أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الشرارة - ماركس الإنسان، ماركس عقل العالم















المزيد.....


ماركس الإنسان، ماركس عقل العالم


الشرارة

الحوار المتمدن-العدد: 5865 - 2018 / 5 / 5 - 14:07
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يحيي موقع الشرارة الذكرى المئتين لولادة المعلم البروليتاري العظيم كارل ماركس، تحت شعار: "في الحاجة إلى كارل ماركس والفكر الشيوعي الثوري". وفي هذا الإطار، ينشر الموقع سلسلة من المقالات بعنوان:

"ماركس الإنسان، ماركس عقل العالم".
تقديم

تخلد البروليتاريا العالمية وشعوب الأرض المضطهدة هذه السنة، الذكرى المئتين لميلاد المعلم البروليتاري كارل ماركس. في الخامس من ماي تحتفل الطبقة العاملة في كل بلاد العالم بهذه الذكرى، مستحضرة أفكار هذا المعلم، الذي زودها بسلاحين أساسيين، لتحررها من الاستغلال والاضطهاد الطبقيين، ألا وهما، المادية الدياليكتيكية والمادية التاريخية.

في استحضار هذا اليوم نجد البورجوازية واقتصادييها ومثقفيها يحاربون أفكار ماركس علنا، ويبحثون سرا في كتابه الرأسمال عن حلول لأزماتهم الاقتصادية، التي تنتقل من طور إلى طور آخر جاعلة من نظرياتهم الاقتصادية أضحوكة على كل لسان. أما الانتهازيون بكل أصنافهم من إصلاحيين وتحريفيين فتعاملهم الانتقائي مع فكر ماركس واضح بين غير مستتر. فقط الماركسيون- اللينينيون والثوريون والبروليتاريا العالمية وشعوب الأرض المضطهدة من يحتفون بميلاد ماركس احتفاء حقيقيا.

لقد مرت على ميلاد كارل ماركس مئتين سنة، ورغم ذلك لا زالت وستظل أفكار ماركس والماركسية تشكل شبحا بالنسبة لأعداء مشروع المجتمع الإنساني الشيوعي الذي تزول فيه الفوارق الطبقية ويخلو من الاستغلال الطبقي.

إن البورجوازية المهيمنة اقتصاديا وسياسيا على العالم يخيم عليها شبح ماركس وأفكاره المرعبة لوجودها، لهذا فهي تبذل كل الجهود، من أجل إزاحة هذا الشبح عبر تغييب أفكاره وتشويهها في المقررات المدرسية والجامعية في كل المجالات التي كان ماركس رائدها، في الاقتصاد والفلسفة، في العلوم الاجتماعية والتاريخية، بل تطرده من كل الفضاءات التي يعد حضور فكره فيها قويا، إنه الرجل الأكثر كرها من طرف البورجوازية، وإليه تنسب كل الجرائم في التاريخ، والتي في الحقيقة ليست إلا جرائمها، جرائم الاضطهاد والاستغلال، التي فضحها ماركس وعراها سياسيا وإيديولوجيا، عندما أوضح الدور العالمي التاريخي للبروليتاريا بوصفها بانية المجتمع الاشتراكي و مشروع المجتمع الشيوعي.

لقد استحوذ الفكر الماركسي على عقول الملايين من الناس، وذلك نظرا لما ميز الماركسية عن باقي النظريات والمذاهب ألا وهو روحها الثورية.

