هادي جلو مرعي
الحوار المتمدن-العدد: 5878 - 2018 / 5 / 20 - 19:25
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حتى العملة الوطنية كانت مزورة بقرار من النظام الحاكم في التسعينيات لمواجهة تداعيات الحصار القاس الذي فرضته واشنطن على العراق وبينما كان الشعب يتضور جوعا ووجعا كانت إجراءات مواجهة ذلك الحصار عملية الى حد بعيد وتم طبع مليارات الدنانير من العملة المحلية لاتوافق المقاييس العالمية ولكنها كانت متداولة في الداخل لتمشية معاملات البيع والشراء وتوزيع رواتب الموظفين وكانت مشاريع إعادة إعمار مادمرته الحرب ينفق عليها من تلك العملة.
في المقابل كان هناك من يقوم بطبع عملة مزورة يصعب إكتشافها ويتم تداولها بين المواطنين وحينها بدأت بعض الشركات بإستيراد وتصنيع أجهزة الكشف عن العملة المزورة وصار ممكنا مشاهدتها في المطاعم والمحال التجارية الكبرى والمصارف ومحطات تعبئة الوقود والشركات وغيرها من مؤسسات تجارية وصار واضحا إن العملة المحلية إختلط فيها المزور الأصلي والمزور المقلد.
التزوير في العراق ثقافة كما هي في بلدان العالم الثالث المتخلفة والتزوير ليس في الأوراق النقدية وحسب بل تجاوزت الى الماركات التجارية والغش في المعاملات والأوراق الرسمية والعقارات والسجلات المدنية وكل مايدخل في سبل التعاملات الخاصة والعامة وقد وصل أخيرا الى السياسة التي تنتج أشخاصا سياسيين مزورين بكسر الواو ومزورين بفتحها ففي الإنتخابات التي جرت في مايو 2018 صدم العالم بحجم التزوير الذي ضرب تلك الإنتخابات وأثر في نتائجها وتسبب في مشاكل لها أول وليس لها آخر وإستدعى تقديم العشرات من الطعون وأدخل مجلس المفوضين في بلبلة ومواجهة من نوع خاص مع وسائل الإعلام والقوى السياسية مع إتهامات من نواب سابقين بتجاوز أعضاء المفوضية للقانون وتزويرهم للنتائج وقلبها لحساب مرشحين خاسرين مقابل أموال طائلة.
ربما يشهد البرلمان المقبل مجموعة كبيرة من النواب الذين دخلوه نتيجة لألاعيب ومؤامرات وطرق تحايل ولكن الحديث لم يكن عن الإنتخابات في مراكز التصويت كما هو داخل المفوضية العليا فقد تداعى كثر من المحسوبين على جهات وأحزاب متنفذة ليمارسوا اساليب تزوير وضغط وترهيب على المواطنين لتغيير وجهاتهم وإرغامهم ليصوتوا لمرشحين بعينهم وخداع كبار السن الذين يجهلون معرفة تسلسل المرشح الذي يريدون أو الذين لايجيدون القراءة والكتابة.
إنتخابات مزورة وفاشلة وستنتج برلمانا هزيلا في عملية سياسية عرجاء وعمياء. هي إنتخابات العار في بلد فقد نفسه وضاع وصار نهبا لقوى الظلام واللصوص والقتلة.
#هادي_جلو_مرعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