أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرى الحكيم - جيكور تلِدُهم مرّتين














المزيد.....

جيكور تلِدُهم مرّتين


سرى الحكيم

الحوار المتمدن-العدد: 1494 - 2006 / 3 / 19 - 11:08
المحور: الادب والفن
    


إنه صباحٌ عراقيٌ برائحة الهيل ؛

صباح ٌ يتأبط النخيلَ، يلملمُ البرحيَ بين كفيه وينديه بدمعة

وبيت ٍ من قصب الشعر !!

ينشرُ، بعبث ٍ، اوراق الغربة ؛

يحيلها نتفا ً من صراخ صبيّ لوّح للوطن ِ بأصابع المدن ِ البعيدة ِ،

رجلٌ شرقيٌ هذا الذي يوسوسُ في قلبي بفجاءة ؛

كيف له أن يتوسد المنفى، والوطن مازال فراشه الآسر !!

ترى ! أي مدينة ٍ تحتفي بغيابه الآن؛

وأي قصائد َ !! هذه التي تغفو كحمامة ٍ بيضاءَ على دفاتره …


عند أول غيث ٍ من قصائده راودتني رغبة ُ الانكسار في قدح وجعه المسكر…

أن يكتب بمراهقة الصبا .. ويسكن ابدا منفاه .. ذلك ما يهيض جناحي!!

داهمني فجر الكلمات، كصباح عراقي ،

ففاجأني مارد ُ شعر يتنفس عالياً …

رجل ٌ ضالعٌ في النوم تحت شراشف المنفى …

كان يكتب لها .. والغيرة تكتب السطور الأخيرة من غيرتي المفترسة…



ها هو ، وصباح الهيل، يعزفان لحناً عراقياً، ويرعفان

حنـة ً وبنفسجاً

ونخلة تهمس بهما:

لاترنم بهذا اللحن هنا .. فربما تختزلان شجو السياب الأليف…



تركت للشعر المندلق من اللحن أن يصافح أناملي …

فربما لن تكون يدي من تلامس شفتيك أخيرا ً؛

وربما سينسج من غزل فم يراعك اليابس

شرنقة وطن يتعرى بعناد…



هاهي أرصفة الكرخ القديم خاوية ً... تنتظر حبراً ينقشُ شوارعَها العتيقة...

أو خطيئة ً تطهّرها من فتنتها البائسة...

كيف لها أن تفتحَ جفني مواتها الطويل ؟

فتودّعه غفلة ً ليُسرق كما الكحل من عيني الرشيد !!



كان ثمت عشب ٍ لأوراق من ذاكرة السيّاب ... ورائحة جيكور

وبعض فتات من أوراق مراهق يعشق امرأة من وحي خياله ..

شاعرٌ بعذوبة أنهار بلادي ...

فحيح هذيانه الغريب هناك ... يخترق مسامات الليل ...

فيهزّ عرش القمر حيث تهاوت نجمة من اعالي السماء ..

لتسقطَ في حجر السنين الراكضة نحو عراق من صخب...



الآن فقط ادركتًُ بأنه مثقلٌ بعشق نساء لهنّ هوية سومرية

واحدة كان اسمها جيكور .. وشقيقة هي الاخرى ..

فشريانه مازال ملتصقا بحب الضفاف ..


احتقر جبني ايها السادة ..

ج... ب...ا ... ن .... ة

نعم .. جبانة انا ...

لاني لم اكن سوى طفلة تجهش بوجوده الآتي؛

لأني لم ادرك مغزاه القديم... لم اكن بجبروت امرأة حينها

فأسجنه تحت ظلال عمري الذي كان ينتظر الصباح...

لم اكن تعلمت بعد لغة البنفسج ؛

ولم اتعلم بعد كيف أختلج بالورق

فلم أع ِ اي شاعر هذا الذي كان سيمرّ بقصائده اليوم تحت شرفة حروفي المعجمة...

وأي منفى سيغتاله كل يوم الف مرة، فيخل ّ بإعراب كلماتي...

منفي هناك .. ليستوطنني هلام البعد .. ويستوطن الأغراب أبي نواس؛

ها هم أولاء يلتهمون كل اسماكه السابحة في قاع دجلة

وها أنا سمكة وحيدة تقطع الماء من الضفة إلى الضفة عطشى وطريدة



#سرى_الحكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دم بلا ألوان
- اخططُ لاستعمارك
- نسيج القرنفل
- !!ياحب امسي.. وصديق غدي
- محاولات لاغتيال ذاكرتي


المزيد.....




- صور| بيت المدى ومعهد غوتا يقيمان جلسة فن المصغرات للفنان طلا ...
- -القلم أقوى من المدافع-.. رسالة ناشرين لبنانيين من معرض كتاب ...
- ما الذي كشف عنه التشريح الأولي لجثة ليام باين؟
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- مصر.. عرض قطع أثرية تعود لـ700 ألف سنة بالمتحف الكبير (صور) ...
- إعلان الفائزين بجائزة كتارا للرواية العربية في دورتها العاشر ...
- روسيا.. العثور على آثار كنائس كاثوليكية في القرم تعود إلى ال ...
- زيمبابوي.. قصة روائيي الواتساب وقرائهم الكثر
- -الأخ-.. يدخل الممثل المغربي يونس بواب عالم الإخراج السينمائ ...
- عودة كاميرون دياز إلى السينما بعد 11 عاما من الاعتزال -لاستع ...


المزيد.....

- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل مسرحية "سندريلا و ال ... / مفيدةبودهوس - ريما بلفريطس
- المهاجـــر إلــى الــغــد السيد حافظ خمسون عاما من التجر ... / أحمد محمد الشريف
- مختارات أنخيل غونزاليس مونييز الشعرية / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرى الحكيم - جيكور تلِدُهم مرّتين