امين يونس
الحوار المتمدن-العدد: 5872 - 2018 / 5 / 14 - 01:10
المحور:
كتابات ساخرة
يوم أمس السبت 12/5/2018 ، عُدتُ من المركز الإنتخابي ، بعد أن أدليتُ بدلوي وصّوَت .. مُتبختِراً بأصبعي البنفسجي .. وما أن دخلتُ المنزل ، حتى إستقبلَتْني حفيدَتي بالأحضان كالعادة .. حفيدتي الحلوة عمرها ثلاث سنوات . لَمَحَتْ إصبعي المصبوغ بالبنفسجي ... فإمتعضَتْ مُشيرةً إلى يدي قائِلةً : بيس ! ( بيس بالكردية ومعناها : وَسِخ ) .. وسارعتْ لجلب منديلٍ ورقي وفَرَكَتْ إصبعي وهي تقول بيس بيس .
...............
لا أدري .. هل هو إلهامٌ أم براءة أطفال ؟ كيفَ إكتشفتْ صغيرتي ، بأن الإنتخابات التي شاركتُ فيها ، عبارة عن فعالية لاينتج عنها إلا العَجب العجاب ؟
أحزابٌ حاكِمة ترفع الإنخاب مُحتفِلَةً بفوزها المُدوي ، رغم فشلها المزمن في الإدارة ... فَرِحة بزيادة مقاعِدها ، رغم إنغماسها بالفساد ... مُستبشِرة بفتراتِ حُكمٍ قادِمة ، رغم تخبُطها في أزماتٍ متعاقبة متوالِدة ... ضاحكة ملأ أشداقها ساخِرةً من كُل مَنْ كان يحلمُ بالتغيير والإصلاح .
.............
أنتِ مُحِقةٌ صغيرتي الجميلة ... إجلبي مزيداً من المناديل وإفرِكي إصبعي جيداً .. فبالفعل : بيس بيس !
#امين_يونس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