كان ماركس ذلك الكابوس الذي ظل وسيظل يطارد كل الأعداء الطبقيين للبروليتاريا وكادحي العالم، لأن رسالته في الحياة كانت الإسهام بشكل أو بآخر في تقويض المجتمع الرأسمالي، والمؤسسات التي خلقها، من أجل تحرير البروليتاريا، والكفاح كان ميدانه، فكان يكافح بحماس وعناد ونجاح منقطع النظير، لذلك كان كارل ماركس، الرجل الذي مقت وكره وافتري عليه أكثر من غيره في زمانه، فقد نفته الحكومات الاستبدادية منها والجمهورية، واجتمع ضده المحافظون والديموقراطيون، لكنه لم يهتم بكل هذا إلا عند الضرورة القصوى، وحتى لو كان له الكثيرين من المعارضين، فلم يكن له أعداء شخصيون، لأن كارل ماركس ضد شخصنة الصراع، وكان يعتبر ذلك أسلوبا مقيتا، بنفس القدر الذي كان يرفض به المدح، لذلك مات وسط محبة وإجلال وبكاء الملايين من الرفاق الثوريين من أقاصي مناجم سيبيريا إلى كاليفورنيا، ومن أوروبا إلى أمريكا، وما زال يحتفظ بحب كل الثوريين والثوريات الآن وغدا وبعد غد، ولكل ذلك سيخلد اسمه عبر العصور، وكذلك أعماله، وتحتفظ له النساء بفضله عليهن.

كانت التهجمات الشخصية على ماركس قد بلغت مستوى من الجنون والغباوة، كانت تضطره إلى الرد عليها، وهي لا زالت، وقد رد عليها لينين بالثورة البلشفية المجيدة وماو تسي تونغ بالثورة الصينية العظيمة.

لقد أكمل ماركس وأتم على نحو عبقري التيارات الفكرية الرئيسية الثلاث الأكثر تقدما بين البشر في القرن 19: الفلسفة الكلاسيكية الألمانية، والاقتصاد السياسي الكلاسيكي الانجليزي، والاشتراكية الفرنسية، المرتبطة بأفكار الثورة الفرنسية بوجه عام، هذه الأفكار التي تؤلف مجموعها، المادية والاشتراكية العلمية المعاصرتين، بوصفهما نظرية الحركة العمالية، وبرنامجها في جميع البلدان المتمدنة في العالم.

إن الأعمال العظيمة لماركس في التاريخ يشهد عليها لينين، عندما قال إن الشيء الوحيد الذي كان يستحوذ على اهتمام ماركس (ومعه رفيقه انجلز) أكثر من أي شيء آخر، وأن الشيء الذي كرس له الأمور الأعظم جوهرية، والأكثر جدة، والشيء الذي يشكل التقدم البارع الذي حققه في تاريخ الفكر الثوري، كان هو تطبيق المادية الدياليكتيكية بإعادة صياغة الاقتصاد السياسي بكامله، بدءا من أسسه وصعودا إلى التاريخ والعلوم الطبيعية والفلسفة وسياسة الطبقة العاملة وتكتيكها.

لن نخوض في هذا المقال في ما أنتجه ماركس من فكر في جميع المجالات، إلا ما جاء عرضا ونحن نستعرض مسار حياة هذا المعلم الثوري، إن هذا المقال يركز بالأساس على ماركس الإنسان، على مآسي عقل العالم هذا، على فقره المدقع، على صحته المعتلة، على أمراضه التي اجتمع فيها ما تفرق على غيره، سنتحدث بالأساس عن حرارة ماركس الإنسانية، عن صداقته ورفاقيته، عن ماركس المحب العاشق، ماركس المحبوب، ماركس وتربية الأبناء، ماركس الشاعر ومتذوق الآداب والفنون، ماركس صرامة الضمير، ماركس المنبوذ والمطارد من فضاء إلى آخر، ماركس الأممي الذي نزعت عنه هويته ولم يضره ذلك في شيء، ماركس الذي يهتم بكل شيء، ماركس جدلية الضعف والقوة، باختصار نركز على ماركس في جميع أحواله الإنسانية، لنصل إلى خلاصة مفادها، أنه وسط هذا الكم من العلل والأدواء في هذا البحر من المآسي أنتج ماركس ما لا يقدر عليه أعتى الأصحاء، فقد ظل العقل متيقظا والذكاء متوقدا، لا يشوش عليه إلا عزيز تم فقده وضيق ذات يد تجعله عاجزا عن القيام بمسؤولية، هذا هو ماركس العظيم الذي يتناوله هذا المقال.

