|
الحركة الشعبية الوطنية --والببغاء---والحمار--
سلطان الرفاعي
الحوار المتمدن-العدد: 1493 - 2006 / 3 / 18 - 11:31
المحور:
كتابات ساخرة
في عام 19700 قبل الميلاد، اجتمعت عشائر بني قحطا ن على مستوى شيوخ العشيرة، في القاهرة، وانبرى زعيم عشيرة الجرادين في شرح مستفيض عن المؤامرة التي كان يُحيكها زعيم عشيرة الحساسين، بالاتفاق مع زعيم عشيرة الزرازير. وقد وصل الأمر إلى حد صك نقود، كُتب عليها الجمهورية العربية العصفورية، في مضارب عشيرة الحساسين، كما جرى رفع أعلام في جنوب مضارب عشيرة الجرادين بالمضمون نفسه.
بعد هذه الفضيحة المدوية أمام مجلس عشائر بني قحطان، وأثناء وداع زعيم عشيرة الجرادين من قبل زعيم عشيرة الزرارزير، فاجأت نوبة قلبية زعيم الزرازير وأودت بحياته.
عشيرة الجرادين لم تنس لعشيرة الحساسين، دورها التخريبي في زعزعة نظام العشيرة المجاورة، وما داموا قد صكوا نقودا، فسنعمل على تزوير نقودهم، وخلق بلبلة في مضاربهم، وإسقاط نظامهم، كما كانوا يرغبون أن يفعلوا بنا.
يتحدثون اليوم في عشيرة الحساسين، عن القبض عن شيخ تجار الجملة والمفرق، والذي لم تعد تتسع له الدنيا والفضاء والسهول والجبال، حتى قيل أنه مرشح لنيابة زعيم العشيرة، ويبدو أن عشيرة الجرادين لم تنس، وتاريخنا لا ينسى، فتم دمغ عدد 2 مليار (غنمة) من النوع المضروب، وجرى تسويقها إلى عشيرة الحساسين، بمعرفة شيخ التجار، الذي وقع أخيرا وقعة جمل في بركة عمقها أكثر من مئة متر. العسس وزعماء العسس، من الذين كانوا يهابون شيخ التجار وسطوته وجبروته، انفرجت أساريرهم أخيرا، وبانت نواجذهم ، فقد وقع شيخ التجار في أيديهم أخيرا. ويٌقال أن الغنم المضروب، يتصف بدقة مذهلة لا تستطيع العين المجردة تفريقه عن غنم الحساسين بسهولة، والحديث يدور عن يد لعشيرة يهوه في القصة.
ذكرني شيخ التجار والفجار هذا بطرفة تقول: ركب غراب وحمار في طائرة، وأثناء تحليقها، قام الغراب بالضغط على الزر، فجاءت المضيفة تسأله: نعم أستاذ. فقال لها لا شيء فقط عم اتغالظ (اتمن-----) وهكذا أعاد الكرة عدة مرات، وفعل الحمار مثل الببغاء، وضغط على الزر، وجاءت المضيفة، وسألته فقال: اتغالظ( اتمن---). وهكذا حتى ضاق زرع المضيفة، فقالت للطيار. فقال لها: افتحي الباب واقذفيهم من الطيارة، وهكذا فعلت، ورمت بهم من الطائرة، الببغاء طار، أما الحمار فقد وقع ميتا، فقال له الببغاء: بما أنك لا تعرف الطيران فلماذا تتغالظ إذا (تتمن---)
وهذا ما حصل ما شيخ التجار المسكين، الذي كان لا يُحسن الطيران ومع ذلك، عمد إلى ضغط الأزرار.
