أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير صقر - الكتابة السهلة والصعبة .. والتشبث بالقضايا الهامشية















المزيد.....

الكتابة السهلة والصعبة .. والتشبث بالقضايا الهامشية


بشير صقر

الحوار المتمدن-العدد: 5864 - 2018 / 5 / 4 - 03:43
المحور: الادب والفن
    


وردنى من إحدى الصديقات رابط لتعقيب صديق آخر- الأستاذ تامر وجيه - بِشأن ما أسماه " الكتابة السهلة والكتابة الصعبة " .
https://www.facebook.com/tamerwageeh68/posts/1021620951629211

وتطرق الأستاذ تامر فى هذا الموضوع – حسب نص كلماته - " لأهم نقاد الثقافة والآداب والفنون الماركسيين الأحياء الُمنظّر فريدريك چيمسون" قائلا: أنه " يكتب بلغة صعبة جدًا. ويحتفي بصعوبتها، وكذلك يبرر ويُنظّر لصعوبة كتابته وكتابة فلاسفة مهمين آخرين كثيودور أدورنو "

هذا ويسترسل فى تعريفنا بالموضوع وكاتبه ؛ ناقلا آراء محددة للكاتب بشأن نقده للكتابة السهلة – وبالتالى تأييده وتحبيذه للكتابة الصعبة – تتمثل فى نص العبارات التالية :

•"الكتابة السهلة تتبنى منهج ومنطق ومقولات الفكر السائد ."

•"الكتابة الناقدة، الرافضة للسائد، المتبنية لمنهج آخر، لابد أن تكون صعبة. "

•" ولأنها ينبغي أن تعطي صدمة للقارئ تجبره على الانزعاج والانفصال عما يقرأه، فيضطر إلى التفكير بشكل جديد يصطدم مع السائد."

،،،،،،

وللحقيقة لا أعرف عن هذا الكاتب المنظر شيئا بل ولم أسمع عنه قبل ذلك ، ربما لجهل منى ؛ وربما لأنى لا أقرأ بالانجليزية، لكنى على أية حال أثق فى دقة وأمانة الأستاذ تامر بشأن المضمون الذى نقله لوجهات نظر الكاتب فريدريك چيمسون بشأن الكتابة السهلة والصعبة.

ولأنى تعجبت جدا من مضمون ما ساقه صديقى عن الكاتب رأيت أن أتعرض له بالتعقيب القصير التالى :

• لايمكن الموافقة على عملية التعميم التى استخدمها الكاتب بأن " الكتابة السهلة تتبنى منهج ومنطق ومقولات الفكر السائد " بشكل مطلق ، فكم من الكتاب والمفكرين العظام فى مختلف العصور كانت كتاباتهم تتسم بالسهولة وكانت مخالفة للفكر السائد وربما متقدمة على عصرها.


• كما لايمكن الموافقة على أن " الكتابة الناقدة، الرافضة للسائد، المتبنية لمنهج آخر، لابد أن تكون صعبة " فكثير من الكتابات التى من هذا النوع كانت تخفى مضامين رجعية .

• والغريب فى الأمرأن الكاتب الذى ينحاز للثقافة وللفكر التقدمي لا يرى وسيلة للتعامل مع القارئ العادى – المتبنى للأفكار السائدة فى المجتمع- سوى أن يصدمه ليس بمضمون واضح لفكر إيجابى جديد بل بكتابة معقدة .. أى أنه يستخدم الشكل لتغيير المضمون . ونسى أن عموم الناس إذا لم يجذبها الشكل لا تعبأ بالجوهر وتنصرف عنه .. بل ولا تفكر فيه، وأن من وجد صعوبة فى قراءة مقال فى مرة لن يعود لكاتبه على الأرجح مرة أخرى.


فالحروف والكلمات والجمل ( أى الكتابة ) شكل أو وسيلة أو أداة تعبر عن مضمون أو جوهر. وإذا كان المضمون مُركبّا اتخذ التعبير عنه شكلا مركبا .. والعكس صحيح.

وفى الكتابة - أى التعبير بالكلمات، وفى أحيان أخرى الرسم بالكلمات – لا تتعلق السهولة والصعوبة بشكل التعبير( أى بغرابة الكلمات المستخدمة وصعوبة بناء الجمل المعبرة عنها) ؛ بل تتعلق بمضمون الشئ المعبَّر عنه.

وحتى فى الفن التشكيلى تتضح تلك الفروق فى مقارنة بسيطة بين لوحة واضحة المعالم والملامح والتعابير التى تشع منها – كالموناليزا – وبين لوحة سيريالية زاخرة باللوغاريتمات الفنية.

وعموما فالكتابة أداة لتوصيل المضمون ، الذى كلما وصل بشكل أوضح وأسرع كلما كانت الوسيلة أفضل وأكثر نفعا وتلاؤما للقارئ أوالمتلقى؛ ليس فقط لعامة الناس.. بل لجميعهم.
مع ملاحظة أن التمادى فى التبسيط - وفى أحيان عدة- يحول الكتابة السهلة إلى كتابة ركيكة ، بينما هناك كتابة أخرى تسمى السهل الممتنع.

