أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد مشارقة - حل السلطة الفلسطينية ام إعلان الاستسلام















المزيد.....

حل السلطة الفلسطينية ام إعلان الاستسلام


محمد مشارقة

الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 08:44
المحور: القضية الفلسطينية
    


بنزق وانفعال طالب بعض السياسيين والاكاديميين الفلسطنيين باستقالة الرئيس المنتخب محمود عباس ، وزاد بيان لنشطاء وقادة ميدانيين من حركة فتح بالمطالبة بحل السلطة وعودة الاحتلال ليواجه الشعب قدره دون واجهة وهمية تدعى السلطة الوطنية ، التي تحولت بنظرهم الى مايشبه خيال المآتا ،
ودون دخول في تحليل اسباب وتداعيات المشهد المذل المريع لرجال الامن في مقاطعة اريحا وطريقة اختطاف احمد سعدات الامين العام للجبهة الشعبية ورفاقه ، ينبغي الذهاب الى ما ابعد من الصورة والبحث العميق في سؤال ، هل قررت اسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا انهاء السلطة ، هل ما جرى هو الترجمة الواضحة لحديث كونداليزا رايس حول استراتيجية الفوضى البناءة التي باتت براي بعض المحللين الاستراتيجية الامريكية الحالية للمنطقة ، وامتدادا لذلك ينبغي الانتباه جيدا الى ما يقوله علنا احد مستشاري البيت الابيض لشؤون الشرق الاوسط , روبرت ساتلوف الذي يتحدث صراحة ومنذ ما يزيد على عقدين من الزمن عن أولوية الخيار الاردني ،وعدم اهلية الفلسطنيين لبناء دولة ، ونضيف لدعاة حل السلطة ان خطة ايهود اولمرت ضم ما يزيد على ستين بالمئة من مساحة الضفة الغربية الى اسرائيل ، تعني تماما ترك الكتل السكانية الكبرى لكيان يضبط الامن ويمنع الارهاب ، واذا ما عجز عن هذه المهمة الامنية فان الضم الى الاردن هو الحل المثالي للدولة العبرية ومستقبلها
من يرغب من الفلسطنيين بحل السلطة يقول صراحة ان الفلسطينيين شعب غير مؤهل لحكم نفسه ، ويجب ان يبحث عن وكيل لاسرائيل ليحكمه . ويغلف هؤلاء دعواهم بستار من الافكار فوق العروبية وفوق القومية وتارة اخرى باسم الدين الواحد ، وكاننا مرة اخرى امام مؤتمر اريحا جديد ، الذي استكمل المشروع الصهيوني باقامة الدولة اليهودية والحاق ما تبقي من الارض الفلسطينية بامارة شرق الاردن ، حين امطرنا فرسان تلك المرحلة مطلع الخمسينات بذات العدة السياسية والفكرية .
لقد دفع الشعب الفلسطيني ثمنا باهظا لاستعادة هويته الوطنية واستقلالية قراره ، ونحو نصف قرن من المقاومة ، والصراع مع النظام العربي العاجز والتابع والمتواطيء مع المشروع الاستعماري الصهيوني ،
من الغرابة بمكان ان تعود بعض الاصوات التي تتلحف بالشعار القومي والتقدمي ، الى المطالبة بالتخلي عن انجاز تاريخي يتصل بالمشروع الوطني والهوية على ضآلة هذا الانجاز ، والعودة الى التشكيك بحق الشعب الفلسطني في تحديد خياراته ومستقبله في الاستقلال وبناء دولته المستقلة ، وكأن المدن الخليجية التي تتحول الى دول مستقلة في العصر المعولم حلال عليها اما فلسطن فحرام عليها الحرية ولا يليق بها الاستقلال .
لن يفرح فرسان الجملة الثورية دعاة حل السطة ، باحراج اسرائيل وتوريطها في شرور ولا أخلاقية الاحتلال ، لان ما ترغب اسرائيل في رؤيته هو مقاول يتسلم مهام أمنها ويوافق على ابتلاع اكثر من نصف الضفة الغربية والحوض المائي ونسيان القدس وقضية اللاجئين ,مقاول محلي من عصابات الشوارع والازقة او اقليمي لا فرق ، المهم ان ينجح فيما عجزت عنه السلطة .
المطلوب هو التمسك بالسلطة بعد اعادتها الى الشعب ، واعادة النظر في مفهوم الوزارة والادارة الحكومية ، واعادة الاعتبار للمناضلين في الاجهزة الامنية والشرطية و العسكرية ، وتحويل دورها وامرها اليومي الى حماية الشعب ومصالحة وممتلكاته ، وكذا اعادة بناء الحركة الوطنية على اسس القواسم المشتركة التي تؤمن صمود الشعب والتوافق على اساليب المقاومة العنيفة والسلمية ,استنادا الى قدرة الشعب على الاحتمال وحتى لا يكون عرضة لبطش الاحتلال وتغول آلته العسكرية ، المطلوب ليس حل السلطة بل تحويل مفهوم السلطة من ادارة بيرقراطية فاسدة الى ادارة شعبية مبدعة ، لان سلطتنا العتيدة لم تبدع غير تقليد نموذج السلطة العربية الرديئة ,وانشأت هياكل ادارية لدولة مستقلة فعلا وليست تحت الاحتلال الفعلي .
