بولس اسحق
الحوار المتمدن-العدد: 5870 - 2018 / 5 / 12 - 14:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الى أي مدى يعيش المؤمنون في واقع متخلف... وكل ذي عقل سليم ادرك الان لماذا إسرائيل هزمت الامة العربية والإسلامية... بقدها وقديدها... والسبب هو في هؤلاء الشيوخ أصحاب الثلاث ورقات الذين هم بمرتبة قادة الامة او دونها قليلا وكلامهم مسموع... واذا كان قادة الامة بهذا المستوى المتدني من العقل والتفكير... فانه لمن العجب انه لا زال هناك ما يطلقون عليه امة عربية... لان هؤلاء الجهلة الذين ورثوا جهلهم عن رسولهم... يريدون ان يحاربوا إسرائيل بالسيف والترس والخيل... لانهم بهذا سوف ينفذون قول القرآن... واعدوا لهم ما استطعتم من خيل وبغال...اله القران قال بالخيل...يعني بالخيل... وسوف لن تنجح امة اقرأ بالأسلحة الحديثة... والا كفروا باله القران... اللعنة على شيوخ الإسلام وعلى الههم... لقد جلبوا العار والنكسة والهزيمة بتعليماتهم واوامرهم لامة اقرأ... يا عارهم بين الأمم... فمن خلال تصفحي لمقاطع الفيديو المتعلقة بالإسلام على موقع YouTube... وجدت مقطعا أضحكني كثيرا... يتحدث فيه الشيخ وبلا خجل او وجل عن العلاقة الجنسية في مملكة الحيوان... وكيف أنّ لديهم من الستر ما يفتقده الانسان اليوم... إلا أنّ أشدّ ما أضحكني هو ذكره متفاخرا لحديث صحيح... بان قردة زنت... فأقام عليها القرود الباقية حد الزنا وهو الرجم...
https://www.youtube.com/watch?v=gV_c-lZaM7w
https://www.youtube.com/watch?v=3SVmcPITVu8
فهل كتب الحديث التي فلقوا رؤوسنا بها... فيها هذا الكم الهائل من السخف والمسخرة والاستهزاء بعقول الحظيرة... وبعد بحث قصير جدا... وجدت ان الحديث مذكور في اصح كتب الإسلام بعد القران... انه في صحيح الدكتور البخاري بذات نفسه... وفى البداية سؤال... من هو البخاري ؟
الإجابة... هو محمد بن إسماعيل البخاري أهم علماء الحديث عند أهل السنة والجماعة... وهو صاحب كتاب صحيح البخاري... سؤال... ما هو كتاب صحيح البخاري ؟
جواب .. أصح الكتب عند أهل السنة بعد القرآن... بل هو أشهر كتب الحديث النبوي قاطبة... بل هو أصح الكلام بعد كلام اله القران زعبلة:
- في كتاب (صحيح البخاري) جزء 3 صفحة 1397
قول عيسى بن حطان قال : دخلت الكوفة فإذا عمرو بن ميمون الأوديُ جالس وعنده ناس فقال له رجل حدثنا بأعجب شيء رأيته في الجاهلية (انتبه انه يقول الجاهلية) ، قال : كنت في حرث لأهل اليمن فرأيت قروداً كثيرة قد اجتمعت ، قال : فرأيت قرداً وقردةً اضطجعا ، ثم أدخلت القردة يدها تحت عنق القرد واعتنقها ، ثم ناما ، وفجاء قرد شاب هزها من تحت رأسها ، فأستلت يدها من تحت رأس القرد ، ثم انطلقت معه غير بعيد فنكحها ، وأنا أنظر (أي عمرو بن ميمون ) ، ثم رجعت إلى مضجعها ، فذهبت تدخل يدها تحت عنق القرد كما كانت فأنتبه القرد ، فقام إليها فشم دبرها ، فاجتمعت القردة فجعل يشير إليها فتفرقت القردة ، فلم ألبث أن جيء بذاك القرد بعينه أعرفه فانطلقوا بها وبالقرد إلى موضع كثير الرمل ، فحفروا لهما حفرة فجعلوهما فيها ، ثم رجموهما حتى قتلوهما ، والله لقد رأيت الرجم ، قبل أن يبعث محمداً صلى الله عليه وسلم . [ ولا اعلم هل كان الرجم معروفا في الجاهلية... أي في زمن نكاح الاستبضاع والمقايضة... والا كيف اشترك معهم عمرو بن ميمون منذ ان كان يحتضن هبل]
