أسلوب الخط الماتع وتألّق الجمال اليافع في تجربة الفنان الجزائري خالد خالدي

سامية غشير

الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 17:50
المحور: الادب والفن
    

يعد الفنّان "خالد خالدي الجزائري" تجربة فنيّة فريدة من نوعها، وحالة استثنائيّة قد لا يشهد الفنّ العربي مثلها؛ فهذا الفنّان الفريد المتفرّد يملك أسلحته الخاصّة التي يغري بها عُيون معجبيه المتعطشّين إلى عبق الفنّ وروعة الخط، وسحر طقوس ممارسة الفنّ الذّي تسامى عنده إلى القداسة، كيف لا والفنّان يخاطب العقول والقلوب ويفتن العيون، ويعبّق المكان من وهج نور الجمال.
الفنان "خالد خالدي" يملك خيالًا خصبًا ونرجسيّة جميلة في حبّ الفنّ؛ لأنّه يدرك أنّ الفنّ هو من يصنع الذّات، ويرسم في خوالجها تلابيب الألق، ويتبّلها بعطور الصّبابة والطّبيعة والإنسانيّة والحياة؛ بل أكثر من ذلك ينحت أناقة الرّوح، فكلّ من تبصر عيونه لوحاته تصاب بداء الجمال، وهوس حبّ الحياة في أرقى صورها، وأطهر تجلّياتها وأسمى مظاهرها، فكيف لا وهو يقول الجمال عبر لوحاته ورمزية خطه.
الأستاذ خالد خالدي من مواليد 21ماي 1971 بالمشريّة ولاية النعامة -الجزائر- مدير مؤسسة تربوية بولاية سعيدة – متحصل على شهادة ليسانس فنون تشكيلية بجامعة عبد الحميد بن باديس بولاية مستغانم- سنة أولى ماستر فنون تشكيلية تخصّص خط عربي بجامعة أبي بكر بلقايد - تلمسان – الجزائر –
الفنّان "خالدي" فنان تشكيلي بالفطرة، عصامي التكوين وخطّاط لم يلتحق بأيّة مدرسة أو معهد فنّي؛ بل اجتهد وثابر واعتمد على نفسه في تعلم مبادئ الرّسم الخط العربي.
* يدرّس فن الخط العربي بجامعتي الدكتور مولاي الطلاهر بسعيدة وجامعة أبي بكر بلقايد بتلمسان ، يمارس الرّسم بشتى ألوانه، ينتمي للمدرسة الواقعية الانطباعية ، انطلق في ممارسة الفن التشكيلي المعاصر فنّ الحروفيّات منذ سنة 2013.
الأسلوب الخالدي: أسلوب حداثي متفرّد
للفنّان "خالد خالدي الجزائري" أسلوب متفرّد جدًّا في الخط العربي المعاصر، وقد حظي بإعجاب العديد من النّقاد ، فأطلق على أسلوبه في الخطّ بتسميّة "أسلوب الخالدي".
حيث يُشكّل بناءً جماليًّا خاصًّا به، سواء من ناحيّة الخطوط أو نوعيتها، أو من ناحيّة تمازج الألوان وتلاقُحها وتمازجها بطريقة سحريّة تجنح إلى الرّمزيّة وتخرج عن المفهوم النّمطي لفنّ الخطّ العربيّ. فتارةً يميل إلى الخطوط الرّقيقة وتارةً إلى الخطوط الغليظة، كما ينوّع في توظيف الألوان والتّلاعب بها حسب فلسفته الخاصّة، وعبقريته المتفرّدة.
حين نُشاهد اللّوحات نرى المعطى الواقعي حاضر فيها، فالطّبيعة مجسدّة بصورّها المختلفة، وهذا إن دلّ على شيء؛ إنّما يدلّ على النزعة الواقعية التي صبغت أعماله، وكانت المرجعيّة الهامّة لها.
الفنّ التّشكيلي: تعانق أطياف السّحر بألوان الحياة
تنتمي أعمال الفنّان "خالدي" إلى المدرسة الواقعيّة الانطباعيّة، حيث هو مهتمّ بتصوير الأشياء ومظاهر الحياة تصويرًا واقعيًا دون اللّجوء إلى الرّومانسيّة التي جوهرها الهروب من الواقع والجنوح إلى الخيال والرّمزيّة، فالفنّان "خالدي الجزائري" ينتصر للمقولة التي نادى بها الواقعيّون وهي "أنّ الواقعيّة هي انعكاس للحياة الحقيقيّة"، فهو ينحت الصّور ويخلق الجمال لمّا يشعر به، ولما تثيره الأشياء، كما أنّه مرتبط ارتباطًا روحانيًّا بالمدرسة الانطباعيّة التي تركزّ على انطباع الفنّان الذّاتي بالصّور المرئيّة الموجودة في الطّبيعة والواقع، وتصويرها حسب إحساسه دون الجنوح إلى المبالغة أو الخروج عن المألوف.
