أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طيبة ناصر - جدلية الانسان والصراع.. الانسان المجادل انموذجاً.














المزيد.....


جدلية الانسان والصراع.. الانسان المجادل انموذجاً.


طيبة ناصر

الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 09:30
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لم اشاهد في مجتمعنا الشرقي عشقا لشيء اكثر من عشق الجدال فما ان يطرح احدهم فكرة ما حتى يسارع كل المحيط بالاعتراض والاستفاضة في النقد و التقليل من رأي الطرف الاخر فيشخص الموضوع و يخرج عن مساره و يحاول كل فرد ان يثبت و بشكل مستميت انه هو على صواب و الاخر على خطأ و بطبيعة الحال يحاول الطرف الاخر ان يدافع عن رأيه و يثبت للاخر انه هو المخطأ و لا تستغرب ان كان الجدال على امر يكاد يذكر و لا يستحق كل هذا الجدال في الاساس ..
لماذا الجدال ؟ في الحقيقة ان مسألة الجدال ناتجة في الاساس عن وعي ناقص بمعنى النقاش فما ان يطرح احدهم رأي معين حتى يطلق دون ان يعلم شرارة تشعتل بها العقول التي اصطلح عندها النقاش بأنه فرصة للانتصار و ان من يناقش يجب ان ينتصر و الا فأنه خاسر لهذا لا تستغرب كثيرا ان رأيت احدهم و قد انتفخت عروقه و احمر وجهه وارتفع صوته و هو يحاول اثبات انه على صواب و لا تتعجب ان يخرج كل طرف بضغينة في قلبه على الاخر لانه حاول اثبات نفسه على حساب الاخر و هذه احدى عواقب الجدال .

ماهو الجدال؟!
اين نجد الجدال ؟ و لماذا الفرد يجادل؟
الجدال : هو مناورة الاعتقادات بأسلوب اياك والاقتراب من اعتقادي عن طريق الصراخ والتعالي و عدم الانصات (الهدف) انا على صواب ، الذي هو نقيض النقاش..
النقاش : هو تبادل الاراء بأسلوب الانصات للطرف الاخر (الهدف) التقدم و نمو المعرفة .

اسباب الجدال..
نجد الجدال عند الاشخاص الخائفين من تفنيد معرفتهم و بطبيعة الحال فالنقاش يولد الشك و الشك قد يفند حقيقة او عقيدة فنجد في الايدولوجيات الاممية النقاش محضور لذلك ذوو الايمان يلجأون للجدال لتدمير اي حقيقة قد تزعزع من مقدساتهم و بذلك تجد ان الشخص المتنور مثلاً لا يجادل بل يناقش لان كينونتهُ ببساطة هي بسبب النقاش..
اما اجتماعيا وحسب العادات فالماضي هو المسيطر والاكبر سنا هو صاحبة السلطة الاعلى فنجد انه من الصعب على صغير العمر ان يناقش من هو اكبر منه عمرا لانه ما ان يطرح الاول رأيا او اعتقاد مغاير لاعتقاد الكبير على طاولة النقاش نجد الكبير يجادله (وذلك خوفا من تدمر هالته القدسية ومكانته) و بالتالي قد يرد الصغير عليه بالجادل فيتهموه بالعاق و يطلقون عليه بغضب لقب الجدلي المزعج و هكذا تعيش ثقافة الجدال ..

