتخابات ماليزيا
- تقتلون أنفسكم بأيديكم
- وزير الصحة يسرق الدولة
- تأصيل ثقافة القطيع
- الإرهاب ترك المدينة للأشباح وللدولة
- ثقافة التجديد لا تنهض فى وسط دينى
- دونية المرأة فى ثقافة العرب الدينية
- أوسكار فيلم التجديد السيسى
- أصولية الرئاسة والقضاء
- القبض على رسام الكاريكاتير
- القادة تدمر الوطن
- الصمت المريب إسلامياً
- واقعية الديانة الإرهابية
- أستخدام مواهبنا للقضاء على الفقر
- الإرهاب العربى يهدد العالم
- سيدتى العظيمة: العرب أصل البلاء
- الأمة الغريقة


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ميشيل نجيب - التخلف الدينى والتنوير (4)