أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - النداء الأخير قبل الصمت الإنتخابي














المزيد.....


النداء الأخير قبل الصمت الإنتخابي


جواد وادي

الحوار المتمدن-العدد: 5867 - 2018 / 5 / 8 - 16:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



النداء الأخير
قبل الصمت الانتخابي

لم تعد تفصلنا عن الانتخابات العراقية المصيرية سوى ثلاثة أيام لا غير، هذه الانتخابات التي يعقد كل العراقيين عليها العزم للخروج من عنق الزجاجة التي حشر الطائفيون فيها العراق وكبّلوه بنظام محاصصة خطير اقتصرت منافعه الشخصية على أحزاب امتدت بشكل مخيف بكل مفاصل الدولة العراقية المنهارة أصلا مما تسبب في ادخال العراق في نفق مظلم بدد كل شيء لبلد قد خرج للتو من محن النظام الفردي الدكتاتوري والفاشي ليدخله القادمون الجدد والفاقدون للأهلية السياسية في متاهات، قصدا أو جهلا بفن القيادة التي تتطلب كفاءات ومهارات وتجربة سياسية وقبل هذا وذاك، أن يكون السياسي وطنيا مخلصا لبلده وانتمائه للشعب مغلّبا المصلحة الوطنية الصادقة على الانتماءات الحزبية والشخصية والطائفية الضيقة، وهذا ويا للأسف ما عشناه وعانيناه طيلة الخمسة عشر عاما الماضية على أيدي من مكنتهم الظروف الطائشة في قيادة البلد، فجروا العراق الى متاهات وخراب وتفتت وتمزق واستحواذ فئة ضالة على مقدرات البلد على حساب التنمية والبناء والتوزيع العادل للثروة الوطنية وإعادة اعمار ما خربته عقود المحن والمغامرات السياسية السابقة، حين استبشر العراقيون بقدوم عهد جديد ينتشلهم من الحرمان والاقصاء وافتقارهم لأبسط شروط الحياة الكريمة، لتخرج لنا غيلان مخيفة لا نعرف من اين أتوا وكيف وصلوا وما هي أهدافهم، ليتحولوا بين ليلة وضحاها الى مافيات لصوص وحرامية وسراق لخيرات العراق الذي كم كان محتاجا للقرش الواحد لإعادة البناء واسعاد الشعب المظلوم، لنكتشف ان من كانوا بالأمس يستجدون على أبواب دول الجوار وبلدان المنافي ويقتاتون على صدقات تلك الدول ليوفروا وبالكاد لقمة العيش، تحول هؤلاء جميعا بقدرة قادر الى اثرياء وأصحاب مليارات الدولارات ليقتنوا المشاريع والعقارات والمؤسسات، بما فيها الإعلامية منها، ليبقى العراقي في دهشة وصدمة وحيرة، لا لسبب إلا لكونهم وللأسف استغفلوه واستغلوا طيبته وصدق نواياه ليضعوا ثقتهم في أناس كانوا يخططون لنهب أموال العراق، وكأنهم مكلفون بتتمة الخراب الذي خرج العراقيون منه للتو، فشجت الفأس رؤوس المسحوقين والفقراء والمحتاجين، بتوسيع الهوة بين الفقراء من جهة، والأثرياء من جهة أخرى ممن كانوا بالأمس في ذات الوضع الحياتي المزري، كيف حصل ذلك؟
هذا ما بات واضحا للعيان لكل العراقيين بظهور طوابير من الفاسدين واللصوص والحرامية استولوا على مقدرات العراق بفرض نظام محاصصة مقيت ورث، موظفين يافطات الدين والمذهب والقومية وما سواها من شعارات زائفة لإضفاء مشروعية لصوصية على أساليب النهب الخبيثة.
لا نريد أن نعيد مرة أخرى هذه الملفات التي باتت معروفة للجميع والتي اساءت كثيرا لسمعة العراق وحولت البلد الى ساحة لكل من هب ودب من فاقدي الاهلية والوعي والوطنية والحس الأخلاقي، فكانت الكارثة.
ما السبيل اذن لإزاحة هذا الكابوس المخيف الذي اذا ما استمر لأربعة أعوام قادمة سيتحول العراقيون جميعا الى شعب مشرد يستجدي لقمة العيش من خارج الحدود؟ فهل يعي أولئك الذين ينوون العزوف عن المشاركة الفعلية في الانتخابات القادمة خطورة مواقفهم؟
يا لها من كارثة ستحل بالعراق إذا ما ركب الممتنعون عن الادلاء بأصواتهم من اجل كنس الفاسدين رؤوسهم وبقوا بذات العناد الذي سيجلب المصائب لهم قبل غيرهم، علما أنهم يتعكزون على تخريجات ليست بالمنطقية لقراءة الواقع العراقي وتحديد مستقبل العراقيين، بدعوى عدم جدوى التصويت، وسيأتي ذات الفاسدين، وغيرها من التبريرات الخاطئة التي تحول كافة العراقيين المنتخبين، الى فاسدين ولصوص، وهذا كلام معيب ومواقف مخجلة، لانهم يعرفون أن هناك من المرشحين من يتسم بالنزاهة والوطنية والضمير الحي والسعي للتغيير وكنس الفاسدين، والشيء الوحيد الذي يساعدهم على تحقيق هدف كنس اللصوص وتصحيح المسيرة السياسية، هو وقوف كافة العراقيين الى جانبهم ومساعدتهم على الصعود لاتخاذ القرارات التي من شأنها أن تخرج البلد من مسلسل الخراب الذي سببه ويسببه الفاسدون من السياسيين الطارئين.
ما يثيرنا ويحز في نفوسنا أن هناك من المثقفين من ذوي الوعي من يدعوا الى العزوف عن الذهاب لصناديق الاقتراع، ولعمري أن هذا الموقف هو عينه ما يريده ويسعى اليه الفاسدون للبقاء على مسلسل النهب وإبقاء العراق يخوض في دوامة الكوارث، متصورين أن هكذا موقف هو احتجاج على الأوضاع المزرية التي سببها الفاسدون، في حين أنهم سيعمقون جراحات العراق، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يعتبرون مساهمين بإبقاء الأوضاع الشائنة على ما هي عليه، بوعي أو دون وعي منهم.
إن من يتخذ موقفا سلبيا من التصويت، سيكون مشاركا شاء أم أبى بما ستؤول اليها النتائج، حتى وإن عزف عن الذهاب، لأنه موافق ومساهم وبشكل فاعل بنتائج التصويت، بمواقفه السلبية، ومن ثم لا يحق له الاحتجاج عن النتائج الكارثية التي سيتسبب فيها، ويا للهول.
المطلوب ممن يدعوا لمقاطعة الانتخابات مراجعة مواقفهم وبأقصى سرعة، سيما أن الوقت يزحف لذلك اليوم الذي سيحدد مصير العراق والعراقيين، إن بزوال فلول الفاسدين وخروج العراق من محنه وبلاويه، أو أن نقرأ على هذا البلد الجريح السلام، وهذا ليس تهويلا، بل قراءة حكيمة تستدعي من كافة الفعاليات المجتمعية العراقية بكل تنوعاتها الخروج عن بكرة أبيهم لتنظيف العراق من الرثاثة التي ستفوح عواطنها إذا ما صحح العازفون من مساراتهم الوطنية.
إن العراق ينتخيكم بالخروج للقيام بدوركم الوطني، باختيار الأنسب وما اكثرهم، وهذه فرصتكم الأخيرة التي لم يتبق منها سوى أيام قليلة.
وإلا سوف لن ينفعكم الاطباق على اصابعكم ندما حتى وان اضطررتم لقطعها
وقد اعذر من أنذر