من بروكسيل عاصمة بلجيكا العضو في الاتحاد الأوروبي جاءنا ما يلي: (( وتفاوضت مجموعة من 17 سياسيا منفيا جميعهم من الرجال حتى وقت متأخر من ليل الخميس في قاعة بأحد فنادق بروكسيل على إعلان مشترك يهدف لان يكون خارطة طريق إلى انتفاضة.وقال حسام ألديري زعيم الحزب الديمقراطي القومي الليبرالي السوري "هذه هي المرة الأولى في التاريخ التي تجلس فيها جميع حركات المعارضة من داخل سوريا وخارجها إلى طاولة واحدة وتتفق على خطة مشتركة." وقال خدام الذي يعيش في فرنسا انه اختار عقد الاجتماع في بلجيكا لان القانون الفرنسي يلزمه كلا جيء سياسي بالامتناع عن الإدلاء ببيانات ضد حكومات أجنبية. وأضاف أن له مؤيدين كثيرين داخل حزب البعث الحاكم وفي الجيش.وقال خدام "إنهم سيكونون شركاء نشطين في تغيير النظام ولن تكون هناك أي مذابح." وأضاف أن الناس يتحولون إلى الأخوان المسلمين في أرجاء العالم العربي عندما يتاح لها خيار ديمقراطي بسبب فشل العلمانيين والقوميين العرب أثناء وجودهم في السلطة.ومضى قائلا "نعتقد انه في الوضع الحالي في العالم العربي فان التيار الإسلامي ظاهرة واسعة وإذا جرت انتخابات حرة فان هذا التيار سيأخذ مكانه."))
سبعة عشر سياسيا منفيين، بينهم ألحرامي وتاجر الحشيش والمجرم والأصولي والبعثي الحقيقي، جميعهم كما قال خدام سيكونون شركاء نشيطين في تغيير النظام، وانتبهوا إلى كلمة شركاء، فهو لم يقل، مناضلين، معارضين، غاضبين، بل قال شركاء، وقديما قيل الطبع غلب التطبع. فالتاجر مثله مثل الحاوي يموت وهو يلعب بأصابعه، وكذلك التاجر خدام، فهو لن ولم ينس أنه تاجر أولا وأخيرا، وبالتالي فتعبيره وأفكاره متناسقة متناسبة مع مكنونات قلبه. فالرجل قد تاجر بالسكر والطحين مع الحريري، وأولاده بالنفايات والمر تديلا واللحوم الفاسدة والعسل المغشوش والفطر المسموم والسمنة العفنة.
ماذا سيُحضر هذا التاجر لسوريا من مجمل بضاعته؟ أولا وثانيا، من هم هؤلاء البعثيون الباقون على حب هذا التاجر؟
معارض آخر من صنف الببغاء الذي يعرف كيف يطير، ولكنه فقد قدرته على الرؤية، والتفكير، فأصبح يرى في ابن تيمية وسيد قطب وألبنا دعاة ديمقراطيون سبقوا الغرب والشرق والعجم والتتر في خيارهم الديمقراطي، ولا ينسى صاحب مجازر الأزبكية ومدرسة المدفعية في حلب، واغتيالات صفوة علماء وأطباء سوريا، لا ينسى أن يقول أن العلمانية هي الشر والأصولية هي الخير الأسمى، والأمنية المنشودة للشعب السوري.
أما زعيم الحزب الديمقراطي القومي الليبرالي السوري الارتوازي الاستفزازي، ومعه ثلة من المنفيين على حد قوله، فيبدو أنهم يُريدون أن يتغالظوا (يتمن--)وهم لا يعرفون الطيران.
الحركة الوطنية الشعبية قادمة، بعيدا عن حزب البعث، وبعيدا عن المعارضة. الشعب سينهض وسيقول كلمته أخيرا. سيقول للبعث:
كفاك حكمك هلاك، شعارك نفاق.
وسيقول للمعارضة:
حذار فالوطن، أثمن من اليورو والدولار.
الالتزام برسالة الحركة الشعبية الوطنية كشهادة تعلم وإبداع ومحبة وتسامح، بعيداً عن العنصرية والعدوانية وإلغاء الآخر. وكم نحن اليوم بحاجة إلى عودة الروح إلى ممارسة القيم والمناقب والأخلاق والإنسانية لمواجهة البربرية الأصولية، والحقد الطائفي، وتشييء المواطن السوري في زمن البعث الاستبدادي. وسنستذكر في هذا المجال هذه العبارة الخالدة: "لن يكون هناك سلام في سوريا في ظل استمرار القمع والظلم والخلل الاقتصادي".
