|
حرب غير معلنة أم هي حرب عالمية ثالثة ؟
عبد اللطيف بن سالم
الحوار المتمدن-العدد: 5869 - 2018 / 5 / 11 - 05:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب غير معلنة أم هي حرب عالمية ثالثة ؟
. يبدو أنه قد اندلعت الحرب العالمية الثالثة منذ ظهور العولمة ، والهامشيةُ وغسلُ الأدمغة وشحنُها بالمخدرات المادية المختلفة أ والمعنوية المتطرفة المكبّلة للعقل عن التفكير في أية مصلحة وطنية كانت أو مصلحة خاصة ، تلك هي مثلا البعضُ من مظاهر الحرب العالمية الثالثة والبذور المهجّنة التي نتلقاها من ( الصديقة ) أمريكا والتي إذا ما آتت أكلها سنة أو بعض سنة تركت الأرض يبابا قاحلة ولم تعد صالحة لأي بذر في المواسم القادمة واندثرت إلى غير رجعة ومنتوج تلك البذور ولو كانت مؤقتة فهي انتهاك للطاقات البشرية المختلفة الحسية منها والعقلية أي هي ضرب لمقدراتنا الذاتية بهذا النوع من السلاح الغذائي حتى يخور عزمنا ولا نقوم مرة أخرى (مثلها مثل حبوب الهلوسة التي يشحنون بها الإرهابي ليقتل نفسه ويقتل معه غيره دون وعي بفعله ) أو ليس هذا النوع من المداهمة لنوعنا البشري لتحطيمه هو من مظاهر الحرب العالمية الثالثة ؟ إنها حرب على الضعفاء حتى لا يقوموا أبدا، إنها لعمري حرب استباقية ضدنا وضد كل العالم الثالث من حولنا وما الهجوم على العراق وقتل صدام حسين زعيمها إلا خوفا منا ومن نهضتنا القادمة . أليس تنظيمُ القاعدة مثلا كان مباركا من الامبريالية العالمية سابقا عندما كان يعمل في ركابها ويحقق لها البعض من أهدافها ثم انقلبت عليه واغتالت زعيمه بن لادن عندما تناقض لاحقا مع مصالحها وها هي اليوم تَدعم بطريقة مباشرة أو غير مباشرة كل الحركات الدينية الأخرى المتطرفة لتزرع الفتنة بين كل شعوب المنطقة ولتجعل الجميع يتقاتلون في ما بينهم دون رحمة أو شفقة و لتستمتع هي بمشهد المصارعة كما كان يفعل أباطرة الرومان بأسراهم في الأزمنة الغابرة وتضمن في نفس الوقت تحطيم المنطقة بأقل تكلفة . ألسنا نحن اليوم في عيون الامبريالية الجديدة هذه المتوحشة مثل أسرى هؤلاء الأباطرة لا حول لنا ولا قوة في الدفاع عن أنفسنا في إطار هذه العولمة حتى أن الكثير منا قد صار متما هيا معها كما لو كانت لا تتعارض لا مع إرادتنا ولا مع مصالحنا الخاصة والعامة ؟وحتى هذه التكنولوجيات الحديثة التي انتشرت بيننا إلى جانب ما فيها من إيجابيات وفوائد كثيرة للناس وخصوصا منهم الذين يحسنون استعمالها دونما وقوع في التهلكة فقد تكون لها بالتوازي مع ذلك الكثير من السلبيات والمضار المهلكة إذا ما أسأنا استعمالها ولم ندرك الحدود التي يجب أن نقف عندها ولنشرهنا إلى بعض الأمثلة :