علينا ان نفهم ماهي الحقيقة و الحقيقة المطلقة . الحقيقة :هي مطابقة ما في الذهن لما في الواقع . اما الحقيقة المطلقة او الكامنة فهي صورة ذهنية تطابق كل شي في العالم الخارجي المطلع عليه و غير المطلع عليه و بطبيعة الحال لا يوجد احد يعلم كل شيء عن كل شيء نعم من الممكن ان املك الحقيقة الكاملة لحبوب القهوة فأعرف من اين تتكون و كيف يتم انتاجها و كيف يتم اعدادها . اما ان قلت انني امتلك الحقيقة المطلقة و سكت او لم احدد جزئية معينة فهنا ستعني اني امتلك الحقيقة حول الوجود برمته و بأدق تفاصيله ان هذه العبارة غالبا ما تستخدم بشكل خاطىء فمثلا قد يأتي ملحد ويضع حجة تنقض وجود الله او مؤمن يضع حجة تثبت وجود الله ثم يقابلهم اللادري بحجته الشهيرة لا احد يمتلك الحقيقة المطلقة و هو يظن انه نقض حججهم بهذه العبارة او انه قدم حجة مضادة لهم . في الحقيقة هذه مغالطة منطقية تسمى (مغالطة رجل القش) الملحد و المؤمن لم يدعيان ابدا انهما يمتلكان حجج تثبت او تنفي جزئية معينة لا يستلزم بأي شكل من الاشكال امتلاكهم للحقيقة المطلقة عندما اقول بأنني الحقيقة حول وجود الله ذلك لا يعني بأنني ادعي امتلاك الحقيقة حول كل شيء بالكون لان قضية وجود الله ليست كل شيء بالوجود ولا اعلم كيف فهمها اللاادري على انها تعني كذلك ربما هذه ضريبة النسخ واللصق و الاقتباسات من دون فهم !
عموما تخيل معي، ان هناك طبيب مختص بالاورام وله خبرة فيها 50 سنة ويعرف كل شيء حولها ثم يشخص ورم معين فيأتيه لاادري ويقول له تشخيصك خطأ لأنه لا احد يمتلك الحقيقة حول كل شيء في الوجود.
كما تلاحظون المغالطة اصبحت واضحة فالطبيب لم يدعي انه يعرف كل شيء حول الثقوب السوداء او حول نشوء الكواركات او حول سلوك الفوتون، وبالتأكيد هو لم يدعي معرفة كل شيء حول كل شيء، هو بناءا على استنتاجات معينة قام ببناء ادعاء حول جزئية يعرف هو عنها كل التفاصيل.


ومع ذلك فالموضوعية تتطلب منا قول الحقيقة، فالجدال نادراً مايكون لهُ تأثير ايجابي، خصوصاً مع اصحاب العقول المتحجرة كما يرى نيتشه، اولئك الذين غير مستعدين لئن يخسروا النقاش حتى لو كان حول الخضروات..!
اولئك الذين يعقتدون ان قيمة النقاش تكمن في الفوز او الخسارة وكأنها معركة، الاغبياء لايعرفون ان النقاش ليس بدوياً..!
فقيمتهُ الحقيقية تكمن في التقدم لا في الفوز.
هؤلاء الاغبياء ينفع معهم الجدال احياناً خاصةً اذا كان بأسلوب اندفاعي.
والسبب في جيناتهم التي تعودت على العنف المتشبعين فيه.

ينتشر الجدال في الشعوب التي تؤمن بالخرافات والتي يتحكم بها العقل الجمعي والتي ايضاً تكون غير مؤمنة بما تَملك ليس لديها ثقة بالنفس، فهي ترى ان الكل افضل واذكى منها ووحدها الغبية في الكون..!

علاج الجدال في القضاء على مسبباته،
وان القضاء على مسببات الجدال يتم بالتحرش بها ومن ثم اغتصابها !



#طيبة_ناصر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جدلية الانسان والصراع.. الانسان المجادل انموذجاً.


المزيد.....




- أردوغان يتحدث عن دفع تركيا أثمانا كبيرة جراء وقوفها مع السور ...
- ليبيا.. اعتداء مسلح داخل مستشفى غدامس العام
- واشنطن توجه طلبا جديدا لزيلينسكي بعد واقعة توبيخه -المثيرة- ...
- بين الآمال والمخاوف، كيف يرى بعض الأوكرانيين مصير بلادهم في ...
- حظر تجوال في الساحل السوري بعد مقتل 16 عنصراً من قوات الأمن ...
- طبيبة روسية تروي أمام بوتين قصتها المؤثرة عن نقلها جثة زوجها ...
- لماذا غضبت إسرائيل من محادثات إدارة ترامب المباشرة مع حماس؟ ...
- أسرى إسرائيليون سابقون يلجأون لترامب
- نواب بريطانيون يدعون للجنة تحقيق مستقلة
- جرافات تهدم منازل في مخيم نور شمس بطولكرم مع استمرار العملية ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - طيبة ناصر - جدلية الانسان والصراع.. الانسان المجادل انموذجاً.