ليلي عادل
الحوار المتمدن-العدد: 1492 - 2006 / 3 / 17 - 11:55
المحور:
كتابات ساخرة
أثارت مشاعري جملة قالها الفنان الصاعد في دنيا التمثيل برزان ..حين أشتكى لقاضي المحكمة حال أولاده المساكين و هم يتشردون شر تشرد في بلد المعاناة و الحرمان و القسوة ..سويسرا ...بعد ان تم الحجز على أمواله و عرق جبينه الذي أمضى السنين و هو يجمع الفلس على الفلس ليوفر لهم عيشا كفافا في غربتهم و بعد ان سهى عن وضع جزء من تلك المبالغ بأسمائهم في بنوك سويسرا تحسبا ليوم أسود لم يكن لا على البال و لا على الخاطر ..و قد نسي أيضا ان يدلهم على الأرصدة العراقية التي كان أمين سرها وحافظ أرقامها الأمين ...تفطر قلبي و فكرت في ان أقود حملة لجمع التبرعات لهؤلاء الأولاد و ان أرفع شكوى على الحكومة السويسرية الظالمة التي يتشردون في شوارعها أولاد ال... و مرت صورة مجموعة من الأشخاص و هم يهيمون على و جوههم يفتشون في المزابل التي لم يثبت وجودها بعد.. في شوارع سويسرا المقفره ...لا أعلم ما هو مفهوم التشرد لدى صدام و عصابته فهو قبل شهور ذكر في أحدى جلسات محاكمته كيف ان بناته يتشردن في عمان و يشبعن تشرد ...و اليوم يعيد الكرة أخيه غير الشقيق في منحنا صورة جديدة عن مفهوم التشرد ...و ربما نحتاج الى وضع تعريف محدد لهذا المفهوم بعد ان تضاربت المعاني و الصور ...ففي العراق ..لدينا من المشردين ما لا يعد و لا يحصى ..نراهم و الشوارع أصبحت بيوتا لهم لا تحمي من برد الشتاء أو لهيب صيف العراق أو مطر الرب ولا حتى من مطر الرصاص الأعمى أو شظايا المتفجرات المجنونة ...مشردون توازي أعدادهم أكوام المزابل التي تملأ الشوارع و الأرصفة , المكرمة الوحيدة اليوم هي... لكل متشرد كومة أزبال...لدينا أيضا مشاهير المشردين من شعراء و فنانين بعد ان أصبح الأدب و الفن سلعة لا تشترى و لا تباع هذه الأيام فالكل منشغل .. وها نحن نسمع و نقرأ في الصحف ذكر هؤلاء الذين لا يذكرون ألا بمناسبة وفاتهم على قارعة أحد الطرق..
أما التشرد في سويسرا فأنا على أستعداد و من منطلق تعاطفي مع أبناء المتهم برزان على مبادلتهم سقفي في العراق و نعيمي الأمني و الأقتصادي ..بكل سرور أبادله بتشردهم و عذابهم الأرضي السويسري..
#ليلي_عادل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