ملتزمون الحرية والتحرر.. وجود تعارض بين الحركة الوطنية الشعبية ومظاهر اضطهاد المواطن السوري وتفشي الفقر والجهل والظلم والحرمان.
الحركة الوطنية الشعبية المنشودة تتجذر في بيئتها الحضارية، وفي محيطها الجغرافي التاريخي والاجتماعي الذي تعيش فيه وتناضل من أجل الوطن والمواطن. هذا التجذر في أرض سوريا يولد الشعور بالانتماء والأمان، وهو الرابط الأولي الضروري للخروج من حالة العزلة والاغتراب والإحباط والتردد، والانخراط في مسيرة بناء صرح حضاري يعي المواطن السوري كائن من كان، دوره فيه، فهو شريك فاعل في تجديده، ومبدع خلاق في ثقافته، ومناضل في سياسته ونظمه.
الحركة الشعبية الوطنية لا تواجه الأصولية بأصولية أشد، بل تتجاوز الحقد والفوضى بثقافة راقية وقيم أصيلة تحاكي المستقبل، تعمل على البناء لا الهدم، تحذف من قاموسها كل مفردات العنف والقمع والإرهاب. الإرهاب الأصولي وإرهاب الدولة.
المطلوب اليوم هو نظام علماني حضاري حقيقي، ينطلق من فكرة الأخوة الإنسانية، والمواطنة السورية، والرغبة في العيش المشترك، تحت هذا العلم الذي نرفعه جميعا. وعلى هذه الأرض التي نقدسها جميعا.والالتزام بحرية المواطن السوري والتضامن الاجتماعي من اجل التقدم العلمي والإنساني والاقتصادي وتحقيق السعادة لكل أفراد الوطن.
علاقتي مع الآخر تؤسس كرامتي الليبرالية الإنسانية، وهي تعني الاعتراف بالآخر كشبيه لي، وبمسئوليتي تجاهه التي يوقظها فيَ وجوده وحضوره.وبالتالي فان مفهوم الكرامة الإنسانية لي كليبرالي تقوم على أساس علاقيّ، وان كرامتي نفسها تتطلب مني احترامي لكرامة الآخر.
إن قيامة الكرامة الإنسانية على أساس علاقيّ يُفيد عدة معانِ.فانه يعني أننا نريد المساواة بين البشر، وأن نعمل على ألا يفرض الأكثر عنفاً أو نفوذاً إرادته على الآخرين، ويُفيد هذا أن نحيا العلاقة مع الآخر كعلاقة تضامن فعليِ تُبرز الاهتمام به، لأننا نحيا الكرامة الإنسانية ونبرهن عليها من خلال التزامات لبراليتنا، تلك الليبرالية التي نترجمها في ابتكار الأفعال والمواقف التي تؤسس هذا الرباط بيننا وبين أخوة لنا في الإنسانية.
ويؤدي أساس الكرامة الإنسانية العلاقيِّ إلى رفض ما هو غير مقبول في زمن ومجتمع ما قد يصبح فيهما كل شيء ممكنا ومسموحاً.لذا علينا إن نرفض ما يجب رفضه،وآلا نستسلم للضغوط ،لان ضميرنا الليبرالي يتكون ويتضح من خلال تحدينا للاستبداد ومقاومتنا له.
إن جميع علاقاتنا الاجتماعية الصحيحة يجب أن ترتكز على الحقيقة والعدالة، التي تقر لكل شخص حقه في العيش الكريم باعتباره بشراً لا متاعاً سائباً.
أما القاعدة الأخلاقية التي تحرم سلب الإنسان حريته واعتقاله لكلمة قالها، أو لفكر نادى به، فليست امتيازاً اًو استثناء لأحد.
