|
حوار مع الحوار المتمدن، نافذتنا الفكرية 1
سعاد خيري
الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:58
المحور:
مقابلات و حوارات
اشكر الحوار المتمدن على اهتمامه بارائي ومواقفي بل وبمغزى حياتي. فقد تقدم بالاسئلة الاستاذ فهد ناصر وبناء على طلبي حرية تناول الاجابة على الاسئلة لانها جاءت متأخرة عن مناسبة 8 آذار، اخترت اخر الاسئلة كمقدمة لاجاباتي لانه كثيرا ما استلم الرسائل من القراء تضم نفس التساؤل.
فهد الناصر: للعمر وطأته كما يقولون ، لكنك وبعد هذا العمر وهذا التاريخ الطويل من العمل السياسي والنشاط الدؤوب كفعالة وقائدة سياسية في الحركة الشيوعية العراقية بعد الاعتقالات والتغييب والاغتراب ، كيف تجدين نفسك اليوم خصوصا وان الحزب الذي حملته عقودا طويلة وكانه ابنك العزيز قد وضعك خارج اطره الرسمية او هو يعتبرك جزء من تاريخ يعكر صفو مسيرته اليوم؟
قررت منذ نعومة اظفاري ان اكرس حياتي لخدمة البشرية، وانا في الثاني متوسط، وكانت ملهمتي مدام كوري مما دفعني لاختيار الطب سبيلا لخدمة الشعب العراقي خاصة والبشرية عامة . ولم استسلم للواقع الذي وقف دون تحقيق حلمي الاول رغم تفوقي العلمي. فقد تعطل قبولي في كلية الطب اولا ثم فصلي منها بسبب اعتقال اختي عام 1947 لانها شيوعية . ففتحوا لي المجال لاختيار السبيل الواسع لخدمة شعبي والبشرية باوثق وارحب السبل. بانتمائي للحزب الشيوعي العراقي في شباط 1948 بعد مساهمتي في مظاهرات الاحتجاج على مشروع تقسيم فلسطين واقامة دولة اسرائيل كقاعدة للامبريالية العالمية عام 1947 وفي مظاهرات وثبة كانون 1948 الهادفة لاسقاط معاهدة بورتسموث المخصصة لادامة تبعية العراق للامبريالية البريطانية عشرين سنة اخرى بعد نفاذ معاهدة 1930 الاسترقاقية. فقد اثبتت لي هاتان التجربتان ان اخلص القوى الوطنية لشعبنا وللشعوب العربية هو الحزب الشيوعي لانه لايعرف المساومات مع اعداء شعبنا ولا يعرف الموسمية . وفي احضان الحزب وبهدى هويته الفكرية ، الماركسية تطورت مداركي وقابلياتي على تحليل الواقع في مختلف مراحله التي مر بها شعبنا والنضال من اجل تطويره لمصلحة شعبنا . وبفضل ذلك ساهمت بنضالات شعبنا واجتزت صعوبات الحياة والسجون وانواع التعذيب وخضت الصراعات الفكرية داخل الحزب باعتبارها الوسيلة الاساسية لتطوير نظريات الحزب وسياسته ومواقفه وتمكنت بمساعدة رفيق حياتي زكي خيري ان الخص تجارب الحزب الشيوعي العراقي وتاريخه بعدة كتب . وتحملت طيلة حياتي الحزبية كثير من العوائق والمحن الناجمة عن خوضي الصراع الفكري نتيجة خروج بعض قيادات الحزب عن نهج الحزب المادي الديالكتيكي سواء عن قلة ادراك اوعن انحرافات مبدأية. ولا اقصد بذلك انني كنت دائما معصومة من الخطأ .. ولم يدفعني كل ذلك يوما للخرج من صفوف الحزب ولم اتوقف يوما عن النضال من اجل تطوير سياسته وتقوية صفوفه وحماية مبادئه وتطويرها وفقا لمقتضيات تطور مراحل النضال الوطني والعالمي، بكل امكانياتي التي اكتسبتها بفضله وبفضل مبادئه المادية الديالكتيكية. ولم يستطع احد وضعي خارج اطره مهما كان مركزه لان الحزب الشيوعي ليس ملكية اقطاعية لاحد. انه حزب الجماهير الكادحة وكل المخلصين للشعب والوطن والانسانية. وسابقى جزء من تاريخ الحزب الشيوعي العراقي الذي اثبت عبر تارخه ورغم كل اخطاء سياسته، الضرورة التاريخية لتحرير شعبنا والمساهمة في تحرير البشرية وهو اليوم اشد ضرورة من أي وقت مضى . واقول للذين يعجبون من تمسكي بعضوية الحزب الشيوعي العراقي رغم كل الاختلافات الفكرية والسياسية مع سياسته الحالية: اولا ان الحزب اكبر من أي فرد فيه ومن أي هيئة فيه وثانيا انا ابنة هذا الحزب وله ادين بكل امكانياتي ولتاريخه ومواقف شهدائه كل ما احضى به مع كل الشيوعيين من تقدير ومن خلاله يمكن لي ولكل