أشكال الدولة السلبية العربية

محمد بوجنال

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أشكال الدولة السلبية العربية
عدوة العقل

تتطور المجتمعات أو تتخلف وفقا لمدى فهمها واستخدامها العقل كقدرة يحكمها منطق الإنفجار. فالعقل، لا كوجود، وإنما كتاريخ يسكن السؤال والجواب كتعدد يمكن أن يكون، عند حسن التصور والتوظيف، استجابة لحاجيات الشعوب العربية، ويمكن أن يكون عرقلة، عند سوء التصور والتوظيف، نكرانا وإقصاء للحاجيات تلك؛ وعليه، فالعقل، في حد ذاته، طاقة غير مؤذية للجماد والنبات والحيوان والإنسان؛ إلا أن العكس هو واقع الحال في عالمنا العربي- الإسلامي. ومن هنا قولنا، لفهم وضع الشعوب العربية، بضرورة هذا التمييز بين الوجود والتاريخ وبالتالي فالقول بتخلف الشعوب العربية- الإسلامية معناه القول بالفهم والتوظيف المتخلف لمفهوم العقل في التاريخ بحيث أنه كلما كان الفهم والتوظيف ذاك فاسدا، كلما كان المجتمع ، وباللزوم، مجتمعا فاسدا. وعلة ذلك تكمن في كون نمط الإنتاج الريعي العربي هو نمط فاسد بالطبيعة. ويباعا لذلك، فمالك الرأسمال الريعي هو في نفس الآن مالك الإنتاج السياسي والاجتماعي والثقافي. ومعلوم أن النمط الإنتاجي الريعي العربي ذاك له منطقه الداخلي المتمثل أساسا في امتلاك وحماية الموارد الفلاحية منها والصناعية والبحرية والنفطية والمالية والبشرية. وفي هذا الإطار،ولضمان استمرار امتلاك الملكية تلك، وضمان التخلص من أشكال التهديد، نجد تركيز أشكال الأنظمة السلبية العربية على محاصرة وإقصاء العقل باعتباره القوة التي كلما تحررت من تسلط الأنظمة تلك، كلما شكلت تهديدا لها. لذلك كانت وما زالت تحرص دوما على تسليعه بالشكل الذي يجعله خرافيا ومروضا ومقدسا لأشكال الأنظمة تلك. وبهذا المعنى نفهم الحصار المضروب واليقظ على القدرات العقلية والجسدية للشعوب العربية- الإسلامية لتبقى شعوبا تفهم وتفكر كتابيا أو شفويا أو بهما معا من داخل عقل أشكال الأنظمة السلبية العربية. إنه الوضع الذي يفسر تخلف الإنسان العربي- الإسلامي وجموده ولامبالاته، بل وتهديد ذاته. قد لا نبالغ إذا قلنا، أن الشعوب تلك تم تنفيذ الحكم عليها بالعيش في عالم خيالي حيث كل ظواهره الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والثقافية هي ظواهر مفبركة تتناقض ومعطيات الواقع التي بها تم تشكيل العقل العربي- الإسلامي. هكذا، فالاقتتال مستمر، والتدمير مستمر والتخلف مستمر بفعل حصار العقل العربي- الإسلامي كما أرادته أشكال الأنظمة السلبية العربية.

#محمد_بوجنال (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات