أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد زحايكة - أشواك البراري والجهاد في سبيل الحياة














المزيد.....


أشواك البراري والجهاد في سبيل الحياة


محمد زحايكة

الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 21:36
المحور: الادب والفن
    


أشواك البراري... رحلة الانسان
الذي قام من أجل الحياة الراقية
محمد زحايكة
في ذكرياته عن الطفولة المعذبة في " اشواك البراري " الصادر قبل أيام عن مكتبة كل شيء الحيفاوية.. روى الأديب جميل السلحوت رواية اجيال كاملة من الفلسطينيين المولودين في ريف القدس والبراري الممتدة حتى تخوم وشواطئ البحر الميت، وصّور قلمه المبدع بصدق وشفافية عالية ظروف الحياة والمعاناة الصعبة التي اكتنفت حياة أجيال من البشر لم تكن لهم أيّة خيارات في هذا الواقع المأساوي المغلف بأساطير الفقر والجهل والتخلف والحياة البدائية.
ويمكن القول ان " أشواك البراري " هي قصة كل واحد من 
أبناء شعبنا عاش تقريبا نفس الظروف والمعاناة والقمع والقهر والاضطهاد بجميع اشكالها والوانها، ورصد الشيخ اللكاتب بعينه اللماحة وفكره المتقد المستنير أدق التفاصيل لحياة تمور بالتيارات الاجتماعية والسياسية الصاعدة والمشحونة بالفوران العاتي، وهي تكابد للخروج من قوقعة الالتصاق بما هو سائد من قيم وأفكار وعادات قبلية متزمتة وبالية الى رحاب وآفاق جديدة تلامس روح التقدم والانعتاق من ربقة الجهل والظلم والتخلف، وتنشد التغيير لما هو أفضل وأجمل لانسان هذا العصر، إنها باختصار.. حكاية الانسان الذي قام من أجل حياة كريمة وراقية.
وباسلوبه الحكائي المتدفق بسلاسة وامتاع يغوص شيخنا في تلافيف ودهاليز الواقع المرّ، كاشفا لنا الكثير من خباياه، متحينا الفرصة للانقضاض عليه والمساهمة في تغييره من خلال امتشاق سيف العلم والتعليم، الذي يبني بيوت العز والكرم، ويهدم بيوت الجهل والتخلف والرجعية، وتمكن الكاتب في سيرته عن مرحلة طفولته " أشواك البراري " من تصوير الحياة كما هي، وأحالها الى شريط سينمائي جميل ومشوق يتراءى أمام أعيننا وناظرينا. وكأننا بتنا جزءا منخرطا في هذا السياق التاريخي المحمل بالمصائب والمؤامرات التي تترى على شعبنا وهو يناضل بكل ما أوتي من قوة؛ لرد هذه الغزوة الصهيونية عنه، إلا أنه يقع ضحية لها لكنه لم يستسلم ولم ولن يرفع الراية البيضاء، بل ينهض من جديد، ويتعثر أحيانا ولكنه يواصل التحديق واتباع البوصلة التى ستقوده الى شواطئ الحرية والأمان يوما ما.
ومن خلال تجربته الحياتية الشخصية يرسم جميل السلحوت سطور حياة عاشها كما أشار هو ربما الملاىيين من أبناء هذه الأمّة، حيث تماهى الخاص بالعام، ومزج الكاتب بصورة فنية أدبية مبدعة بين نواحي الحياة المختلفة، وكيف جاهد لتطوير وتثقيف نفسه رغم ما مرّ عليه من آلام شخصية، مثل فقدانه لعينه اليسرى والعذاب الذي مرّ به في رحلة العلاج القائم على الطب الشعبي، والخزعبلات والشعوذات التي كانت سائدة في المجتمع الريفي، وممارسته للعديد من الاأعمال الشاقة كرعاية الأغنام وحيدا في البراري والمناطق المنعزلة، والعمل في الآثار والأحافير في منطقة طنطورة فرعون في سلوان، وغير ذلك من الأعمال الشاقة على كاهل طفل أو صبي صغير.
وعدا عن سمة الصدق التي تميزت بها " أشواك البراري " ظهر جليا سمة أخرى وهي المصداقية، حيث تبدت في الاشارة الى مختلف أطياف المجتمع العشائري والوطني دون التحيز أو محاباة العشيرة أو الحزب السياسي، وإنما رصد واقعي والاعتراف لكل ذي حق بحقه، والترفع عن النظرة الضيقة، وإنما تغليب البعد الوطني والقومي كما في الاشارة الى علاقته الأولى مع الأخوة المسيحيين، وكذلك في ذكر أقدم المنازل التي شيدت في جبل المكبر لعائلات من السواحرة، وكذلك أولى العائلات التي بدأت في اسلوب الزراعة باسلوب علمي ومنهجي .. وهكذا.
اشواك البراري .. قصة من لا قصة له، لا أظن أن هذه الإضاءة والعجالة البسيطة والمختزلة جدا تعطيها ولو نزرا يسيرا من حقها، لأن حقها الأساسي في قراءتها والتمعن في " روحها " الوثابة المنطلقة نحو فضاءات الكون. إن هذه الصورة الانطباعية عنها عاجزة ومبتسرة ومبتورة، ولا غنى عن اصطحاب أشواك البراري في رحلة مطالعة شائقة، لمن يبحث عن الجواهر الثلاث، العلم والتقدم والحياة في ظلال الحرية، واذا كانت هذه ذكريات الطفولة يا شيخنا .. فماذا مع ذكريات الصبا والشباب والكهولة .. وهي مليئة بجواهر الحكمة السبعة.. وان غدا لناظره قريب.
20-5-2018



#محمد_زحايكة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -ظلام النهار- رواية حقيقية جاءت متأخرة
- ملعون.. ملعون.. ملعون ..الى ابد الدهر...ّ!
- زمان -الشقلبة-..!
- حزب اعداء النجاح ..!
- مرحبا.. فضائيات..؟!
- شكرا.. فضائيات..غنائيات!
- -الجنة الان-..في البدء كانت الصورة..؟!
- حكايات خالدة.. نبع صاف من المشاعرالمتدفقة والحان وترانيم ملا ...
- خربة الاولياء .. تؤكد الحقيقة الغائبة -!لا شيطان الا بني آدم ...
- ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا........ تجليات صاخبة لعالم من الوا ...
- ابنة خالتي.. وصورة شاكيرا....تجليات صاخبة لعالم من الواقع وا ...
- الى القابعين في عسقلان وكل السجون:لنا الله أيها الأخوة والرف ...
- راسم عبيدات .. -اسير القدس -سلامات .. واجمل تحيات ..؟!


المزيد.....




- دائرة الثقافة والإعلام المركزي لحزب الوحدة الشعبية تنظم ندوة ...
- Yal? Capk?n?.. مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 88 مترجمة قصة عشق ...
- الشاعر الأوزبكي شمشاد عبد اللهيف.. كيف قاوم الاستعمار الثقاف ...
- نقط تحت الصفر
- غزة.. الموسيقى لمواجهة الحرب والنزوح
- يَدٌ.. بخُطوطٍ ضَالة
- انطباعاتٌ بروليتارية عن أغانٍ أرستقراطية
- مدينة حلب تنفض ركام الحرب عن تراثها العريق
- الأكاديمي والشاعر المغربي حسن الأمراني: أنا ولوع بالبحث في ا ...
- -الحريفة 2: الريمونتادا-.. فيلم يعبر عن الجيل -زد- ولا عزاء ...


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد زحايكة - أشواك البراري والجهاد في سبيل الحياة