المناضلين تحقيق وطن حر وشعب سعيد . وكل شيوعي عراقي مسؤول امام الجماهير عن سياسة حزبه . فقد خرج عن الحزب كثيرون ليبرئوا انفسهم من سياسة خاطئة اقترفتها قيادات الحزب دون ان يسهم ذلك في تعديلها في حين كان يمكن لبقائهم ونضالهم الفكري دور فعال في تعديل تلك الاخطاء . ففي تاريخ حزبنا كثير من التجارب التي استطاعت فيها القاعدة الحزبية تعديل سياسة الحزب، واولها دفعت الرفيق فهد الى تسمية جريدة الحزب المركزية"القاعدة". وها انني مع كثير من الرفاق نناضل من اجل وضع سياسة الحزب على اسس مبادئه الماركسية: الوطنية والاممية التي ترتكز ستراتيجيتهاعلىاعتبارالعدو الرئيس لشعبنا ولجميع البشرية هي الامبريالية العالمية ورأس رمحها الامبريالية الامريكية بقواتهاالتي استطاعت من خلال اداتها النظام الدكتاتوري احتلال العراق، كما استطاعت ان تمد احتلالها ثلاث سنوات والحبل على الجرار، والعمل على تركيع شعبنا مستخدمة كل ما عرفته الامبريالية عبر تاريخها الاجرامي من ادوات وابتكار المزيد، هادفة الى شل طاقاته بالرعب الذي تنشره فرق الموت والارهاب التي دربتها مخابراتها لتضلل الشعب وتجعل من الارهاب العدو الرئيس ومن ثم الطائفية التي اججتها بانتهاج سياسة المحاصصة وبتوجيه الاعمال الارهابية والتقتيل على الهوية، لتوهم الشعب بان الطائفية هي العدو الرئيس بهدف اثارة الحرب الاهلية كضمان لبقاء احتلالها ونهبها لخيرات الوطن وتشديد كل معناة الشعب واشغاله بسد ابسط مستلزمات الحياة عن التفكير دع عنك النضال من اجل التحرر. نعم ان شعبنا بامس الحاجة الى الحزب الشيوعي العراقي المستنير بالماركسية في تطورها ، باستراتيجيتها الاممية وبنهجها الوطني وتاكتيكاتها المرنة في النضال بكل الوسائل والاساليب لمقاومة الاحتلال والربط بين النضال من اجل المطالب الانية الملحة للجماهير ومقاومة الاحتلال، وفضح جميع وسائله في تضليل الشعب فكريا وسياسيا وتخدير يقظته تجاه مخططاته التي يلبسها ثوب الديموقراطية من خلال العملية السياسيةالتي يقودها المندوب السامي الامريكي خليل زادا. ان الحزب الشيوعي العراقي بحاجة الى كل الافكار النيرة والارادات الصلبة والدعم الجماهيري، ليلعب دوره التاريخي في تحقيق وطن حر وشعب سعيد. سعاد خيري في 16/3/2006
#سعاد_خيري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
السليقة الثورية للشعب العراقي وتجاربه التاريخية تحطم كل اسلح
...
-
استنفار بوش ادواته ووسائله لتصريف ازماته الداخلية والدولية ا
...
-
رسالة اخطأت العنوان وجماهير العالم تستعد لدعم نضال الشعب الع
...
-
التنظيم والنضال الجماهيري الواعي السبيل الوحيد لتحقيق اهداف
...
-
اكثر مراحل الرأسمالية تعفنا هي العولمة الرأسمالية ممثلة بقطب
...
-
الاهمية الوطنية والعالمية لقضية الاكاديمي كمال السيد قادر
-
سيبقى الشعب العراقي في طليعة النضال من اجل التحرر وطنيا وعال
...
-
هل ستسمح البشرية للادارة الامريكية الايغال في قتل شبيبة واطف
...
-
احدث سوق للمزاد العلني في اربيل
-
هدايا الادارة الامريكية وادواتها للشعب العراقي
-
تجربة الانتخابات الاخيرة في العراق والمخططات الامريكية
-
الحوار المتمدن والحتمية التاريخية
-
مسرحية محاكمة احد اعتى مجرمي العصر
-
هل توقف نزف دماء الشيوعيين في ظل الاحتلال
-
التراجيدية الكوميديةعلى مسرح الجامعة العربية
-
تحية لمؤتمر الحركة النقابية الديموقراطية العراقية
-
مجلس الامن يقرطلب الجعفري اضافة سنة اخرى من الفوضى الخلاقة و
...
-
نعم الانتخابات القادمة تنجز مرحلة تأسيس هامة وربما الاهم في
...
-
ستبقى ثورة اكتوبر تسجل فجرعصرنا عصرتحرر البشرية من جميع اشكا
...
-
الاسباب الرئيسية لاخفاق الاحزاب الديموقراطية واليسارية في ال
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|