جميلة صابر
5 – 5 – 2018

موقع الشرارة الماركسي ــ اللينيني
http://acharara.hautetfort.com
الأداة النظرية للمركز الماركسي ــ اللينيني للدراسات والأبحاث والتكوين



#الشرارة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول مفهوم الطبقة العاملة
- بيان بصدد النضالات العمالية والفلاحية والشعبية
- العدد الثالث من كراسات الشرارة
- موضوعات حول المادية التاريخية -- الحلقة الخامسة / الأخيرة
- موضوعات حول المادية التاريخية -- الحلقة الرابعة
- قراءة في إشكالية الدولة في الماركسية اللينينية
- عاشت الذكرى المئوية لانتصار ثورة أكتوبر الاشتراكية العظمى ف ...
- تحية إلى ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى في ذكراها المائة
- الثورة الصينية والحزب الشيوعي الصيني
- عاشت الذكرى الثامنة والستون لانتصار الثورة الصينية العظيمة
- في الذكرى 68 لانتصار الثورة الصينية العظيمة
- موضوعات حول المادية التاريخية -- الحلقة الثالثة
- مدخل لدراسة علم الاقتصاد السياسي - الحلقة الثانية
- مدخل لدراسة علم الاقتصاد السياسي - الحلقة الاولى
- موضوعات حول المادية التاريخية الحلقة الثانية
- مغرب النضال في مواجهة مغرب القمع والاستغلال - ما هي المؤامرة ...
- البيان البروليتاري لليوم الأممي
- موضوعات حول المادية التاريخية - الحلقة الأولى
- العدد الثاني من الشرارة
- ضد التحريفية -- دفاعا عن الماركسية اللينينية -- محاولة أولية ...


المزيد.....




- سياسات ترامب وموقع الرأسمالية الامبريالية الامريكية في العال ...
- إختفاء القيادي العمالي شادي محمد عن جلسة تجديد حبس شباب “بان ...
- 46 منظمة حقوقية تطالب بالإفراج عن عبد الرحمن يوسف
- “تي أند سي” تفصل تسعة عمال على خلفية الإضراب
- تجديد حبس شادي محمد 45 يومًا دون حضوره
- الفصائل الفلسطينية ترفض مخطط التهجير
- أبو عبيدة يكشف عن هوية جثامين الإسرائيليين ممن ستسلمهم الفصا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت ق ...
- جيلاني الهمامي: إعادة كتابة الجغرافيا


المزيد.....

- الذكاء الاصطناعي، رؤية اشتراكية / رزكار عقراوي
- نظرية التبادل البيئي غير المتكافئ: ديالكتيك ماركس-أودوم..بقل ... / بندر نوري
- الذكرى 106 لاغتيال روزا لوكسمبورغ روزا لوكسمبورغ: مناضلة ثور ... / فرانسوا فيركامن
- التحولات التكتونية في العلاقات العالمية تثير انفجارات بركاني ... / خورخي مارتن
- آلان وودز: الفن والمجتمع والثورة / آلان وودز
- اللاعقلانية الجديدة - بقلم المفكر الماركسي: جون بلامي فوستر. ... / بندر نوري
- نهاية الهيمنة الغربية؟ في الطريق نحو نظام عالمي جديد / حامد فضل الله
- الاقتصاد السوفياتي: كيف عمل، ولماذا فشل / آدم بوث
- الإسهام الرئيسي للمادية التاريخية في علم الاجتماع باعتبارها ... / غازي الصوراني
- الرؤية الشيوعية الثورية لحل القضية الفلسطينية: أي طريق للحل؟ / محمد حسام


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - الشرارة - ماركس الإنسان، ماركس عقل العالم