إنّه يسعى إلى التّسامي بالرّوح وتحريرها والانطلاق بها إلى فضاءات أرحب تحتضن الذّات الشّغوفة، وتجد فيها منارات النّور، ومواطن البهجة والسّعادة، فالفضاءات التي يرسمها هذا الفنان هي تحف فنيّة تنمّ عن ذوقه الجميل، وحسّه المرهف، ونظرته للجمال، وفلسفته الرّاقية في قراءة الجمال ثمّ تشكيله في صور حيّة نابضة بالهيف، والعطاء، والحياة، وألوان الطّبيعة وألحان الفرح، فقد أفلح فعلًا في خلق الحياة عبر ريشته السّحريّة.
ونظير تميّزه في عالم الفنّ التّشكيلي والخطّ العربي فقد لقي نجاحًا ملفتًا، واعترافًا كبيرًا من قبل نقاد وفنانين عرب، فقد كتب عنه الدكتور "أحمد مفلح الحموري" من الأردن، كما أثنى الدكتور "محمد البندوري" من المغرب على أسلوبه الخاصّ حيث وصفه بأنّه أسلوب يعتمد على الحداثة في مجلّة القدس العربّي في مقال بعنوان حداثة الحرف للفنّان خالد خالدي الجزائري وسمّاه بأسلوب الخالدي، وهو قيد الدّراسة الأكاديميّة، حيث تمكّن الكثير من الطّلبة أن يعرضوا عليه أطروحات في شهادات الدكتوراه وكذا شهادات الماستر... حيث يمارس الخط العربي بشتّى أنواعه حيث يتقن كتابة خط النسّخ وخط النستعليق (الفارسي) وخط الديواني الجلّي.
للفنّان إنجازات هامّة جدّا، ومشاركات ثريّة، فقد اشتغل على بناء ذاته وتغذيتها من خلال مشاركاته وأعماله التي تظلّ راسخة في سجله الفنّي الذّهبي.
المشاركات الفنية :
- المسابقة الولائية للخط العربي بولاية النعامة 1989.
- المهرجان الوطني لربيع الفن التشكيلي بولاية سكيكدة1995.
- المهرجان الوطني للفن التّشكيلي والتقليدي بولاية سعيدة 1996.
- عكاضيّة ولاية النعامة للفنون التقليدية 1999.
- مشاركة بولاية بلعباس للطلبة الجامعيين لجناح معرض اللوحات الزيتية 2003
- تمثيل ولاية سعيدة في تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية 2012 الفن التشكيلي.
عضو لجنة التحكيم من طرف وزارة الشبيبة والرياضة في المهرجان الوطني للخط العربي للشباب2013.
- الصّالون الوطني للزخرفة الإسلامية والخط العربي بمستغانم 2014.
- عضو لجنة التحكيم من طرف وزارة الشبيبة والرياضة للمهرجان الوطني للخط العربي للشباب 2014
- الورشة الوطنية العاشرة لفن الخط العربي نوفمبر 2014 ولاية المدية.
- الورشة الوطنية الثانية لخط النسخ بولاية الأغواط 2014.
- إقامة معرض تبنته جمعية العلماء المسلمين شعبة ولاية سعيدة 2015.
- المشاركة ضمن معرض لإثراء حق الرأي والتعبير لحقوق الإنسان سعيدة 2015.
- المشاركة في المهرجان الثقافي الدولي للخط العربية 2015 قسنطينة عاصمة الثقافة العربيّة.
- مسابقى أرسيكا الدولية المشاركة في خط نستعليق تركيا إستانمول 2015.
- تقديم محاضرة وورشة في أصول كتابة المصاحف الشريفة وأثرها بالجزائر الملتقى الأول للخط العربي المعهد الإسلامي مستغانم 2015.
- المهرجان الدولي للومان شو بمدينة سعيدة مشارك بلوحتين (الموناليزا وبيتهوفن)سنة 2015.