مطلوب اعادة بناء السلطة تحت الاحتلال بكل ما يتطلبه ذلك من اجراءات وادوات وآليات عمل وسلوك وبنية قيمية واخلاقية منظمة بقوانين وتشريعات تعيدها الى الارض ومن عليها من بشر ،بنية تبدا ولا ينتهي عند تغيير مفهوم ودور الموظف الحكومي وطرائق وامكنة العمل ، وتحرم استخدام الموقع الوظيفي والمال العام لاغراض شخصية ، وفي السياق تخفيض رواتب الوزراء والمدراء العامين وكبار الضباط وسحب كل امتيازاتهم من سيارات وبيوت فارهة ، بما في ذلك التنسيق الامني مع الاحتلال لتامين تنقل كبار رجال السلطة .
مطلوب اعطاء القدوة والمثال في العمل المنتج وتواضع الملبس والمسكن وطرائق العيش ،فالتجربة الحية دللت على ان احد الدوافع الاساسية التي حكمت طريقة التصويت لاختيار نواب الشعب في الخامس والعشرين من يناير الماضي ، كان تأييدا للتواضع والزهد والبساطة ، وعقابا للفجور والبذخ والفساد واصحاب الامتيازات ، ان مشهد عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي الذي انتقل الى نابلس بسيارة اجرة وانتظر مع الناس البسطاء على حاجز حوارة وتوقف في نابلس ليتناول سندويش فلافل قبل ان يصل الى جامعة النجاح ، مشهد يغني عن عشرات الخطابات حول السياسة والنضال والماضي والتاريخ وإطلاق الرصاصة الاولى ، واشير الى رواية ذات دلالة يتناقلها الناس في قطر , ان القادة الثلاثة لحماس الذين وصلوا الدوحة بعد ابعادهم من الاردن ,اقاموا في فيلا للضيافة ، منحهم الامير بطاقة اعتماد مالي كي يتدبروا شراء حاجياتهم اليومية ،لكن الديوان الاميري ذهل عندما اظهرت الفواتير ان خالد مشعل ورفيقيه لم يصرفا طيلة ثلاثة اشهر سوى بضعة مئات من الدراهم ، انفق معظمها على الماء والبيض والمعلبات . ولهذا لم يكن مستغربا ان يضطر خالد مشعل اثناء زيارته الاخيرة الى القاء خطابه أمام الجمهور القطري في استاد رياضي.
ان واجب النخب الفلسطينية هو التمسك بالبوصلة الوطنية والانشغال الجدي لانقاذ الحالة الوطنية الفلسطينية بالضغط لتعديل مسار السلطة واجبار فصائلها على التوحد والعمل المشترك فحماس لا تملك غير الاعتراض النبيل والشجاع على الغطرسة والظلم ،كما لا تملك غير مشروع الاستشهاد المحمل بالرموز ، لكنه لا يصنع سياسة بمفرده ، بل بقدرته على صنع حلف وطني واسع يضم الجميع ، من الشيوعيين الى القوميين والليبراليين ،من اجل ازالة الاحتلال وتامين صمود الناس ، فالاحتلال والتسيد الامريكي على العالم الى زوال ولا يمكن ان يستمر الى الابد ،و الاساس هو القدرة على الصمود والاحتمال ، فالصراع اليوم لم يعد على الحقوق الفلسطينية بل على مضمون هذه الحقوق ، وكما يقال " الفوز صبر ساعة

* كاتب فلسطيني مقيم في لندن



#محمد_مشارقة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- ماذا فعلت الصين لمعرفة ما إذا كانت أمريكا تراقب -تجسسها-؟ شا ...
- السعودية.. الأمن العام يعلن القبض على مواطن ويمنيين في الريا ...
- -صدمة عميقة-.. شاهد ما قاله نتنياهو بعد العثور على جثة الحاخ ...
- بعد مقتل إسرائيلي بالدولة.. أنور قرقاش: الإمارات ستبقى دار ا ...
- مصر.. تحرك رسمي ضد صفحات المسؤولين والمشاهير المزيفة بمواقع ...
- إيران: سنجري محادثات نووية وإقليمية مع فرنسا وألمانيا وبريطا ...
- مصر.. السيسي يؤكد فتح صفحة جديدة بعد شطب 716 شخصا من قوائم ا ...
- من هم الغرباء في أعمال منال الضويان في بينالي فينيسيا ؟
- غارة إسرائيلية على بلدة شمسطار تحصد أرواح 17 لبنانيا بينهم أ ...
- طهران تعلن إجراء محادثات نووية مع فرنسا وألمانيا وبريطانيا


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد مشارقة - حل السلطة الفلسطينية ام إعلان الاستسلام