أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قصي الملاك - المرأة والخيول في العراق















المزيد.....

المرأة والخيول في العراق


قصي الملاك

الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:43
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لدى إحدى المرات التي ارغب فيها بقراءة وتصفح شيء ما عرجت على قطعة كتابية تتطرق في مفهومها إلى فكر جدير أن يقف أمامه المتتبع بقراءة متأنية مع التمحيص بالمفردات والقيم المطروحة .المادة الرئيسية لفكر هذه الكتابات هي المرأة بادئـها يقول أن لإبليس خَيـل ذاتَ مواصفات وتأثير كبير في الناس وهذا ينطبق تماما على النساء ، فهنّ وسيلة إبليس الناجحة فيكون الأمر واضحاً أن النساء خيل إبليس .وقـد ذُكـر أن هنالك خطبة للرسول الكريم (ص) على حد قول هؤلاء ،أن النساء حبائلَ إبليس فأخذ الكثيرون يفسرّوا هذا الكلام على أن النساء فيها الخير وغير الخير ( من المصدر بحار الأنوار ج3 ص 215 ) ،( وبحار الأنوار ج2 ص283 ) وأن هذا الأمر شائعا بين الناس . ويضيف مُقارناً بأنَ شَــعَرْ الخيــل مُشابه لشَـعَرَ النســاء ويتعمق في الوصف والتشبيه إلى تقسيم الخيل إلى أصيلــة وغير أصيلــة وكذلك النســاء تختلف بأصالتها من عَدمهِا باختلاف أنسـابِها ، فالخيل الأصيلة إذا كبا فارسها بقيت تحوم حوله ولا تتركه وهذا عكس ما تفعلهُ الخيول الغير أصيلــة وهذا يكـون أيضاً في النســاء ، فالمرأة الأصيلــة لا تترك زوجها في المحنة وتبقى صابرة متحصنة أمـا المرأة الغير أصيلــة فأنها تترك زوجها في أول شدة من شدائد الدهر .
يسترسل الكاتب والمُنظر لهذا الفكر واصفاً المرأة أكثر بأنه عندما تأتي مجموعة من الخيول تأخذ قلبك وكذلك النســاء فهي تترك في القلب شيء خصوصاً وهي تترك جلبة الصوت من قعقعت الأقدام ، وأن الخيل تحتاج إلى لِجام حتى لا تجمح والمرأة كذلك تحتاج إلى لجام ،ولجام المرأة الحيـاء ولولا الحياء لجمحت المرأة بشهوتها لأنـه للمرأة تسعة أضعاف شهوة الرجل ولولا الحياء لأمسكت كل امرأة بتسعة رجال . ويمضي في قوله بأن علماء الحيوان والباحثين والمختصين يقولون أن الخيول تحتاج إلى بعض الحركات الضرورية كالتدليك وما شابه قبل امتطائها من قبل فارسها ، وأن المرأة كذلك تحتاج قَبل الجماع إلى القبلة والمُداعبة . وهنا أنهي بعض ما كتب في هذه المقالة ( نشرت في جريدة القائم العدد/20 فـي 21/10/2005 وهي تصدر بمباركة دينية ومرجعية كما تقول وإنها دينية ثقافية مستقلة ).أردت في معرض ردي أو التنويه فقط على ما جاء وذكر هنا هذا هو اليوم منطق الأناس الجدد الذين ينظَّرون لأفكارهم في العراق ، أقف أنا ومجموعة كثيرة من الناس أمام هذا المنطق الجديد فكيف لك أن تتخيل مصير المرأة ومستقبلها مع هؤلاء الذين سوف يرسمون لك أفقاً سياسيا لربما تجهل ونحن أيضاً نجهل الكثير من معالمه المُظلمة إذا كان بادئها وصف المرأة بالخيل وكأن الحياة لم تُخلق من ذكر وأنثى فقد تحولت عند أولئك إلى ذكر وخيل .أن هذا الوصف والتمجيد للذكورية وكأن الرجل مخلوق ابيض مُنزه من السماء لا يعرف قلبه الخطيئة ولايَمرُ بها وغير منغمس في عوالمها كأنه صفحة مشرقة في هذا العالم الواسع وان الرذائل والخطيئة هي مـــن صنع المرأة لوحدها وان الرجل مخلوق بريء لاحَول لهُ ولاقوة في عالم تتسلط فيه المرأة كما نفهم من الفكرة واضحة في تسلطيها الضوء وبقسوة على المرأة والتي شُبهت بالخيل أو الأحصنة بدءاً بشَعـر المرأة وقِـوامها وعملية تدليكها كما يُدَلك الحصان أو الخيل ولربما اغفلوا أو تناسوا في نظريتهم الجهنمية هذه أن يذكروا لنا نوع الإسطبل ومواصفاته الذي يجب أن تنام فيه هل هو من نوع أربعة أو ستة نجوم ونوع العَلف المستخدم للطعام وما هو نوع السباق الذي مـــــــــن حقها أو عدمه الاشتراك فيه وخوضه مع ذكر أنواع مختلفة لبعض اللقاحات المستخدمة لهذا المخلوق الأسطوري الذي صوره العباقرة وأهل العلم على أن النساء لسـنَّ سوى أداة سهلة لفعل الخطيئة. أن هذا التشبيه الذي يتجاوز على الصفات الآدمية والربانية لخلق اللـــه عــزّ وجـل وضربه بعرض الجدار صور الأم ، الأخت ، الحبيبة الوفية ،الصابرة التي تعاني من قسوة الحياة ،هـــــذه الرؤى السوداء نابعة من واقع مظلم مليء بالأجحاد والتطرف أن هؤلاء بتشبيههم المرأة بالخيل قد حّولوا ولربما دون أن يشعروا الرجال إلى مجموعة من البغال والخيل والحمير أيضاً لأنه خلاف الواقع أن يرتبط رجل ويعقد قرانه عــــــلى حصان أو فرس يتزاوج ويتعايش معه لكي تكتمل لنا هذه العبقرية فــــي كيفية تحويل الإنسان الإنسان إلى حيوانٍ حيوان وكأننا نعرج على أحـد المشاهد المعتادة في واحدة مــــن حدائق الحيوان المنتشرة في بلدان العالم أن هذه الأفكار الظلامية باتت اليوم ليست بالحدث العابر بل تعمقوا فيها وركزوا على نشرها وتوثيقها وفلسفتها حسب أمزجتهم المريضة والمصيبة أنهم يريدون رسم القرار والمستقبل لأجيال قادمة وعليكم أن تتخيلوا لون ونوع وطعم المستقبل الآتي ضمن هذه البلورة العجيبة حيث كانوا بالأمس يتباكون كيف أن المجتمعات المتحظرة والمتقدمة عالميا تُسميهم بالدول النامية ، نعم اليوم المصيبة أعظم من هذه التسمية حيث أنهم أصبحوا فعلاً دول نامية ولكن نحو مزيد من التخلف والجهل والضياع الفكري والإنساني ولا نقول الجميع بل لربما نسبة كبيرة . أي فكر هذا الذي يشرع الأن لكثير من الرجال نوعاً آخر من أنواع المُبررات التي يستخدمونها لظلم وقهر واضطهاد النساء بحجة مفاهيم يدعون أن لاجدال عليها لأنها تُمثل الشَرع والشريعة والحق والحقيقة نقول لِهؤلاء عليكم أولاً أن تنظروا لأنفسكم وأن تمعنوا النظر ملياً بالتأريخ التي يضم وصمات عار وخزي في جبين الإنسانية مُعظمها من صنع الرجال فلم نسمع يوما بحاكماً متسلط جنســه امرأة ولم نشهد سفاحاً يُبطش بالبشر ويقتل الملايين جنسهُ امرأة ولم نقرأ عن ديكتاتوراً جنسهُ امرأة أمثال هولاكو وهتلر … والى آخر الأسماء . ندعوهم ليطلعوا عــلى أصغر سجل مــن سجلات القضاء فـــي أي بلد مــن بلدان العالم المتقدم والمتخلف وليروا بأم أعينهم حجم الضرر والكوارث التي أوقعها وأنزلها الرجل بالمرأة في كل ساعة وحـــين لا نطلب منهم شيء غير إظهار ولو جزء يسير من صورهم وحجم بشاعتهــــم للآخرين لا أن يستمروا بقرع طبول التشهير والتحجيم من شئن المرأة وحلاوتها وغلاتها فـي الكون وليتطرقوا إلى مقدار الضعف داخل أنفسهم ولينصفوا ولو بالسكوت فقط ويكفوا بشرهم عن هذا المخلوق الطري الندي العبق الرباني الذي أسمه المرأة
قصي الملاك
ناشط في الدفاع عن حقوق المرأة
والطفل



#قصي_الملاك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- فرحة عارمة.. هل سيتم زيادة منحة المرأة الماكثة في البيت الى ...
- مركز حقوقي: نسبة العنف الأسري على الفتيات 73 % والذكور 27 % ...
- نيويورك تلغي تجريم الخيانة الزوجية
- روسيا.. غرامات بالملايين على الدعاية لأيديولوجيات من شأنها ت ...
- فرنسا: مئات المنظمات والشخصيات تدعو لمظاهرات مناهضة للعنف بح ...
- السعودية.. إعدام شخص اعتدى جنسيا على أطفال بالقوة وامرأة هرب ...
- تطبيق لتوزيع المهام المنزلية وتجنب الخلافات داخل الأسرة
- -دعت إلى قتل النساء الفلسطينيات-.. أستراليا ترفض منح تأشيرة ...
- مشهد يحبس الأنفاس.. شاهد مصير امرأة حاصرتها النيران داخل منز ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام امرأة -تعزيرا- وتكشف عن اسمها ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قصي الملاك - المرأة والخيول في العراق