- الورشة الوطنية للخط العربي الحادية عشرة بولاية المدية 2015.
- الصّالون الوطني للفن التشكيلي بولاية سعيدة 2015.
- الورشة الوطنية لفن الخط العربي بالمدية 2015 طبعة زاهد بك
- الملتقى المغاربي للخط العربي بولاية بسكرة 2016.
- تقديم محاضرة في جماليات الخط العربي وأثر الأقلام الستة في فن الخط العربي – الصالون الوطني للفنون الإسلامية ولاية باتنة 2017.
- عضو لجنة التحكيم – الصالون الوطني للفنون الاإسلامية – بولاية باتنة – نوفمبر 2017.
- الورشة الوطنية لفن الخط العربي طبعة الوزير ابن مقلة 2017 ولاية المدية.
- المهرجان الدولي لرواد الخط العربي والزخرفة الإسلامية بغداد – العراق 2018.
- مهرجان قشلة الدولي للفنون التشكيلية المعاصرة بمصر فرع العراق القاهرة 2018.
الجوائز والتكريمات :
- الجائزة الأولى للخط العربي بولاية النعامة 1989.
- المرتبة الخامسة على المستوى الوطني بسكيكدة لوحة الأمير عبد القادر1998.
- أحسن إنجاز مائي محترف بالمهرجان الوطني بسعيدة سنة 1996.
- تكريم من طرف السيد والي ولاية سعيدة كفنان سنة 2007.
- وسام استحقاق من طرف مديرية التربية لولاية سعيدة كفنان تشكيلي وخطاط بالولاية 2008.
- شهادة تقديرية من طرف والي ولاية سعيدة 2009.
- تكريم رئاسي من طرف رئاسة الجمهورية تبنته وزارة المجاهدين 2012.
- مكافأة بالورشة الثانية للخط العربي بولاية الأغواط ديسمبر 2014.
- الجائزة الثالثة في الورشة الوطنية للخط العربي بمسابقة الخط الفارسي في المدية 2015.
- شهادة تقديرية بمناسبة حق الرأي والتعبير لحقوق الإنسان ولاية سعيدة 2015.
- تكريم من طرف مديرية الثقافة بالصالون الوطني للفن التشكيلي ولاية سعيدة 2015.
- تكريم من طرف السيد والي ولاية سعيدة بمناسبة يوم الطالب 2016.
- جائزة لجنة التحكيم الوحيدة في الخط الفارسي للملتقى المغاربي للخط العربي بولاية بسكرة 2016.
- تكريم والي ولاية سعيدة بالمرتبة الأولى كفنان يمثل الولاية 2017 جامعة الدكتور مولاي الطاهر سعيدة.
- تكريم معالي وزير الثقافة 2017.
- المرتبة الأولى في خط الديواني الجلي بالورشة الوطنية للخط العربي طبعة الوزير إبن مقلة 2017 ولاية المدية
- تصنيف عالمي لفن الحروفيات من طرف اللجنة الدوليّة المغاربيّة لفنّ الحروفيّات ... الفنّ المعاصر ..لسنة 2017.
- أسلوب الخالدي في حداثة الحرف العربي للدكتور محمد البندوري موقع مجلة القدس العربي 2017.
- يعدّ الممثّل الجزائري الوحيد في الموسوعة العالميّة لمبدعي الفنانين العرب، كما يملك عضوية في المركز الإبداعي للفنون والآداب للفنّانين العرب بمصر.
وقد أُنجزت حول أعماله مذكرات ماستر، منها مذكرة للطّالبة "نعيمة صحراري" معنونة ب "التراث والفنّ في أعمال الفنّان خالد خالدي الجزائري" تحت إشراف الأستاذ "صالح بوشعور" وحاليًا تنجز عنه أطروحات دكتوراه، أطروحة للطّالب "الواكل محمّد رضا" من ولاية البيض، والموسومة بعنوان "تطوّر الخطّ العربي في الجزائر" – دراسة لأعمال الفنان خالد خالدي الجزائري" تحت إشراف الدّكتور "طرشاوي بلحاج" بجامعة أبي بكر – تلمسان- إضافةً إلى دراسات أخرى.
إنّ هذا الفنّان يعدّ مدرسة فنيّة تستحقّ كلّ الاحتفاء والتّقدير، وإضافةً ثريّة للفنّ العربي والعالمي.

#سامية_غشير (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات