جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 5866 - 2018 / 5 / 7 - 21:05
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
حروب العواذل
تلعب الحروب دورا مهما في حياة الانسان لانها هي التي تصيغ الزمان و المكان او تأريخه و جغرافيته و تقدمه التقني حيث ان كثير من اختراعات البشر تحققت بفضل الحروب. يصاغ شكل التأريخ بالانتصار و الهزيمة في الحروب و يصيغ الانتصار هوية الشعوب و تلاحمها و يقال بانه يضمن استمرار الكيانات و احيانا تتعلم الشعوب من الهزائم اما الحروب فهي ام التقدم التقني و العلمي في مختلف مجالات الحياة و هي الحاكم الاوحد بين المنتصر و المنهزم و للنزاعات العسكرية طبعا اسباب عديدة سواء كانت استراتيجية او اقتصادية او فكرية او دينية و هناك استعداد للتضحية و التحدي.
و لكن لا تفقد الشعوب المغبونة دائما هويتها و تلاحمها رغم الهزائم لايمانها العميق بقضيتها العادلة و لان الحروب لا تعرف اصدقاء دائميين بل يتحول الصديق بسهولة الى العدو و العكس بالعكس و تلعب الهزائم ايضا دورا كبيرا في توحيد الصفوف. تعود السياسيون الغربيون و فرق كرة القدم على الاعتراف علنا بالهزيمة و لكن هناك شعوب شرقية لا تستطيع الاعتراف بالهزيمة و هي المنتصرة دائما مهما كانت النتائج و تنطبق عليها القول الالماني (الخاسر السيء) و هذا يعني ان للهزيمة ايضا فن خاص بها. عليك ان تتعلم كيفية التعامل مع الهزيمة في حلبة الملاكمة و المصارعة قبل ان تحترف.
كانت هناك ايضا حروب غنائية في بعض الافلام المصرية القديمة فالعاشق او بطل الفيلم يخوض حربيا نفسية مدمرة ضد العواذل / كيد العزال او كايدة العزال و اذا اصيب بخيبة امل. لا تأتي الحروب دائما على شكل مواجهة او اصطدام مسلح لوحدها اليوم فهناك خليط من مختلف الانواع - هناك حروب باردة و حارة و نفسية و حتى في لعبة الشطرنج هناك حرب نفسية (اسوء انواع الحروب) و هناك ارهاب و تخريب و تجسس و حروب سايبر (اختراق تقنيات و رقميات و استخبارات العدو و التجسس عليها او تخريبه).
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