ثم يستفيض الدكتور البخاري في شرح الحادثة عن لسان أحد الصحابة الأتقياء البررة فيقول: وقد ساق الإسماعيلي هذه القصّة من وجه آخر مطوّلة من طريق عيسى بن حطّان عن عمرو بن ميمون قال : " كنت في اليمن في غنم لأهلي وأنا على شرف , فجاء قرد من قردة فتوسّد يدها , فجاء قرد أصغر منه فغمزها , فسلّت يدها من تحت رأس القرد الأوّل سلّا رفيقا وتبعته , فوقع عليها وأنا أنظر , ثمّ رجعت فجعلت تدخل يدها تحت خد الأوّل برفقٍ , فاستيقظ فزعا , فشمّها فصاح , فاجتمعت القرود , فجعل يصيح ويومئ إليها بيده , فذهب القرود يمنة ويسرة , فجاءوا بذلك القرد أعرفه[ كيف لا وهم أولاد عم] , فحفروا لهما حفرة فرجموهما , فلقد رأيت الرّجم في غير بني آدم "
ونظرة سريعة على هذا الحديث بأصح كتاب بعد القران... وترى حيرة أئمة وعلماء المسلمين في شرح هذه الحادثة... فيقول ابن كثير{ وبدلا من ان يقول لهم اتقوا الله يا جماعة نراه يبرر}: لعلّ هؤلاء كانوا من نسل الّذين مسخوا فبقي فيهم ذلك الحكم... أي أن العلامة يعتقد أن أصل هذه القردة من اليهود الذين مسخوا... فبقي بينهم حد الرجم{ونسى ان اليهود يرجمون فقط المرأة... كما يفعل احفاد ابن ابي كبشة... والا اذكروا لنا حادثة رجم تم فيها الرجم للزاني والزانية... سواء من التاريخ القديم او الحديث... وكأن المرأة قد زنت مع نفسها}... ثم يعود البخاري لينفي احتمال فرضية ابن كثير... مستندا الى حديث لرسوله الخبير بعلم البيولوجيا يقول فيه: أن لا نسل لقوم مسخوا... ثم تظهر بعد ذلك فطنة البخاري الحمارية عندما يستنتج استنتاجا خطيرا: ولكن لا يلزم أن تكون القرود المذكورة من النّسل , فيحتمل أن يكون الّذين مسخوا لمّا صاروا على هيئة القردة مع بقاء أفهامهم، عاشرتهم القردة الأصليّة للمشابهة في الشّكل فتلقّوا عنهم بعض ما شاهدوه من أفعالهم فحفظوها وصارت فيهم، واختصّ القرد بذلك لما فيه من الفطنة الزّائدة على غيره من الحيوان وقابليّة التّعليم لكلّ صناعة ممّا ليس لأكثر الحيوان، ولا يتعدّى أحدهم إلى غير زوجته , فلا يدع في الغالب أن يحمّلها ما ركّب فيها من غيرة على عقوبة من اعتدى إلى ما لم يختص به من الأنثى... وعلى ما يبدو أن الدكتور البخاري يحاول أن يفسر عدم وجود أي رواية لرجم الخنازير لخنزيرة زنت... فالخنازير لا تتمتع بفطنة القرود!
وعندما ظننت أن أحد أئمة الإسلام قد استخدم عقله... ولو عن طريق الخطأ وعرف أن الحكاية خرافة... وهو ابن عبد البر الذي قال(نقلا عن البخاري): وقد استنكر ابن عبد البر قصّة عمرو بن ميمون هذه وقال : فيها إضافة الزّنا إلى غير مكلّف وإقامة الحد على البهائم وهذا منكر عند أهل العلم... {الا انه عاد لأصلة الحماري ليفقدني الأمل تماما ولو ببعض علماء ومفسري الإسلام} عندما تابع قوله: قال : فإن كانت الطّريق صحيحة فلعلّ هؤلاء كانوا من الجن لأنّهم من جملة المكلّفين...عند هذه النقطة... انفجرت ضحكا مجددا... و يبقى السر: كيف يقيم الجن حد الزنا عادة وهم في هيئتهم الأصلية لا يؤثرون بالمادة (كالحجر) ولا يتأثرون بها.