- البرطابل مثلا أو الهاتف المحمول يتسبب للناس في كثير من العزلة والتوحد. الانطانات والترنسفوات التي صارت مثبتة في كل الأحياء في المدن لتغطية إمكانيات التواصل المطلوبة من الجهات مؤثرة سلبا على أدمغة الناس وأعصابهم ويمكن اعتمادها أيضا كطريقة أخرى للقضاء على البشر أو لخلق أ نواع جديدة أخرى من الأمراض له ثم التفكير في ما يحتاجه لاحقا من الأدوية لعلاجه وهكذا هي الحرب العالمية الثالثة والتي صارت موجهة فقط إلى الفقراء والضعفاء والعزّل من البشر و" المغلوب – مع الأسف - مولع دائما بتقليد الغالب " كما كان يقول ابن خلدون في زمانه وهكذا هو حالنا اليوم شئنا ذلك أو أبينا. ونحن العرب الآن بصفة خاصة في حالة مُزرية وكل ذلك بسبب جهلنا بأنفسنا وجهلنا بالواقع من حولنا . ألسنا في حالة حرب عالمية مدمٌرة معلنة هنا وغير معلنة هناك تشنٌها علينا الإمبريالية العالمية أو ما صار يُسمى حديثا بالعولمة منذ أكثر من خمسين سنة ؟ إنها حرب غذائية في أهم مظاهرها دفعت إلينا بالبذور المهجٌنة لتُضعف إحساسنا بواقعنا وتُضعف مداركنا وتُسقطنا بالتالي في الهامشية المبتذلة ليسهُل التغريرُ بشبابنا والرمي به إلى التهلكة في جماعات دينية متطرفة أو في جماعات إرهاب غير واعية ( هذه نوعية جديدة من الأسلحة ونوعية جديدة من الحروب المدمرة.) وأموال أغنيائنا الضخمة تملأ بنوك بريطانيا والولايات المتحدة ولا نستفيد منها بشيء يُذكر في الدفاع عن أنفسنا ولدينا ما يُسمٌى ب ( الجامعة العربية) لا ندري بالضبط ما هي مهمتها . الحرب مستمرة ولا تنتهي أبدا ولا حول لنا ولا قوة إلا باتخاذنا العلم والتكنولوجيا لنا مذهبا إذا استطعنا إلى ذلك سبيلا وسمحت لنا الدهماء التي لا تزال تسيطرعلينا بالغباء المقدس دائما . ولا عدل في الدنيا كما قال أبو القاسم الشابٌي شاعر الثورة التونسية السابقة إلا إذا توازنت القوى وتصادم الإرهاب بالإرهاب ... والقوة اليوم في المال والعلم والتكنولوجيا أحببنا ذلك أم كرهنا وليس في غير ذلك من الرؤى المزيفة ...
#عبد_اللطيف_بن_سالم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مكانة المرأة بين العرب
-
أصدقائي النوارس
-
لإرهاب في بيتنا
-
من أخطائنا الأخلاقية
-
نظرية علمية للبحث والتحقيق فيها
-
الثورة التونسية في ذكراها السابعة
-
الإرهاب : من أين يأتي وإلى أين يمضي ؟
-
الفساد الأخلاقي
-
اللغة العربية بين المحلي والكوني .
-
الإنسان والزمان
-
ماالحجاب ؟
-
حقوق الإنسان وتلوث المحيط
-
خطأ في الفلسفة
-
هي عزة أم غزة ؟
-
هل أرحنا أنفسنا من زيف الكلام ؟
-
هل من إبداع للمرأة العربية في مجال نقد الفنون ؟
-
وهل من منهجية صحيحة لمقاومة الإرهاب ؟
-
هل أن في بيتنا أمريكا ؟
-
الديمقراطية الموعودة
-
هروب
المزيد.....
-
تصعيد روسي في شرق أوكرانيا: اشتباكات عنيفة قرب بوكروفسك وتدم
...
-
روبيو يلتقي نتانياهو واسرائيل تتسلم شحنة القنابل الثقيلة
-
مئات يزورون قبرالمعارض نافالني في الذكرى السنوية الأولى لوفا
...
-
السيسي يلتقي ولي العهد الأردني في القاهرة
-
بعد حلب وإدلب.. الشرع في اللاذقية للمرة الأولى منذ تنصيبه
-
إيمان ثم أمينة.. ولادة الحفيدة الثانية للملك الأردني (صور)
-
السعودية تعلق على الأحداث في لبنان
-
إسرائيل تتسلم شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية بعد موافقة إ
...
-
حوار حصري مع فرانس24: وزير الخارجية السوداني يؤكد غياب قوات
...
-
واشنطن وطوكيو وسول تتعهد بالحزم لنزع نووي كوريا الشمالية
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|