أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - عن ترامب ومبدأ -فن الصفقة-














المزيد.....


عن ترامب ومبدأ -فن الصفقة-


عبد الحسين شعبان

الحوار المتمدن-العدد: 5868 - 2018 / 5 / 9 - 17:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



هل يملك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استراتيجية واضحة ومحدّدة يعتمدها في سياساته وتوجهاته وتكتيكاته، وإن بدت متناقضة دون خطة بعيدة المدى وتحمل الكثير من المفاجآت، باستثناء ما يضعه من حسابات تجارية وميل سريع للربح، حتى وإن بدا سلوكه كوميدياً أحياناً وتراجيدياً في أحيان أخرى، لكن الشيء الذي يظل ثابتاً لديه وبمثابة الركن الاستراتيجي في سلوكه وتصرفاته هو الحصول على صفقات تجارية، سواء بميزان السياسة أو الحرب أو الثقافة أو الصداقة، والمشترك الجامع بين هذه الحقول جميعها هو التجارة؟
وإذا كنّا نقول عن السياسة إنها إدارة وتدبير وتنظيم وفن، فإن هدفها الأساسي بالنسبة للرئيس الأمريكي هو الحصول على الربح والاستحواذ على الثروات وإذكاء روح المنافسة إلى أقصاه. والمنافسة بالنسبة لهذا النمط من الساسة ورجال المال تعني مغالبة وسباقاً للفوز، فما بالك حين يتعلّق الأمر بالسياسات التي تخدم المصالح التجارية والاقتصادية، سواء على المستوى الخاص أو على المستوى العام؟
ولعلّ «فنون الصفقة» كانت عنوان كتاب حمل اسمه قبل وصوله إلى سدة الرئاسة، حين فكّر ثم قرّر دخول الانتخابات، ولم يكن يعتقد أنه سينال الفوز فيها، الأمر الذي اعتبر لاحقاً مفاجأة، ولكن مجرد دخول الانتخابات كان بالنسبة له صفقة كبيرة لمنافسته المتميزة وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلينتون، كما ورد في كتاب «نار وغضب» لمؤلفه مايكل وولف.
وكشفت فترة العام ونيّف المنصرمة ما تغيّر في أمريكا، وفي الوقت نفسه ما ظلّ ثابتاً في «البيت الأبيض»، وإذا كان وزن واشنطن قد خفّ حتى لدى أصدقائها، فإن ما بقي واضحاً على الرغم من تقلّبات الرئيس ترامب بلا حدود أو ضفاف هو «عقد الصفقات»، وتلك من سمات السياسة الجديدة التجارية بامتياز، وهو ما تعكسه تغريداته الشهيرة أحياناً التي ينفرد بها عن كبار قادة العالم.
وقد لخّص غاري كوهين كبير المستشارين الاقتصاديين في البيت الأبيض والجنرال هربرت ماكماستر مستشار الأمن القومي في مقال مشترك لهما «مبدأ ترامب» بقولهما: إن العالم ليس مجتمعاً دولياً، بل هو ميدان تنخرط فيه الأمم واللاعبون غير الحكوميين ورجال الأعمال ويتنافسون على تأمين المصالح والامتيازات «وفي ذلك تكثيف في التعبير ليس عن رؤيتهما فحسب، بل لما يمثّله الرئيس ترامب من فهم للسياسة الدولية.
وإذا كانت التجارة والاقتصاد هما الركنان الأساسيان في ميدان ترامب، فإن مبدأه يمكن تعميمه على جميع مناحي الحياة، ابتداء من العلاقات الدولية، حيث أبدى تحفّظات على العديد من الاتفاقيات الاقتصادية والتجارية أو اعترض عليها وطلب إعادة النظر فيها، مثلما حصل بشأن الملف النووي الإيراني واتفاقية باريس حول تبدلات المناخ، إضافة إلى القيود التي وضعها على البضائع الصينية، وهي اتفاقيات وقّعها سلفه الرئيس باراك أوباما، وحجته جاهزة باستمرار وهي: إنها اتفاقيات مجحفة بحق أمريكا أو إنها تسجل عجزاً في ميزان المدفوعات وخصوصاً مع الصين، وإن على الحلفاء والأصدقاء الذين تحميهم واشنطن دفع ثمن ذلك، وكأن أمريكا قوة للإيجار.
وقد تجاوزت ميزانية البنتاجون للأمن القومي سبعمئة مليار دولار أمريكي، وهذا يعني الانتقال إلى «بناء استراتيجية تنافسية»، على الضد من استراتيجية الرئيس أوباما الذي أقام «استراتيجية التعاون» وكانت الأساس في برنامجه الانتخابي والتي وفقاً لها تمكن من الفوز بأصوات الناخبين، خصوصاً بعد مغامرات جورج بوش الابن، ولاسيّما التورط الأمريكي في العراق وقبله في أفغانستان، لكن ترامب عاد ورفع شعار «أمريكا أولاً» مغازلاً السكان البيض ومحذّراً من الهجرة والعمالة الوافدة وغير الشرعية.
هل يبقى إذاً معنى لكون الإرهاب هو مصدر القلق الأمريكي، أم ثمة انخفاض في منزلته لدرجة أن فكرة المنافس الاستراتيجي هي التي حلّت محلّه لمواجهة الصين وروسيا؟ كما ارتفع منسوب التوتر ضد كوريا الشمالية وإيران، فالصين ساحتها اقتصادية ويقتضي مواجهتها أمريكياً ومن جانب جيرانها لمنع انتشارها العسكري في بحر الصين الجنوبي، وروسيا تجاوزت على أوكرانيا وتحاول أن تلعب في ساحة الدول الاشتراكية السابقة، بل تعيق نشر الصواريخ الباليستية على حدودها من جانب حلف الناتو في بولونيا ورومانيا مثلما تمدّدت في سوريا وانخرطت في الحرب المندلعة مقيمة قواعد عسكرية على البحر المتوسط.
أما كوريا الشمالية فحسب واشنطن إنها تعمل لتطوير ترسانتها الصاروخية الباليستية، وينبغي وضع حدّ لها، وبالنسبة لإيران فإنها زعزعت الاستقرار في الشرق الأوسط وتعمل على مدّ نفوذها في العراق وسوريا ولبنان واليمن وبعض دول الخليج، الأمر الذي يحتاج إلى تعزيز قوة واشنطن وحلفائها في المنطقة، ولاسيّما «إسرائيل» التي وعدها بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس رغم كونه إجراءً خارج نطاق القانون الدولي وبالضد من قرارات مجلس الأمن الدولي.
وإذا كانت الحرب الباردة قد دارت في المسرح الأوروبي بين الغرب والشرق، لكن هذه الطبعة الجديدة لها تمتدّ من المسرح الأوراسي إلى المسرح الشرق أوسطي وإلى مديات أبعد حسب مبدأ ترامب.