وعلى عقول هؤلاء يرتكز الإسلام وبنفس الوقت يطالبنا المؤمنون بعدم الاستهزاء بدينهم وانه ليس خرافات... والمأساة هي أن بعض شيوخ اليوم يستدلون بهذه القصة كدليل قاطع على وجوب إقامة الرجم كحد للزنا... وأقرأ السلام على شريعة تستنبط احد اعمدتها من شريعة القرود ... خذوا مثلا هذا المقال الذي يبدأ بسرد القصة ذاتها ولكن بطريقة درامية (http://saaid.net/Doat/yahia/112.htm)
أخيرا... احترنا معكم يا شيوخ الإسلام من موقفكم من القردة... فتارة هم دليل لا يدحض على وجوب الرجم كحد للزنا... وتارة هم نجسون من أبناء اليهود الذين مسخوا إلى قردة... ومرة هم تشبيه (كغيرهم من الحيوانات) لحياة الغرب الكافر الذي ساد فيه الفجور وابتعد عن الستر... وأخيرا هم مثال للستر الذي يجب أن يحتذيه الانسان المؤمن بخرافات صلعم والعصابة... فهل شريعة الرجم اخذها الإسلام من القرود ام موحى بها... وهذه القصص من صحيح البخاري وصحيح مسلم... وهما أهم مرجعين معترف بهما للحديث... وهذه القصص ما هي إلا دليل على المهازل الموجودة ضمن كتابيهما... ورغم هذه المهازل نرى الشيوخ كل يوم يحكمون بأحكامها على القطيع المغيب... ويتلقف القطيع المغيب هذه الاحاديث وبانها صحيحة طالما وردت في صحيح البخاري ومسلم او احدهما... حتى دون ان يسمحوا لعقولهم بشم الهواء... وإذا كنت لا تؤمن بصحة صحيح البخاري وصحيح مسلم فهذه القصص لا تعنيك بشيء لأنك كافر بنظرهم... إلا أن معظم المسلمين يؤمنون بهذين الكتابين بشكل أعمى ومن واجبنا أن ننبههم....أما الذي يقول أن الأحاديث ضعيفة... ربما بحجة لا توجد قرود بجزيرة العرب... مما يعني أن الحديث غير صحيح حتى وان صح سنده... فأقرب منطقة بها قرود للمدينة هي اليمن... وقد دخلت للإسلام في وقت متأخر نسبيًا فهذا الحديث لا قيمة له... واذا كان الحديث لا قيمة له فكيف تفسر وجوده في صحيح البخاري الذي تقدسه إذا... واذا اردت ان نثبت لك وجود القرود وبكثرة في الجزيرة العربية فنحن مستعدين!! https://www.youtube.com/watch?v=KFW19P6E8QE
وقد يقول احدهم... الحديث يتحدث عن وصف رجل وهو عيسى بن حطان لموقف رآه ولا علاقة للرسول بهذا الامر ... فالحديث ان ادان أحدا فهو يدين البخاري او من نقل عنه البخاري .
يا سيدي لو لم يكن الحديث مسرودا في كتب البخاري ما كنا عرفنا به... لان اغلبنا عاجز عن قراءة مؤلفات البخاري وغيره الكثير فهي آلاف مؤلفة... الا ان هذا الحديث نسمعه كثيراً على شاشات الفضائيات الإسلامية... ويدعمه الشيوخ ويروه لنا باقتناع شديد... بأن الحيوانات ذاتها وبفطرتها تبغض الزنا وتطبق الرجم ...فلماذا يستشهدون به... اليس لانهم مقتنعين ان شرع القرود وشرع الإسلام في رجم الزانية... شريعة واحدة... والقرآن الموجود بين أيدينا الأن فيه ان عقوبة الزاني محصنا او غير محصن أي متزوج او غير متزوج هي الجلد فقط... ولا شيء غير الجلد... اما من يحتج بإن رجم الزاني المحصن هو تطبيق لنصوص كانت ضمن القرآن... وتم تصنيفها بأنهما مما نسخ لفظه وبقي حكمه (اختراع إسلامي يستحق جائزة نوبل)... فهي أولا حسب هذا الكلام منسوخة... ثانيا: لا يجب الاحتجاج بنصوص غير ثابته ومكتوبة في القرآن وغير موجودة... وكان يجدر بمن يحتج بهذا النص ( والشيخ والشيخة اذا زنيا فارجموهما البته ) ان يدرج هذا النص في القرآن... طالما انه مطلوب منهم تطبيقه... حتى يمكن الاحتجاج به... بانه من القرآن...والا ففي هذه الحالة... فان المسلمين هم خير من يثبت لنا من حيث لا يشعرون ان القرآن كتاب محرف عيني عينك دون الحاجة منا لأثبات ذلك وهذا اكيد... ومعلوم ان التحريف يقصد به الزيادة او النقص... او الزيادة والنقص معا... ويبقى السؤال... هل شريعة الرجم اخذها الإسلام من القرود ام موحى بها... واذا كانت موحى بها...فلمن من القرود أوحى اله القران بها... ولا عجب في الإسلام المسروق من كتب خرافات واساطير اليهود والنصارى والزرادشتية وعباد هبل... لكن العجب كل العجب ان يسرق حتى من القرود شريعة الرجم... منك لله يا من وُجِدَ ضالا فهدى!!
#بولس_اسحق (هاشتاغ)