على عاتق السياسة يقع دور هام في احترام الكرامة الإنسانية والدفاع عنها.ومن وظيفة القانون،في أي مجتمع،إن يقرّ ويمكّن من قيام نظام اجتماعي تظهر وتتحقق فيه =الإنسانية=بين الناس،ويسمح في قيام علاقات مختلفة في مأمن من العنف ,وسلب الحريات.
في الليبرالية، تقتضي كرامة الإنسان أن يوفر له كل ما يحتاجه ليعيش حياة إنسانية حقيقية، كالغذاء والكساء والمسكن والحق في اختيار الحياة التي يريدها اختيارا حرا، والحق في أن يؤسس عائلة ويربيها، والحق في العمل، والحق في المحافظة على حياته الخاصة وفي حرية عادلة حتى في القضايا الدينية.
في الليبرالية. الاعتقال التعسفي، التعذيب الجسدي والمعنوي، الضغط النفسي، أوضاع الحياة المنحطة، السجن من دون مبرر، الاستعباد، التسلط، انتهاك حريات الإنسان، إن كل هذه التصرفات هي في الواقع شائنة.تلحق العار بالذين يمارسونها على شعوبهم، أكثر مما تلحقه بضحاياه، كما أنها وصمة عار على شرف أي دولة.
#سلطان_الرفاعي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الى متى يستطيع المواطن السوري أن يتحمل كل هذا النصب؟
-
وظيفة الاعلام ابراز حقيقة سوريا---تصريح للسيد الوزير
-
ما الذي حدث في بينين ويهمنا ؟؟؟؟؟؟
-
هل يمكن أن يكون هناك حزب جديد--يرأسه الرئيس؟؟؟
-
يوم نبحت الحساسين - جمع حسون وهو حيوان طائر
-
داحس والغبراء-------والفدرالية المطلوبة
-
من حلبجة الأكراد--الى أضرحة الشيعة--مرورا بتماثيل بوذا
-
الجنون هو أن تفعل نفس الشيء كل يوم ---وتتوقع نتيجة مختلفة.
-
يا كافر اقتل مسلم-----
-
وفي اليوم ذاته، أو بعده بيوم. يتصل ابن أخت أحد أكبر المفسدين
...
-
من سوري الى لبناني اسمه ميشيل عون
-
سبق صحفي ---قانون الاحزاب الجديد اقتراحات
-
من المسئول إذا عن هذا العطش الدموي،الذي يسكن القلب والنخاع و
...
-
غزوة دمشق----وموقعة بيروت-----
-
كاريكاتور--ومسيرات---وعليهم يا عرب
-
ثلاثة حروب ب 130 ليرة يا بلاش
-
احجبوا هذا الموقع !!!
-
ليست أمريكا سبب فسادنا وتخلفنا----
-
لا تقرأوا هذا المقال!!!!!!
-
ابن لادن يتعظ--وابن الترك لا يتعظ
المزيد.....
-
صور| بيت المدى يستذكر الناقد الراحل عبد الجبار عباس في ذكرى
...
-
روسيا والبحرين توقعان اتفاقية تعاون على هامش مبادرة -شبكة ال
...
-
تونس: في جرجيس.. فنان يخلد ذكرى المهاجرين الذين لقوا حتفهم ف
...
-
“سوسو ولولو جننوا الأطفال”… نزل تردد قناة وناسه ومتع عيالك ب
...
-
مهرجان القاهرة السينمائي بدورته الـ 45 يحتفي بالسينما الفلسط
...
-
ناصر الرباط يفوز بجائزة عبد الله المبارك الصباح عن كتابه -Wr
...
-
حينما جلس الوزير -الشاعر- يحتسي القهوة على أطلال العراق
-
من هم نجوم هوليوود الذين تعهدوا بمغادرة الولايات المتحدة إذا
...
-
روائع عربية في النسخة الرابعة لمهرجان البحر الأحمر السينمائي
...
-
“الجزء السادس” يعرض الآن مسلسل قيامة عثمان الحلقة 169 مترجمة
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|