#عبد_الحسين_شعبان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- «الهولوكوست» وما يخفيه النفاق
- حين تفعل الثقافة فعلها
- حين يختل العمل السياسي
- سكريبال والحرب الدبلوماسية
- «ثقافة السلام» و«سلام الثقافة»
- خريطة الانتخابات العراقية : تضاريس وعرة ومنعرجات ضيقة!
- القدس ومعركة القانون والدبلوماسية
- تيلرسون و«سحر» الدبلوماسية
- حصان طروادة الجديد في الانتخابات العراقية!
- حوار عربي- كردي...
- المسيحيّون في المشرق العربي - نحو دولة المواطنة
- نقض «الرواية الإسرائيلية»
- التسلّح ونزع السلاح
- الصين.. من «الثورة الثقافية» إلى «الثقة الثقافية»
- في مئويته الثانية : ماركس المفترى عليه
- إعادة إعمار العراق :دبلوماسية ما بعد داعش
- «الإسلامفوبيا» و«الويستفوبيا»
- حوار الثقافات وأسئلة الهوية
- إشكالية المشترك الإنساني - الهويّة، الثقافة، الذّاكرة
- الهوّيات والدرس الهندي


المزيد.....




- اصطدمتا وسقطتا في نهر شبه متجمد.. تفاصيل ما جرى لطائرة ركاب ...
- أول تعليق من العاهل السعودي وولي العهد على تنصيب أحمد الشرع ...
- بعد تأجيله.. مسؤول مصري يكشف لـCNN موعد الإفراج عن فلسطينيين ...
- السويد: إطلاق نار يقتل سلوان موميكا اللاجئ العراقي الذي احرق ...
- حاولت إسرائيل اغتياله مرارا وسيطلق سراحه اليوم.. من هو زكريا ...
- مستشار ترامب: نرحب بحلول أفضل من مصر والأردن إذا رفضتا استقب ...
- الديوان الأميري القطري يكشف ما دار في لقاء الشيخ تميم بن حمد ...
- الجيش الإسرائيلي يواصل عملياته العسكرية في الضفة الغربية ويق ...
- بعد ساعات من تعيينه رئيسا لسوريا.. أحمد الشرع يستقبل أمير قط ...
- نتانياهو يندد بـ-مشاهد صادمة- خلال إطلاق سراح الرهائن في غزة ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الحسين شعبان - عن ترامب ومبدأ -فن الصفقة-