غير أن هناك قضايا فلسفية ونفسية وفنية معقدة بطبيعتها أو لارتباطها بأمور لم يتطرق لها العلم قبل ذلك أو لوجود جديد بشأنها لم يكتشف من قبل . ولذا يأتى التعبير عنها بما يتلاءم من كلمات وعبارات وتركيبات لغوية- يتم استحداثها أو اشتقاقها من قاموسنا المعتاد- وتكون على نفس الدرجة من الغرابة والتركيب.

كذلك فهناك قضايا وإشكاليات فى مجالات فكرية وثقافية معينة لا يتداولها العامة من القراء يكون التعبير عنها بالكتابة غير متوائم مع ما اعتادوا عليه ؛ ومن ثم توصف بالكتابة الصعبة أو المعقدة أو المركبة .. وتكون فعلا كذلك بالنسبة لهم. لذا لا يتداولها إلا النخبة .. وربما النخبة الخاصة جدا.

ومن ناحية أخرى هناك نوع من الكُتّاب مولع بالكتابة المركبة .. وتأتى كتاباتهم متسقة مع تكوينهم الشخصى الذى عادة ما يكون أيضا مركبا، رغم أن الموضوعات والقضايا التى يكتبون عنها لا تكون كذلك؛ أيضا فبعض هؤلاء يتستر - بضعف وضوح أو فهم ما يقول - خلف العبارات والتراكيب اللغوية المعقدة.

أما مقولة أن الكتابة المركبة أو الصعبة تصدم القارئ العادى لأنه يكون قد تعوّد أو تشرب نوعا معينا من الكتابة والتعبيرات السهلة .. هو قول مردود عليه بالآتى:

المنطق السائد والذى جرى الاعتياد عليه سواء فى التفكير أو اتخاذ المواقف أو القراءة هو فى حقيقة الأمر جوهر ومضون وليس شكلا .. حتى لو كان له شكل محدد.كذلك فإن صدْم القارئ بشأن ذلك لا يكون فى الشكل الذى اعتاده ؛ بل بمواجهة المضمون الذى يتبناه ضمن بقية أفراد المجتمع.. لأنه بتغيير المضمون والجوهر يتغير الشكل على ما أعتقد.


وعموما وعودا للبداية نقول أن الكتابة شكل للتعبير عن جوهر ومضمون بعينه ، وكلما كان الإلمام به عميقا وشاملا .. كان التعبير عنه سهلا وواضحا وسلسا ، فسهولة الكتابة لا تكمن فى نوعية العبارات المستخدمة بقدر ما تتصل بوضوح الفكرة المعبَّر عنها بالأساس.. وهى الجوهر والمضمون.

هذا إضافة إلى أن معاناة الناس التى تتصاعد بمرور الزمن وتتجلى فى تدهور ثقافاتهم ووعيهم وضعف علاقتهم بالقراءة والاطلاع .. توجب علينا أن نجتذبهم للقراءة بكتابات سهلة تدفع به بالتدريج إلى تناول أشكال من التعبير أكثر تركيبا وتعقّدا .

باختصار ما يثار بشأن الكتابة السهلة والصعبة هى مشكلة النخب بالأساس رغم أنها – كعرض جانبى- تخلق مشكلات لعامة القراء.

الخميس 3 مايو 2018 بشير صقر



#بشير_صقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فى قصة حظر زراعة الأرز بمصر وتقليص مساحته وحتى لا نكتفى بالن ...
- مأزق الأمير تركى آل شيخ بين التجاوزات السياسية والخلافات الش ...
- القصة الأخيرة فى الزراعة
- القصة الأولى فى الزراعة .. ورقة مقدمة لمؤتمر- 7 سنوات على ثو ...
- فضائح هيئة الأوقاف المصرية فى تهريب أرض الإصلاح الزراعى بالب ...
- ملحق ما بعد كتابة الذكريات .. وخاتمة .. من ذكريات الطفولة وا ...
- الرحيل إلى جرجا .. وحرب أكتوبر1973.. من ذكريات الطفولة والشب ...
- رحلة الصعيد .. والحركة الطلابية بجامعة أسيوط .. من ذكريات ال ...
- رحلة إلى كمشيش .. من ذكريات الطفولة والشباب ( ج 4 /6 )
- العمل السياسى ودعم المقاومة الفلسطينية بالماى وشبين الكوم- م ...
- من ذكريات الطفولة والشباب – رحلة لقريتى.. الماى (ج 2/6)
- من ذكريات الطفولة والشباب – أحداث الطفولة ج 1/ 6
- رسالة إلى من يريد أن يتذكر التاريخ أو يعرفه ..من أهالى قرية ...
- انجازات جحافل الشرطة فى ارياف البحيرة تغطى اخفاقاتها على طري ...
- حوار مع ابنتى الصغيرة حول عبارة شهيد
- أحنا وهمّا والزمن طويل : مثال عملى لدور الشرطة لمنع الفلاحين ...
- هل باع الفلسطينيون أرضهم..؟!
- مدرسة الفوالق والجيولوجيا.. أم مدرسة الإنسان والتاريخ..؟ الط ...
- خلية فيكتوريا كوليدج بالإسكندرية .. والحمض النووى الاستخبارا ...
- حروب حقيقية فى مصر.. ضد فلاحي البحيرة وعمال طرة والمسيحيين


المزيد.....




- مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب ...
- فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو ...
- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بشير صقر - الكتابة السهلة والصعبة .. والتشبث بالقضايا الهامشية