#جواد_وادي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العزوف عن الانتخابات يبقي الفاسدين واللصوص على دفة الخراب
- أيها الناخب عزوفك عن الانتخابات خيانة للعراق
- كل عام وحزبنا الشيوعي العراقي أبهى واقوى شكيمة
- متى يعي شركاؤنا بأن الوطن فوق الجميع؟
- هل أصبحت الطائفية قدرا لعينا يلازم السواد الأعظم من العراقيي ...
- إلام نظل موزعين بين الموت والوطن والمنفى؟
- إنها فرصتك الأخيرة أيها الناخب العراقي المتضرر من نهج الفاسد ...
- يا للمهزلة... ولايتي يدس حقده المسموم في ارض العراق
- شباط الأسود وصمة عار في تاريخ حزب البعث الفاشي
- تحية لهذا الشيوعي المقدام
- قصائد لاعمارنا الهاربة
- ايها الناخب صوتك مستقبلك لتصحيح المسار
- شتان بين الإرث الشيوعي والإرث الطائفي والإثني
- هل من سبيل لإيقاف نزيف الفساد المدمر؟!
- حرب الأخوة غضب على الجميع
- سِفرٌ جديد يضاف لأسفار الفنان والباحث في المقام العراقي
- سِفرٌ جديد يضاف لأسفار الفنان والباحث في المقام العراقي الدك ...
- مكابدات عراقي مغترب لما يدور في الوطن
- مقر حزبنا في الديوانية يتعرض لاعتداء أثيم
- مصطفى عبد الله منجم شعري أفل قبل الأوان


المزيد.....




- تحليل لـCNN: روسيا الرابح الوحيد من هجوم ترامب على زيلينسكي ...
- دراسة تكشف أثر الماء والقهوة والشاي على صحة القلب
- أنشطة يومية بسيطة تعزز نمو طفلك وتطور مهاراته
- ظاهرة لن تتكرر قبل 2040.. محاذاة نادرة لسبعة كواكب!
- هل تحدد الجينات متوسط العمر؟
- موسكو رفعت سوية التواصل مع دمشق
- الدول العربية تُخرج إيران من تحت الضربة
- النمسا: السلطات توقف فتى في الرابعة عشرة من عمره للاشتباه با ...
- رفع عقوبات مرتقب عن سوريا ولافروف يحذرها من -تهديد-
- تركيا تساعد أميركا لحل -أزمة البيض-


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد وادي - النداء الأخير قبل الصمت الإنتخابي